التوقيت الجمعة، 22 نوفمبر 2024
التوقيت 08:56 م , بتوقيت القاهرة

بين فخري باشا وسليم الأول.. تاريخ أثار الجدل في مصر والإمارات

في خطوة جديدة، قررت السلطات المصرية حذف اسم السلطان العثماني سليم الأول من أحد الشوارع بمنطقة الزيتون في القاهرة، وهو القرار الذي جاء بناء على طلب من أحد أساتذة التاريخ المعاصر بجامعة حلوان، والذي اعتبر أنه من غير اللائق أن يوضع اسم من وصفه بـ"المستعمر" على أحد شوارع العاصمة المصرية العريقة.


يبدو أن الخطوة المصرية تحمل في طياتها ما هو أبعد من مجرد حذف اسم السلطان العثماني، من لافتة على رأس أحد الشوارع، وإنما تأتي ربما لفضح تاريخ يبدو دمويا، يسعى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لاستعادته، ليس من أجل استعادة الخلافة كما يدعي، ولكن من أجل تحقيق حلم النفوذ والسيطرة على حساب الدول العربية، تحت شعارات دينية زائفة.


تاريخ دموي


تاريخ سليم الأول مع المصريين كان دمويا، فقد استهل سيطرته على مصر بمعركة دموية ضد طومان باي، والذي كان آخر سلاطين مماليك الشراكسة، وذلك بعد رفض الأخير الاعتراف بالخلافة العثمانية، واصراره على الدفاع عن مصر، مما أدى إلى مقتل أكثر من 50 ألف شخص خلال تلك المعارك، ثم في النهاية إعدام طومان باي، والذي خرج، بحسب المؤرخين، ألاف المصريين أثناء اعدامه ليلقون عليه نظرة الوداع.


سليم الأول كان معروفا بميوله الشديدة لاستخدام العنف ليس فقط مع خصومه السياسيين، ولكن أيضا مع أقرب الناس إليه، وهم اخوته وحتى ابنه، فكان وصوله إلى العرش على جثة شقيقيه كوركود وأحمد، حيث تحارب معهما ثم أمر باعدامهما، في حين كانت محاولته في أواخر حياته بقتل ابنه سليمان القانوني، والذي أصبح سلطانا فيما بعد، بمثابة صفحة سوداء في تاريخه، حيث أنه حصل على فتوى بقتله للحفاظ على العرش، ثمّ أرسل إليه عباءةً مسمومة إلّا أنّ والدته أنقذته قبل إرتدائها.


اقرأ أيضًا: «التاريخ مبيكدبش».. هكذا فضح «الأجداد» أكاذيب أمير قطر وأردوغان


مصر والإمارات


ويأتي القرار المصري، بعد أسابيع من موقف متشابه حيث إساءة أردوغان لدولة الإمارات، بسبب تغريدة، أعاد وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد نشرها حول التاريخ الدموي للقائد العثماني فخر الدين باشا، ذلك القائد العثماني الذي أثار جدلا كبيرا في الأسابيع الماضية، الذي لم يختلف تاريخه كثيرا من حيث العنف وحب الدماء، عن التاريخ الدموي للسلطان سليم الأول.


الكاتب السعودي ميرزا الخويلدي، يقول في مقال سابق له بصحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية، أن  فخري باشا، والمعروف باسم فخر الدين باشا، لا يختلف كثيرا عن جمال باشا (السفاح)، ولا عن سليم الأول، ولا عن كثير من السلاطين والقادة الحربيين للدولة العثمانية الذين بسطوا نفوذ إمبراطوريتهم بالقوة والتنكيل وقهر السكان المحليين، حيث أنه دأب على ارتكاب الكثير من الجرائم وتمزيق النسيج الاجتماعي بالمدينة المنورة إبان حكمه له.


اقرأ أيضًا: خاص.. قصة «الريتويت» الذي انتفض لمواجهته "أردوغان" وحلفاءه


رسالة إلى الخليفة المزعوم


وجاء الرد المصري على تصريحات وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، والتي تناول فيها اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين مصر وقبرص، ربما لتحمل رسالة واضحة بأن عصر السلاطين انتهى بلا رجعة، وبالتالي فإن الحكومة المصرية لن تقبل أي تجاوز من قبل الخليفة المزعوم أو حكومته.


كان وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو قد أدلى بتصريحات في اليومين الماضيين حول الاتفاقية التي أبرمتها مصر مع قبرص بهدف استغلال المصادر الطبيعية الممتدة في المنطقة الاقتصادية الخالصة لهما شرق البحر المتوسط، واصفا إياها بـ"غير القانونية"، وهو ما اعتبره البعض استفزازا صريحا من قبل النظام التركي، حيث قامت وزارة الخارجية المصرية بإصدار بيان أمس الأربعاء أكدت فيه أن اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين مصر وقبرص لا يمكن لأي طرف أن ينازع في قانونيتها، حيث أنها تتسق و قواعد القانون الدولي وتم إيداعها كاتفاقية دولية في الأمم المتحدة.


وحذرت مصر في بيانها من أي محاولة للمساس أو الانتقاص من حقوق مصر السيادية في تلك المنطقة، وانها تعتبر مرفوضة وسيتم التصدي لها.


اقرأ أيضًا..


تصريحات تركيا حول بترول شرق المتوسط.. للتصعيد ضد مصر أم لاستفزاز أوروبا؟


بعد دفاع أردوغان عن "فخري باشا".. "سفر برلك" شاهدة على جرائم الأتراك