قال الكاتب الإماراتي عبد الخالق عبد الله أن صعود قطر ارتبط بكونها دولة غنية بثروتها من النفط والغاز الطبيعي. فوفق آخر التقديرات بلغ احتياطي قطر من الغاز الطبيعي 900 مليار قدم مربع، أي 15 في المائة من إجمالي الاحتياطي العالمي لتصبح ثالث أكبر دولة منتجة ومصدرة للغاز الطبيعي عالمياً بعد كل من روسيا وإيران.

وأضاف الكاتب الإماراتي، في مقاله بصحيفة "الشرق الأوسط"، أن قطر تمكنت خلال 10 سنوات فقط من تكوين فائض مالي يقدر بـ338 مليار دولار ليصبح صندوق قطر ضمن قائمة أكبر 10 صناديق سيادية في العالم عام 2016. كذلك وبحلول 2014 كانت قطر ثالث أكبر اقتصاد عربي بعد كل من السعودية والإمارات.

إلا أنها استخدمت هذا الرصيد المالي الضخم، من أجل تحقيق نفوذ إقليمي في المنطقة، وهو الأمر الذي كانت تسعى إليه منذ انقلاب أمير قطر السابق على والده في 1995، حتى اندلاع ما يسمى بثورات الربيع العربي في عام 2011، بحسب الكاتب الإماراتي، إلا أن تراجع أسعار الغاز والنفط بشكل عام ساهم في انكماش الدور القطري.

وأضاف الكاتب أن صعود قطر الذي ارتبط بمواردها المالية التي تراجعت الآن بعد أن كانت في يوم من الأيام لا حدود لها، ارتبط بصورة مباشرة بالطموحات السياسية لأمير قطر السابق حمد بن خليفة الذي تسلم مقاليد الحكم عام 1996، إلا أن خروجه من السلطة في 2013 كان عاملا آخر في السقوط السريع الذي تعانيه قطر.

وأوضح الكاتب أن قناة الجزيرة هي آخر ما تبقى لقطر من أدوات النفوذ التي طالما استخدمتها لتحقيق مآربها السياسية، موضحا أن القناة فقدت الكثير من مصداقيتها بين العرب، خاصة منذ عام 2011، بعد سعيها الدؤوب نحو إثارة الفوضى في الدول العربية.

وأشار الكاتب إلى استطلاع رأي أجرته جامعة "نورث وست" ومقرها في الدوحة، عن حدوث تراجع ضخم في جماهيرية قناة الجزيرة في دول الربيع العربي، حيث بلغت نسبة مشاهدة القناة 4 في المائة فقط في البحرين، و9 في المائة في تونس، وأقل من 20 في المائة فقط في مصر.