التوقيت السبت، 23 نوفمبر 2024
التوقيت 04:21 ص , بتوقيت القاهرة

من خلال شعبيته الجارفة.. كيف أصبح صلاح أحد أذرع مصر الدبلوماسية؟

طفل انجليزي يدعى "أوسكار"، طلبت منه معلمته أن يكتب كلمات تنتهي بحروف "ing"،فاختار أن يكتب "Mo Salah The Egyptian King"، أو "محمد صلاح الملك المصري"، في مشهد ربما يعكس الشعبية الجارفة التي يتمتع بها اللاعب المصري في ملاعب كرة القدم الإنجليزية، وهو الأمر الذي دفع اللاعب المصري إلى تحقيق أمنية الطفل الانجليزي وزيارته والتقاط الصور التذكارية معه.


أوسكار يحتفي بصلاح في واجبه المدرسي


إلا أن حالة صلاح ربما لا تقتصر في تأثيرها على البساط الأخضر، ولكنها امتدت إلى ما هو أبعد من ذلك، فأصبح لاعب الكرة هو أحد أوجه الدبلوماسية الناعمة، وأحد الأذرع التي يمكن الاعتماد عليها لتصدير الصورة الصحيحة لمصر، بين الشعوب الأوروبية، في الوقت الذي تحاول فيه بعض الدول، وعلى رأسها قطر وتركيا، الإساءة لمصر من خلال تسخير منابرهم الإعلامية ومنظماتهم الحقوقية لنشر الأخبار المغلوطة بهدف الإساءة للعلاقة بين مصر والدول الأخرى.


صلاح بصحبة الطفل البريطاني أوسكار


أوسكار يقلد طريقة صلاح في الاحتفال بأهدافه


رسالة ضمنية


اللاعب المصري ربما لا يستفيض في الحديث عن السياسة، ولكنه في الوقت نفسه يبدو متعاطفا مع قضايا وطنه، وهو الأمر الذي برز بوضوح، في العديد من المواقف التي تبناها اللاعب سواء داخل الملعب أو خارجه، وهو ما ساهم إلى حد كبير في كسب تعاطف قطاع كبير من الجماهير المحبه لكرة القدم.



ولعل أبرز هذه المواقف يتمثل في رفض الفرعون المصري للاحتفال بهدفه الذي أحرزه أمام فريق تشيلسي الانجليزي، وذلك تضامنا مع شهداء مسجد الروضة، ليقدم رسالة ضمنية لملايين المواطنين، ليس فقط في بريطانيا، ولكن في الغرب بصفة عامة، مفادها أن مصر تعاني من ارهاب الميليشيات المسلحة في سيناء، وهو ما ساهم في افشال المخططات سعت إلى تشويه حملات الجيش المصري ضد البؤر التكفيرية في سيناء، وأضفى مزيدا من المصداقية للحرب الي تخوضها مصر ضد الارهاب أمام العالم.


مواقف في الداخل


مواقف صلاح الداعمة لمصر لم تقتصر على الملاعب الانجليزية، ولكنها امتدت إلى الداخل المصري، حيث سعى اللاعب المحترف، وعائلته، إلى تبني مواقف واضحة تنم عن دعم النظام الحاكم في مصر ضد محاولة إثارة الفوضى في الداخل المصري.


اللاعب المصري الأبرز في الساحة العالمية تبرع لصندوق "تحيا مصر"، والذي يحظى برعاية مباشرة من قبل الرئيس عبد الفتاح السيسي بمبلغ خمسة ملايين جنيها، كما استخدم صفحته، على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" لتقديم الدعم للمبادرات التي أطلقتها مؤسسات مصرية، ومن بينها المجلس القومي للمرأة، والتي حملت عنوان "لأني رجل".


محاولات التشويه


يبدو أن مواقف اللاعب التي تنم عن وطنيته الخالصة، كانت سببا رئيسيا في محاولات التشويه التي تعرض لها من قبل بعض المنابر الإعلامية، خاصة القطرية، والتي سعت إلى الربط بينه وبين مفتي الإرهاب يوسف القرضاوي، والمقيم في قطر.


فقبل أسبوعين، قال معلق قناة "بي إن سبورتس" خليل البلوشي، أثناء مباراة تجمع بين ليفربول، وساوث هامبتون، في إطار الدوري الانجليزي الممتاز، أن "مصر الي جابتلنا محمد صلاح والرئيس محمد نجيب والشيخ يوسف القرضاوي"، وهو ما يعكس سعي القناة القطرية نحو تشويه صورة صلاح وتقويض شعبيته أمام المصريين، خاصة وأن هذه الشعبية لم تأتي جراء مجرد أداءه مشرف للاعب في الملاعب الإنجليزية أو جهوده مع المنتخب المصري، والتي أسفرت عن تأهل الفراعنة لمونديال روسيا 2018، ولكنها تمتد إلى دوره الوطني في دعم بلاده.


إقرأ أيضا


في محاولة جديدة لتسييس الرياضة.. كيف تحاول قطر تشويه صلاح؟