نشر مركز "المزماة" للدراسات والبحوث، اليوم الأحد، تحليلاً بحثياً في ظل استمرار العلاقات الوطيدة بين قطر وإيران، على خلفية تعنت الدوحة إزاء مطالب الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب، وذلك على حساب مصالح دول الجوار الخليجي والعربي، خاصة في ضوء ممارسات طهران العدائية ونفوذها الواضح بعدد من العواصم العربية.

تناقض

وأشار التحليل في مستهل تناوله لصلات الإمارة الخليجية بالنظام الإيراني، إلى تصريحات وزير الخارجية القطري، محمد بن عبدالرحمن آل ثاني المنتاقضة، والتي كان آخرها وصفه لبلاده بأنها محض "ساندويتش" بين السعودية وإيران، متأرجحا بأنها مرة دولة "صغيرة" ومرة "ساندويتش"، لاسيما بعد ظهوره مدعياً في تناقض صارخ أن بلاده لا تستبعد تحرك دول المقاطعة عسكريا ضدها، معربا عن استعداد الدوحة لمواجهة أي تحرك عسكري.

وأكد التحليل البحثي أنه على ما يبدو فإن الأوامر الفارسية لم تكن قد وصلت الدوحة، عندما اعترف وزير خارجيتها أنها دولة صغيرة، ليجد نفسه مضطرا على الادعاء بأن هناك مخطط عسكري من قبل الدول المقاطعة يستهدف قطر، وأن دولته مستعدة تماما لمواجهة أي تحرك عسكري، لتظهر في هذه الادعاءات سمة الحمى المتلازمة المفبركة المشتركة وحياكة الفتن بين الدوحة وطهران.

الحرب فوبيا

وأكد "المزماة" أن تأجيج الفتن، واتباع منهج "الحرب فوبيا" أصبحت السمة البارزة في سياسات طهران والدوحة، وعمق تشابه
هذه السياسات والتصريحات، ووحداوية أهدافها يكشف عن وجود غرفا سرية مشتركة بين الطرفين لتنسيق الأنشطة الإرهابية والمخططات والسياسات المعادية للسعودية والإمارات والبحرين، وربما قد أنشئت هذه الغرف السرية في مياه الإقليم العربي القريبة من قطر لما كشفته تقارير عن استدعاء أمير قطر لقوات بحرية إيرانية لحماية الدوحة من أي هجوم عسكري قد تنفذه الدول المقاطعة بعد أن استطاع الملالي وحرسه الثوري خداع عقول تنظيم الحمدين بوجود مخطط عسكري ضد الدوحة.

الدجاجة المذبوحة

وألمح التحليل إلى أن نهج التهديد بالانتحارية، ونهج "الحرب فوبيا"، التي تنتهجه قطر وإيران يهدف في الأساس لوضع العالم أمام خيارين، إما غض الطرف عن مشروعهما المدمر القائم على دعم الإرهاب، أو إدخال المنطقة كاملة في فوضى وحرب شاملة لإخافة الغرب وجعلهم يلتفتون يمنة ويسرة على مصالحهم في المنطقة، وهي سياسة عادة ما تنتهجها الأنظمة التي ترى نفسها في مقام "الدجاجة المذبوحة".

وشدد على أن اتباع هذا النهج يدل على الضعف والوهن وفقدان الحلول الواقعية وغياب الحكمة وجدية التوصل إلى حل للأزمة الراهنة من قبل قطر، بعد أن أصرت على ركوب التعنت على مواقفها العدائية تجاه الدول العربية، مؤكداً أن مخطط "الحرب فوبيا"، ومساعي تدويل الأزمة ومحاولات تبييض الإرهاب القطري قد فشلت وستفشل.

واختتم تحليل "المزاماة البحثي تناوله للحالة القطرية الإيرانية الراهنة، متطرقاً إلي أن استقواء النظام القطري بطهران، واحتماء تميم بعناصر الحرس الثوري في الدوحة، وإغراق الأسواق القطرية بالبضائع الإيرانية التالفة، واستقدام قوات برية وبحرية إيرانية، واتباع السياسة الإعلامية الإيرانية وإنشاء غرفا سرية مشتركة بين الحرس الثوري والجيش القطري يدل دلالة قاطعة على اختطاف إيران لقطر واحتلالها والسيطرة على قراراتها".

اقرأ أيضًا

"تنظيم الحمدين" يضع قطر بين "ساندويتش" إيران و"شاورمة" تركيا

خليجيون يدشنون حملة سخرية من وزير خارجية قطر.. بهاشتاج "#قطر_ساندويتش"

بعد تصريحات وزير خارجيتها.. قطر تتحول من حالة الإنكار إلى الوهم المرضي

في ظل وجود القاعدة العسكرية.. هل تحظى قطر بالحماية الأمريكية؟

ندوة "المزماة" تكشف خبايا علاقة قطر بالتنظيمات الإرهابية