قال الباحث المتخصص في الشئون الإيرانية عمرو أحمد أن نظام ولاية الفقية في إيران يقوم على فكرة دعم الحركات الانفصالية التي تعتبرها إيران أنها فئة مظلومة يجب دعمها حتى يتحقق السلام والأمن، من هنا جاء الانتشار الإيراني في المنطقة ودعم الحوثيين وحزب الله وغيرهم.

وأضاف أحمد، في تصريح لـ"دوت مصر" أن التوسع الإيراني في أفريقيا انطلق على مستويين، الأول عسكري متمثل في دعم الحركات الانفصالية، بينما الثاني اقتصادي متمثل في ايجاد استثمارات قوية غالبية الأمر يتم إدارتها عن طريق رجال أعمال لبنانيين محسوبين على حزب الله، موضحا أن كل هذا الانتشار يأتي في إطار توسعة النفوذ الإيراني في القارة السمراء والذي بدوره يدخل في منافسة مع النفوذ الإسرائيلي والتركي.

وأضاف الباحث أن التوتر بدأ يخيم على العلاقات المغربية الإيرانية منذ ثورة 1979 ووصول التيار الديني إلى السلطة، موضحا أن اتهام المغرب لإيران بدعم جبهة البوليساريو جاء بعد مجموعة من المعلومات تستند إلى وجود عناصر من الاستخبارات الإيرانية في سفارة طهران في الجزائر هي من قامت بتقديم الدعم العسكري للجبهة عن طريق حزب الله الذي قام بتدرب عناصر البوليساريو وقدم لهم السلاح.

واستطرد أحمد أن هذه ليست المرة الأولى التي تقطع المغرب علاقاتها بإيران، فقبل 10 سنوات اتهمت المملكة المغربية عناصر السفارة الإيرانية في الرباط بمحاولات نشر التشيع داخل المغرب وعلى اثرها تم قطع العلاقات.

وأوضح أنه تم كذلك استدعاء سفير المملكة المغربية في طهران لوزارة الخارجية الإيرانية اعتراضا على دعم المغرب للبحرين وقت احتجاجات الشيعة، والغريب في الأمر أنه تم استدعاء سفير المغرب فقط رغم التأييد العربي الكبير للبحرين لكن لم يستدعى إلا سفير المملكة المغربية.

على جانب أخر، أشار أحمد أن كما إلى تصريحات العميد أحمد المسماري، الناطق باسم الجيش الوطني الليبي، والذي ذكر في مناسبات عدة، أن المليشيات في ليبيا تحظى بدعم إيراني، وهو ما يعكس الطموحات الإيرانية في إفريقيا.

وأوضح أن إيران تسعى للوجود في إفريقيا من أجل مجابهة محاولات عزلها، بالإضافة إلى السعي نحو انشاء نظام عالمي بديل لمجابهة الولايات المتحدة، كما أنها تسعى لاستغلال الجانب الديني من خلال نشر التشيع، ففي عام 2015 نقلت وكالة فارس الإيرانية عن نائب زعيم المسلمين في نيجيريا الشيخ، اسماعيل شعب، قوله إن نحو 20 مليون نيجيري اعتنقوا مذهب أهل البيت.