التوقيت الثلاثاء، 05 نوفمبر 2024
التوقيت 04:46 م , بتوقيت القاهرة

خاص.. عودة «الحريري» تجدد الأمل.. وإعلامي لبناني: يجب الإبتعاد عن الصراعات البينية العربية أو الخليجية الإيرانية

احتلت أزمة استقالة رئيس الوزراء اللبناني، سعد الحريري من منصبه، خلال الأسابيع الماضية مساحة كبيرة على الساحة السياسية ليست العربية والدولية.


ومثَل "الحريري" بؤرة الاهتمام السياسي، حتى عاد إلى لبنان معلنًا تريثه في قرار الإستقالة، التي تسببت في كثير من الجدل، حيث اتهام البعض للمملكة العربية السعودية بإجتجازه وإجباره على تقديم استقالته، بسبب أنه أعلن عنها من الرياض.


فيما دحضت تحركات رئيس الوزراء اللبناني كل تلك الشائعات، حيث سافر إلى الإمارات العربية المتحدة، وأيضًا كُلًا من فرنسا ومصر، ومن ثم اتجه مباشرة إلى لبنان، ليُعلن ممارسة مهامه مرة أخرى، بعد حوالي 24 ساعة من عودته إلى بيروت، مشيرًا إلى أنه استجاب لما طالبه به الرئيس اللبناني، ميشال عون، حيث التريث في إتخاذ القرار.


جانب من زيارة الحريري لضريح والده لدى عودته لبنان


وقال على هامش مشاركته في احتفالات عيد الإستقلال بلبنان الـ74: "أبديت تجاوبي مع ما تمناه الرئيس عون، أملًا في في أن يكون ذلك مدخلًا جديًا لحوار مسؤول يجدد التمسك بإتفاق الطائف وأسس الوفاق الوطني".


وبذلك طويت أزمة الإستقالة، لتبدأ لبنان بعدها مرحلة جديدة، تؤكد على وحدتها إلى جانب رفض ممارسات "حزب الله" اللبناني في حق الأشقاء العرب؛ فقد صرح "الحريري" أمس السبت أثناء لقاءه وفدًا من المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى رفضه لممارسات "حزب الله"، مؤكدًا أنها تستهدف أمن واستقرار الدول العربية، ومن ثم فهناك ضرورة لاتصالات جدية بينه والحكومة.


سعد الحريري والشيخ محمد بن زايد


وقال "الحريري" بحسب الوكالات الإخبارية أن الأزمة الماضية التي تسبب بها إعلان استقالته "كشفت نوايا وتوجهات البعض لضرب الإستقرار، واستهداف لبنان لغايات ومصالح خاصة، ونحن تصدينا وسنتصدى لهؤلاء بكل إمكاناتنا لأجل الحفاظ على الوحدة والإستقرار والنهوض بلبنان نحو الأفضل"، مؤكدًا على حرصه الشديد على حقوق جميع المذاهب والطوائف الأخرى في لبنان.


وعن قراءة المشهد الحاضر في بيروت وما هو متوقع كنتائج له، قال مسؤول إعلام المؤتمر الشعبي اللبناني، عبدالسلام خلف أنه "لاشك أن عودة الرئيس الحريري إلى لبنان، وتجاوبه مع تمني الرئيس اللبناني العماد ميشال عون بالتريث في تقديم الإستقالة بصورة دستورية، ساهم في تبريد الأجواء التي كانت ساخنة على الساحة اللبنانية، وأدى الى إخراج لبنان من منتصف النفق المظلم"، مشيرًا إلى أن جهود عربية ودولية ساهمت أيضًا في حل الأزمة بجانب الجهود الداخلية اللبنانية، مؤكدًا على ما مثلته الجهود المصرية من أهمية.


السيسي وسعد الحريري


وأضاف في تصريحات خاصة لـ"دوت خليج" أنه "على الرغم من الإرتياح الذي تسببت به كل تلك الجهود في الداخل اللبناني؛ إلا أن تداعيات الأزمة لم تنته بعد، فنحن بانتظار المشاورات التي قرر ميشال عون القيام بها، وكذلك الموقف النهائي للحريري، وما إذا كان سيسحب ملف الإستقالة نهائيًا من التداول ويعمل في اتجاه تنشيط العمل الحكومي، أو سيؤكد على إستقالته دستوريًا، في حال لم تتوصل الأطراف اللبنانية المشاركة في السلطة إلى توافق حول القضايا المطروحة، مثل النأي بالنفس عن التدخل بالشؤون العربية قولًا وفعلًا، كما صرح أكثر من مرة الرئيس الحريري، ومن الأطراف كافة وليس من جهة واحدة".


إيمانويل ماكرون يستقبل الحريري


وتابع بأنه "على ما يبدو، فإن تصريحات ومواقف كل الأطراف تتجه نحو الإيجابية في التعامل مع الأزمة الناشئة، وبالتالي فإن الأمور مرشحة لمواصلة السير نحو الحل، إلا إذا طرأت تغييرات سلبية على الصعيدين الداخلي أو الإقليمي، لا نريدها".


وأكد "خلف" في تصريحاته على وحدة الشعب اللبناني ووعيه، قائلًا "مهما جرت الأمور، فإن لا خوف على أمن لبنان واستقراره، بسبب وعي شعبه وعدم رغبته بالاستجابة لأي تحركات أو مواقف تصعيدية، وبسبب إمساك الجيش اللبناني باقتدار مهمة الحفاظ على الاستقرار من جهة ثانية، وبسبب تزايد الكتلة الداعمة لاستقرار لبنان ووحدته من دول عربية شقيقة، وفي مقدمتها مصر، ودول أجنبية صديقة"، مشيرًا إلى رؤيته بضرورة نأى لبنان بالنفس عن الصراعات البينية العربية أو الخليجية الإيرانية، وأيضًا ضرورة امتناع دول عربية أو إقليمية أو أجنبية عن التدخل السلبي في الشؤون الداخلية اللبنانية، على حد تعبيره.


اقرأ أيضًا :


زيارة الحريري إلي فرنسا تدحض مزاعم قطر تجاه السعودية


عودة الحريري.. هل تقوض أكاذيب إيران وحلفائها تجاه السعودية؟