خاص.. خبير اعلامي سعودي: قرار ترامب بشأن القدس يزيد من الصراعات في المنطقة
أشار أستاذ الإعلام السياسي بجامعة الإمام بالسعودية، الدكتور عبدالله العساف إلى بعض الإيجابيات التي أفرزها قرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب تجاه القدس، وأبرزها أنه لأول مرة يتشكل لدى دول العالم أجميع ليس فقط العربي والإسلامي منها؛ رأى عام موحد، حيث رفض الجميع ذلك القرار الأمريكي.
وقال في تصريحات خاصة لـ"دوت خليج" أن "هذا القرار الذي حرك المياه الراكدة، ساهم في تعريف أبناء المسلمين بقبلتهم الأولى، كما ساهم في حصول اجماع عربي قل مثيله في اجتماع وزراء الخارجية العرب، الذين لم يكتفوا بإدانة هذه القرار فقط؛ بل قاموا برفضه والتأكيد على الالتزام بقرارات مجلس الأمن وبالمبادرة العربية الصادرة عن قمة بيروت".
واستنكر الخبير الإعلامي السعودي ذلك القرار، موضحًا تداعياته من تعقيد الأمور في منطقة الشرق الأوسط وإعادتها إلى المربع الأول، وزيادة حدة التوتر والعودة إلى الصراعات، وتقويض عملية السلام وقطع الطريق على أية مفاوضات مستقبلية، على حد قوله.
وتابع "العساف" تصريحاته بأنه "في تقديري أن ترامب قد استعجل كثيرًا، ليس في قراره نقل سفارة بلاده إلى القدس؛ بل في أنه لم يقرأ المشهد السياسي والمتغيرات الدولية، فضلًا عن عدم اطلاعه على ما تعنيه هذه الأرقام 465 و476 و478 و2334، والتي تمثل قرارات المؤسسة الأممية التي ارتضاها العالم لتكون الفيصل والحكم والمرجع في النزاعات الدولية".
وأضاف " كان يكفي ترامب القادم من بوابة الاقتصاد استيعاب الواقع الذي لم يتوافق معه أقرب مساعديه، وهو وزير الخارجية الذي رأى أن هذا القرار يمكن تأجيله كما فعل الرؤساء السابقين لأمريكا، والذين قطعوا على أنفسهم نفس التعهدات والالتزامات التي وعدها ترامب لإسرائيل، لكنهم تنصلوا منها بذكاء ودون استعداء العالم، ورفضوا هذا القرار الذي وجدت أمريكا نفسها وحيدة من 14 دولة في مجلس الأمن توافق عليه!!".
وأخيرًا قال "العساف" أنه "كان بوسع ترامب فهم مضمون هذه القرارات وغيرها، التي تؤكد جميعها على رفض الإجراءات والقرارات التي اتخذت من طرف واحد - اسرائيل - في محاولة لتغيير الوضع القانوني والتاريخي القائم في القدس أو فرض واقع جديد تسعى لفرضه بالقوة بمساندة أمريكية".
وقرر مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية، في اجتماعه الطارئ، الذي عقد يوم السبت وحتى صباح الأحد، في بيانه الختامي، اعتبار أن التحول في سياسة الولايات المتحدة تطورًا خطيرًا ويضعها في موقع الانحياز، عازلة نفسها كراعي ووسيط في عملية السلام.
كما أكد مجلس جامعة الدول العربية، التمسك بقرارات مجلس الأمن ذات الصلة خصوصًا 465 و476 و478 و2334 التي تؤكد رفض كافة الإجراءات الأحادية التي تستهدف تغيير الوضع القانوني القائم في القدس، لمحاولة فرض وضع جديد عليها، وأنها لن تنشأ أي التزام، وتخرق الاتفاقيات الموقعة التي نصت على عدم اتخاذ أى قرارات تغير الوضع في الأراضي المحتلة وعدم استباقها للمفاوضات وإبقاء أوضاع الحل النهائي.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أعلن الأربعاء الماضي الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال الإسرائيلي ونقل سفارة بلاده إلى هناك، في خطوة اعتبرها "متأخرة جدًا" من أجل دفع عملية السلام في الشرق الأوسط، موقعًا عقب كلمة ألقاها بالمناسبة، مرسوم نقل السفارة الأمريكية إلى القدس.
اقرأ أيضًا:
خاص.. خالد الزعتر: القرار الأمريكي تجاه القدس يعزل واشنطن عن عملية السلام
"عملت نفسها من بنها".. لماذا خرست التنظيمات الإرهابية بشأن القدس؟
خاص.. كاتب سعودي: قرار ترامب حول القدس تحدي للمجتمعات الإسلامية