بعد إحراج هايلي.. كيف يطيح ترامب بخصومه داخل الإدارة الأمريكية؟
يبدو أن الإقالات العديدة التي أجراها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لم تنجح في إنهاء حالة الانقسام التي تضرب أروقة الإدارة الأمريكية في العديد من الملفات الدولية والإقليمية، حيث تظهر بوادر انقسام جديدة في المرحلة الحالية جراء الموقف الأمريكي من روسيا، وهو الأمر الذي بدا واضحا منذ بداية المزاعم التي دارت حول الهجوم الكيماوي الذي استهدف مدينة "دوما" السورية، والتي تعد آخر معاقل المعارضة في سوريا.
ولعل التعليقات التي أدلى بها عدد من مسؤولي الإدارة الأمريكية حول الوضع في سوريا، والدعم الروسي لنظام الرئيس بشار الأسد، كانت دليلا دامغا على حالة الانقسام داخل إدارة ترامب حول الموقف من روسيا، إلا أن تراجع ترامب عن فرض العقوبات على روسيا، والذي تسبب في إحراج مندوبة أمريكا الدائمة لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي، ربما ألقت الضوء على سياسة ترامب للإطاحة بخصومه.
العقوبات على روسيا
كانت سفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة نيكي هايلي، قالت في تصريحات لها يوم الأحد الماضي إن بلادها ستوقع عقوبات جديدة على روسيا، على خلفية دعمها للرئيس السوري بشار الأسد، إلا أن ترامب رفض ذلك تماما، ليعكس استمرار حالة الانقسام بين البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأمريكية.
آفاق أخرى
إلا أن الأمر ربما لا يقتصر بأي حال من الأحوال على مجرد الاختلاف حول الملف الروسي، ولكنه يمتد إلى آفاق أخرى، تبدو شخصية، في العلاقة بين الرئيس الأمريكي وهايلي، خاصة وأن ترامب لا يقبل بوجود شخصية تحمل أي قدر من المعارضة له داخل إدارته، وهو الأمر الذي بدا واضحا في إقالة وزير الخارجية السابق ريكس تيلرسون، وكذلك مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق هربرت ماكماستر.
تقول مجلة "نيوزويك" الأمريكية أن ترامب نصب فخا لهايلي، موضحة أن الإدارة بالفعل تحدثت عن احتمالات فرض عقوبات على روسيا، إلا أنها غيرت المسار فيما بعد دون إبلاع الدبلوماسية الأمريكية، حتى تسير في طريقها، بينما تقوم الإدارة بتقويض مصداقيتها أمام العالم.
نصب الفخاخ
سياسة نصب الفخاخ ليست جديدة في النهج الذي يتبناه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في التعامل مع خصومه داخل الإدارة، حيث إن هذه السياسة تعد أحد أسلحة ترامب للإطاحة بالمعارضين، تشويه صورتهم أمام الرأي العام سواء الدولي أو في الداخل الأمريكي.
ولعل المثال الأبرز هو وزير الخارجية الأمريكي السابق ريكس تيلرسون، والذي خرج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتوبيخه علانية عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، بعد أن طرح فكرة التفاوض مع كوريا الشمالية، وهو ما يعكس رغبة ترامب في تقويض مصداقيته أمام العالم.