يبدو أن قناة الجزيرة لم تجد مفرًا من الإشارة إلى التظاهرات التي تشهدها العديد من المدن الإيرانية احتجاجًا على السياسات التي يتبناها النظام الحاكم في طهران، حيث بدأت القناة القطرية نشر بعض الأخبار حول المظاهرات بصورة خبرية، إلا أنها حملت في طياتها محاولات واضحة لتشويه صورة الانتفاضة التي يخوضها الشعب الإيراني.

محاولات الجزيرة، والتي تعد الذراع الإعلامي لتنظيم الحمدين الحاكم في قطر، في تشويه صورة التظاهرات الإيرانية المناهضة للنظام الحاكم في طهران، تبدو أمرًا طبيعيًا في ضوء ارتماء حكام الإمارة الخليجية في أحضان الدولة الفارسية على حساب أشقائها العرب.

ويرصد "دوت خليج" الاستراتيجية التي تبنتها قناة "الجزيرة" في قطر، في التعامل الإعلامي مع الأحداث التي تشهدها إيران حاليًا على 3 محاور رئيسية، كما يلي:

تشويه المتظاهرين

كان اتهام المتظاهرين بالهجوم على مراكز الشرطة هو العنوان الرئيسي في غالبية الأخبار المتعلقة بالمظاهرات الإيرانية، خاصة عند الحديث عن سقوط قتلى من المتظاهرين، ليحمل عنوان الخبر مبررًا لتلك الجريمة، التي ارتكبتها الشرطة الإيرانية بحق مواطنين خرجوا للتعبير عن آرائهم، معتمدة في تلك الأخبار عن مصادر موالية للنظام الحاكم في طهران بعيدًا عن مصادر أخرى.

لم تقتصر محاولات الجزيرة في تشويه المتظاهرين في المدن الإيرانية عند هذا الحد، بل امتد الأمر إلى اتهامهم بقتل الشرطة وقوات الحرس الثوري الإيراني، دون الحديث عن الانتهاكات التي ارتكبتها السلطات الأمنية في إيران بحق المتظاهرين.

تشويه الدول العربية

وعلى الرغم من أن المظاهرات في إيران كانت بمثابة العنوان الرئيسي في معظم وسائل الإعلام العالمية، إلا أنها لم تكن كذلك بالنسبة للجزيرة، والتي اتجهت إلى الحديث عن القرارات المرتبطة بالإصلاح الاقتصادي في السعودية، في محاولة لإثارة الرأي العام السعودي تارة، وكذلك تناول أحكام القضاء المصري، لإعادة الحديث من جديد عن حقوق الانسان، تارة أخرى، وذلك بهدف تشتيت الانتباه عن الوضع الذي تشهده طهران، والذي ينبئ بتطورات كبيرة في الأيام القادمة، بحسب المراقبين والخبراء السياسيين.

الدعوة للصمت الدولي

ربما كانت تعليقات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والإدارة الأمريكية حول التظاهرات التي تشهدها إيران مزعجة للغاية بالنسبة لقناة الجزيرة، حيث سلطت القناة القطرية الضوء على مقال نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" يطالب ترامب بعدم التدخل في إيران إذا ما أراد خدمة المتظاهرين، الأمر الذي يعكس بصورة كبيرة ازدواجية المعالجة الإعلامية للجزيرة، والتي كانت أكثر الدعاة للتدخل الدولي لدعم الثورات العربية في المنطقة، لإسقاط الأنظمة الحاكمة وإثارة الفوضى داخلها.

اقرأ أيضًا..

خاص.. نورة شنار: ثورة إيران ضد عمائم الشر.. وقطر تتجاهلها لهذا السبب

صورة.. الجزيرة تواصل سقطاتها وتتجاهل التظاهرات الرافضة لسياسات إيران

على النعيمي: أين الجزيرة إيران مباشر؟