بعد 24 ساعة من قرارات الجامعة العربية.. عقوبات أمريكية على إيران
لم تمر أكثر من 24 ساعة من القرارات التي اتخذتها جامعة الدول العربية تجاه إيران، حتى لاحقتها الولايات المتحدة بمجموعة جديدة من العقوبات شملت مجموعة من الأفراد والشركات، بسبب الدعم الذي تقدمه طهران للتنظيمات الإرهابية في منطقة الشرق الأوسط.
القرار الأمريكي جاء بعد اتهام هؤلاء الأفراد بتزييف أوراقاً نقدية يمنية قد تصل قيمتها إلى مئات الملايين من الدولارات لصالح فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، حيث تحايلت الشبكة المذكورة على قيود التصدير الأوروبية من أجل تقديم الإمدادات ومعدات التزييف.
تصعيد عربي
يبدو أن الدور الخطير الذي تلعبه إيران أصبح بمثابة محل اجماع دولي، في ظل القرار الذي اتخذته جامعة الدول العربية يوم الأحد، وكذلك القرار الأمريكي، وهو الأمر الذي يعكس أن هناك إدراك لطبيعة التهديد الذي تمثله طهران للدول العربية، وذلك بتقديم الدعم للميليشيات المسلحة في اليمن أو لبنان أو غيرها من الدول الأخرى.
ولعل خطورة الدور الإيراني دفع الدول العربية الداعمة لمكافحة الإرهاب إلى الدعوة خلال اجتماع وزاري أمس جمع الدول الأربعة، مع الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، إلى تكليف المجموعة العربية في الأمم المتحدة لإجراء الاتصالات اللازمة لعقد جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي لمناقشة التهديدات الإيرانية لدول المنطقة، في خطوة تصعيدية جديدة من الجانب العربي ضد طهران.
الاتفاق النووي
التوافق العربي الأمريكي حول الدور السلبي الذي تلعبه إيران في منطقة الشرق الأوسط، ربما يفتح الباب أمام اتجاه بعض القوى الدولية إلى الانسحاب من الاتفاق النووي، خاصة وأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلن أنه لا يريد التصديق على الاتفاق النووي في ظل الأنشطة المشبوهة التي تمارسها طهران في المنطقة.
يرى الكاتب الأمريكي مايكل روزنبرج، في مقال منشور له بموقع "أمريكان كونسيرفاتيف" أنالاتفاق النووي كان أحد أهم الخلافات الكبيرة بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية خلال عهد الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، إلا أن الأمر ربما شهد اختلافا كبيرا بعد وصول الرئيس ترامب إلى السلطة في ظل توجهاته المناوئة لطهران، وتشككه في سلوكها النووي، وهو الأمر الذي يبدو واضحا في سياسات ترامب تجاه إيران.
وأضاف أن الموقف الأمريكي يبقى حائط صد مهم أمام إيران، موضحا أن أي قرار يصدر من مجلس الأمن الدولي بحق طهران على خلفية ملفها النووي سيقوض تماما أي بارقة أمل فيما يتعلق باستمرار الاتفاق النووي.
قطر خارج السرب
إلا أن حالة التوافق الدولي والعربي حول خطورة الدور الإيراني لم يخرج منها سوى نظام قطر، والذي يغرد دائما خارج السرب، وهو الأمر الذي بدا واضحا في الكلمة التي ألقاها وزير الدولة القطري للشئون الخارجية سلطان المريخي، والذي أكد أن إيران "شريفة"، معربا عن تضامنه معها.
يبدو أن الاستمرار القطري على النهج الداعم لإيران سوف يضعها في نفس الكفة مع طهران، خاصة وأن الكونجرس الأمريكي سوف يناقش في الأيام القادمة تشريعا لإدانة الدور القطري في احتضان عناصر بعض الميليشيات المتطرفة، التي تضعها الولايات المتحدة في قائمة منظماتها الإرهابية، وهو ما ينذر بأن تواجه قطر مع جارتها "الشريفة" نفس المصير.
إقرأ أيضا
توافق عربي ودولي حول مواجهة أنشطة إيران العدائية.. تعرف على التفاصيل