خلال زيارته للمملكة العربية السعودية هذا الأسبوع، قام الشيخ محمد بن زايد بزيارة إلى منطقة مدائن صالح، والتي تعد أحد أجمل المناطق السياحية في المنطقة العربية، على الرغم من كونها لا تحظى بالكثير من الشهرة على غرار مناطق أخرى في العالم العربي، مثل منطقة البتراء في الأردن.

وعلى الرغم من أن مدائن صالح تعد أحد المناطق التي تم إدراجها في قائمة اليونيسكو للتراث العالمي، إلا أنها لا تحظى بالشهرة المطلوبة.

تاريخيا، كانت مدائن صالح هي أحد المدن المزدهرة قديما بسبب موقعها على طريق تجاري هام آنذاك يربط بين آسيا وأوروبا، وكان يسمى طريق التوابل. ولعبت مدائن صالح دورا محوريا في بناء إمبراطورية تجارية خلال عهد مملكة الأنباط، إلا أنه لم يتبقى منها سوى بعض المقابر المنحوتة في الصخور، لتكون تلك المقابر هي ما تبقى من آثار تلك المملكة.

المدينة تحتوي على أكثر من 130 مقبرة ضخمة، بينما يكتب على معظمها أسماء أصحابها، كما أن النقوش التي وجدت هناك رصدت الحقبة الزمنية وعلاقات الناس ببعضهم في المدينة بالإضافة إلى القوانين والديانات التي كانت سائدة في ذلك الوقت.

ويفوق "قصر الفريد" سائر المدافن بهاء وروعة، لا سيما من حيث حجمه، لأن واجهته أبسط من غيره. ويعلو الباب الرئيسي للمدفن عارضة مثلثة مزخرفة، وكانت الجثامين توضع في طبقات محفورة في الجدران من الداخل.

ولعل السبب الرئيسي في احتفاظ مدائن صالح بآثارها هو الطقس الصحراوي الجاف الذي تحظى به المملكة العربية السعودية، بالإضافة إلى قلة أعداد المشاه، خاصة وأن المنطقة لا تشهد إقبالا سياحيا كبيرا نتيجة تركيز المملكة على تنمية السياحة الدينية لعقود طويلة من الزمن.

إلا أن الحكومة السعودية تسعى في المرحلة الحالية إلى تنمية مناطقها الآثرية، من أجل جذب قطاع كبير من السائحين إليها، في إطار خطة التحول الاقتصادي التي يتبناها ولي عهد السعودية الأمير محمد بن سلمان لتنويع المصادر الاقتصادية، وبالتالي فإن منطقة مدائن صالح تعد أحد أهم المناطق التي ستجد اهتماما كبيرا من السلطات السعودية في المرحلة المقبلة.

إقرأ أيضا

سلطان بن سلمان: السعودية أحد أغنى دول العالم بآثارها