لماذا تم اختيار إثيوبيا لاحتضان المفاوضات اليمنية وليس مصر؟
أعلنت الأطراف اليمنية المتفاوضة في سويسرا، أمس الأحد، أن العاصمة الإثيوبية، أديس أبابا، سوف تحتضن الجولة المقبلة من المفاوضات اليمنية، بعد فشل التوصل إلى حل خلال الجولة التي أجريت في سويسرا، الأمر الذي طرح التساؤل عن الأسباب التي دفعت باتجاه اختيار إثيوبيا لكي تحتضن هذا الحدث.
لماذا إثيوبيا؟
يقول أستاذ العلوم السياسية في معهد الدراسات الإفريقية، بجامعة القاهرة، أيمن شبانة، لـ"دوت مصر"، إن هذا الاختيار له العديد من الأسباب، منها أن إثيوبيا هي مقر الاتحاد الإفريقي، بجانب قرب المسافة من الأراضي اليمنية، كما أنه في حالة المفاوضات التي تشبه الحالة اليمنية، ففي الغالب يتم اختيار دولة يراها الجانبان أنها دولة محايدة، وتقف على مسافة واحدة من جميع الأطراف المتفاوضة.
وفيما يتعلق بإمكانية اعتبار تواجد المفاوضات اليمنية على الأراضي الإثيوبية انتصارا سياسيا أو دبلوماسيا للأخيرة، أكد شبانة أن إثيوبيا في المرحلة الراهنة لديها من المشكلات الداخلية التي تؤرقها، وعلى رأسها مظاهرات الأورومو الذين يشكلون ما نسبته 40% من تعداد السكان، وهي نسبة لا يستهان بها، ويمكن أن تشكل معضلة كبيرة للحكومة هناك.
مصالح أخرى
وأشار شبانة إلى العلاقة الوثيقة بين الرئيس اليمني السابق، علي عبدالله صالح، والحكومة الإثيوبية، ولم يستبعد أن يحضر صالح المفاوضات اليمنية هناك، أو يكون في مكان قريب منها للتشاور مع الوفد المشارك في المفاوضات، مؤكدا أن صالح قوة فاعلة في اليمن، ولا يمكن تجاهله في مثل هذه المفاوضات.
أين مصر؟
وأردف أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن مصر لا يمكنها استضافة مثل هذه المفاوضات، لأنها ليست محايدة، ولا تقف على مسافة واحدة من كل الأطراف، فهي عضو في التحالف العربي الذي تقوده السعودية، وهذا يجعلها غير صالحة لاستضافة المفاوضات.
في السياق ذاته، أكد الباحث المساعد بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أحمد عسكر، لـ"دوت مصر"، أن استضافة إثيوبيا للمفاوضات اليمنية لا يعد سحبا للبساط من تحت مصر، لأنها عضوا في التحالف العربي، لافتا إلى أن اختيار أديس أبابا مرتبطا بدور أمريكي.
ضوء أمريكي
واتفق شبانه وعسكر على أن اختيار إثيوبيا لا يخلو من ضوء أخضر أمريكي، وأوضحا أن السياسة الأمريكية تعتمد على أديس أبابا كذراع لها في منطقة القرن الإفريقي في مجال مواجهة الإرهاب، حيث تعمل واشنطن على ترسيخ الوجود الإثيوبي الإقليمي في المنطقة.
وأكد شبانة أن الحكومة الأمريكية في حالة رضا عن النظام الحاكم في إثيوبيا، وراغبة في استمراره وبقاءه، والدليل على ذلك موقفها من الخطوات التي تتخذها أجهزة الأمن الإثيوبية في مواجهة تظاهرات الأورومو.
ولفت عسكر إلى الزيارة التي قام بها الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، إلى إثيوبيا، ودورها في ترسيخ العلاقة بين الجانبين.