كشفت صحيفة عن سعى الاستخبارات السويسرية جمع معلومات دقيقة، بشأن تورط  قطر في دعم وتمويل الإرهاب بعدد من عواصم العالم، لافتةً أن تلك المعلومات تشمل تنظيمات وشخصيات داخل سويسرا.

وذكرت صحيفة "لوتمب" السويسرية، بحسب مصادر لها وصفتها بالمطلعة، أن "الاستخبارات السويسرية تراقب عن كثب اتصالات عدد من المتطرفين الضالعين بدعم تنظيم القاعدة المقيمين داخل الدوحة، بينما شملت التحقيقات السويسرية البحث في اتصالات شخصيات ليبية بالخارج، ومنظمات مجتمع مدني في "جنيف"، بحسب صحف خليجية.

وأشارت الصحيفة بحسب المواقع الخليجية المتداولة لتقريرها، إلى أن "إحدى الشخصيات التي تتعقبها الاستخبارات السويسرية هي "عبدالرحمن النعيمي"، مؤسس منظمة الكرامة الحقوقية، والشخصية الثانية هي "علي السويدي"، رئيس المجلس الإسلامي العالمي "مساع"، وهي منظمة إسلامية مقرها مدينة برن السويسرية، وشخصية أخري تدعى "نيكولا بلانشو"، يدير مركزا إسلاميا مثيرا للجدل باسم "المجلس المركزي الإسلامي السويسري".

وأدرجت الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب، الشخصيات الثلاثة على رأس قوائمها للمطلوبين، ورغم إنكار الإمارة الخليجية، أكدت الاستخبارات السويسرية صلة الدوحة بتلك التنظيمات الإرهابية، حيث حصلت في ديسمبر الماضي، على معلومات، من ضمنها قائمة الإرهاب التي أعلنتها دول الرباعي العربي مؤخرا.

النعيمي

وكشفت الصحيفة أن "السلطات السويسرية تهدف إلى التعرف على هوية هؤلاء الأشخاص وتحركاتهم للتوصل إلى رأس الأفعى، خاصة أن بعضهم يتلقى تدريبات وتمويلاً ممنهجاً من جهات دولية، بما في ذلك جماعات مسلحة"، لا سيما وأن "النعيمي" يعد بمثابة فيروس "آل  ثاني" لتدمير الدول العربية، وبرز اسمه باعتباره أحد أكبر الممولين للجماعات الإرهابية في العالم، ومدرج على قائمة  وزارة الخزانة الأميركية للإرهاب عام 2014.

ويعد "النعيمي" المدير السابق لمؤسسة "عيد آل ثاني" الخيرية القطرية، نشاطها المعلن تمويل المساجد في العالم، إلا أنه يجري كذلك تمويل تلك المؤسسة الجماعات الإرهابية عبر إرسال الأسلحة والدعم، وعلي عبد الله السويدي هو المدير الحالي لتلك المنظمة، والشخصيتين ضالعين في تمويل "جبهة النصرة" ذراع تنظيم القاعدة في سوريا.

السويدي

ويدير "علي عبد الله السويدي"، 3 منظمات، بما في ذلك المجلس الإسلامي السويسري في بيرن، ونائبه "نيكولا بلانشو"، الرئيس الصوري السويسري للمؤسسة، حيث أشارت الصحيفة السويسرية إلى محاولتها التواصل مع "بلانشو"، لتوضيح مدى صلته بالسويدي، ومؤسسة "عيد آل ثاني"، إلا أنه أحجم عن التحدث.

السويدي، رد على اتصالاتهم قائلا: "تحت أي ظرف من الظروف لا تدعم مؤسسة عيد آل ثاني مالياً أو أي منظمة مصنفة إرهابية، سواء في قطر أو في الأمم المتحدة"، بينما أوضحت الصحيفة أنه لم يذكر الدول الأخرى، لأن المنظمات التي تمولها لن تصنف كتنظيمات إرهابية في قطر، لكونها في الأساس خرجت من رحم الدوحة.

المحيسني

وكشفت "لوتمب" السويسرية أن الرجل الثالث عبد الله بن محمد بن سليمان المحيسني، المعروف اختصارا بـ"عبد الله المحسيني"، وهو داعية سعودي، والزعيم الروحي لـ"جبهة النصرة"، المدرجة على قائمة الكيانات الإرهابية للرباعي العربي، ويرتبط بعلاقة وثيقة مع القطريين النعيمي والسويدي.

وأحال المدعي العام السويسري مؤخرا 3 أعضاء من المجلس الإسلامي السويسري في برن للتحقيق؛ لنشرهم مقابلة تلفزيونية أجريت مع "المحيسني" عام 2015 في سوريا، بصفته زعيم "جبهة النصرة" التابعة لتنظيم القاعدة".

الإخوان

وأشارت الصحيفة إلى مسار آخر في التحقيقات، وهو موضوع تنظيم الإخوان الإرهابي في سويسرا، لافتة إلى أن هناك مدينة بكاملها وهي مدينة "تيشينو" الواقعة على الحدود الإيطالية، كانت قاعدة صلبة للفرع الدولي لتنظيم الإخوان منذ عام 2001.

وأوضحت الصحيفة أن هذه المنظمة السياسية-الدينية تعتبرها عدة دول إرهابية، وتشكّل تهديداً، وتشجع على الفتنة والإرهاب تحت ستار الخطاب المعتدل، ودعم قطر لذلك التنظيم السبب الرئيس في الأزمة بينها وبين جوارها الخليجي، لافتةً أن العلاقة التاريخية بين الإخوان وسويسرا ترجع لعدة عقود ولم تنته بعد، وبين آثارها مجموعة "لوجانو" للنفط والغاز، من أعرق شركات النفط، التي تردد اسمها في عدة وسائل إعلام غربية، ومديرها "حازم ندا"، هو ابن القيادي الإخواني يوسف ندا.

ويعتبر الأمين العام لمجموعة "لورد اينرجي" للطاقة يوسف همت، وهو ابن أحد المقربين من يوسف ندا، والشخصية الثالثة عمر نصر الدين، موظف أيضاً بمجموعة "لورد اينرجي"، وكان والده يكرس أعماله لمصلحة تنظيم "الإخوان" الإرهابي.

اقرأ أيضًا ..

بعد صفعة "تنظيم الحمدين".. مغردون: "قطر تحولت إلى سجن لشعبها"

"تنظيم الحمدين" يعتقل 12 فردا من الهواجر بعد احتفاءهم بالرباعي العربي