بعد محاولة اغتياله.. استهداف الناظوري لتقويض الجيش أم انتقام للحمدين؟
في الوقت الذي تسعى فيه كافة الأطراف الدولية لتحقيق الهدوء في ليبيا في الأشهر الماضية، مازالت تسعى الجماعات المتطرفة نحو تقويض كافة المحاولات لتحقيق ذلك، وهو الأمر الذي يبدو واضحا في محاولة اغتيال رئيس الأركان الليبي، الفريق عبدالرزاق الناظوري، اليوم الأربعاء، وهو ما يعكس استهداف التنظيمات الإرهابية، والجهات الداعمة والممولة لهم، وعلى رأسها قطر، لقيادات الجيش الوطني الليبي، باعتباره ضمانة الاستقرار في البلاد.
وكان الفريق عبدالرزاق الناظوري، رئيس أركان الجيش الليبي، تعرض إلى محاولة اغتيال فاشلة، اليوم الأربعاء، إثر استهدافه بسيارة مفخخة، بمنطقة سيدي خليفة في مدينة بنغازي شرق ليبيا.
يبدو أن الحديث عن حملة اغتيالات جديدة ليس بالأمر الجديد، حيث سبق وأن كشفت صحيفة "البيان" الإماراتية، في تقرير لها في شهر يناير الماضي، عن قائمة اغتيالات تستهدف عددا من قيادات الجيش الليبي، بالإضافة إلى عدد من المدنيين في مدينة بني غازي الليبية، موضحة أن جهات استخباراتية توصلت إلى اكتشاف قائمة الاغتيالات داخل أحد المواقع التابعة للجماعة المقاتلة، والتي يتزعمها التى يتزعمها الإرهابي عبدالحكيم بالحاج، والمتهمة بتورّطها في تنفيذ العشرات من جرائم التصفية الجسدية فى مدن ليبية عدة.
من جانبه قال الكاتب الليبي جبريل العبيدي، إن الجيش الليبي في الواقع يمثل كابوسا لقطر، باعتباره المؤسسة التي يمكنها دحض الميليشيات الإرهابية، الموالية للإمارة الخليجية، موضحا أن موقف قطر من الجيش الليبي ليس وليد اللحظة، ولكنه يرجع إلى بداية الفوضى، في أعقاب الربيع العربي، حيث رفضت حينها عودة الجيش الليبي إلى ثكناته، حتى تتمكن الميليشيات المسلحة من السيطرة على زمام الأمور في ليبيا
وفي المقابل يقول العبيدي أن قطر دعمت مجلس شورى بنغازي، وهو تحالف بين أنصار الشريعة المبايعة لداعش مع ميليشيات تنظيم الاخوان المسماة الدروع، كما أن قطر دعمت سرايا تنظيم القاعدة المسماة سرايا الدفاع عن بنغازي، وبالتالي فهي داعمة لكافة الأحداث الإرهابية التي تشهدها مدينة بني غازي الليبية.
على الجانب الآخر، يبدو أن تنظيم "الحمدين" الحاكم في قطر يحمل ضغينة شخصية تجاه الفريق الناظوري، ليس فقط باعتباره أحد قيادات الجيش الليبي، ولكن أيضا بسبب تصريحاته التي أدان فيها التورط القطري في دعم الإرهاب.
كان الفريق الناظوري كشف تورط إمارة قطر في اغتيال رئيس الأركان السابق عبد الفتاح يونس عام 2011، جراء اعتراض الأخير على وجود رئيس الأركان القطري في الأراضي الليبية، موضحا أن المسؤول العسكري القطري كان يتحرك مع قيادات الإخوان المسلمين من مكان إلى آخر، بما في ذلك الخطوط الأمامية.
وأضاف الناظوري، في تصريحات تلفزيونية في شهر يونيو الماضي، أن أحد الضباط القطريين قال حينها لرئيس المجلس الانتقالي مصطفى عبد الجليل: "لا تعط الجيش الأسلحة، فهو من يرعى الانقلابات"، موضحا أن قطر استغلت الفرصة في ليبيا، وقد طلبوا مني شخصيا أن أكون آمر كتيبة، شريطة أن أكون تحت قيادة أحد المتطرفين.