فضائية "الجزيرة".. 21 عامًا في خدمة الإرهاب والترويج لإسرائيل
تأتي الذكرى الحادية والعشرين على إنشاء فضائية "الجزيرة"، الذراع الإعلامي الأبرز لتنظيم الحمدين، وسط حالة من التعنت القطري تجاه المطالب العربية التي قدمتها الدول الأربعة الداعية لمكافحة الإرهاب، الرامية إلي تغيير نهج سياسات دعم وتمويل الإرهاب والتطرف في المنطقة.
الفضائية القطرية لديها رصيد حافل من السقطات المهنية، والتورط الواضح في تبني مواقف ورؤي تنظيمات إرهابية من بينها جبهة النصرة، والقاعدة، وميلشيا الحوثيين، الأمر الذي يؤكد على أن دورها يتجاوز كونها محطة إخبارية لرصد ومتابعة آخر التطورات والأحداث الراهنة وتحليلها، بعد إطلاقها رسميًا في منتصف التسعينات.
ربما لم يكن غريبًا أن يرى غالبية المتابعين، أن قناة الجزيرة هي بمثابة مشروع سياسي، يعمل تحت ستار الصحافة، هكذا وصف موقع "ميدل إيست فورم" القناة القطرية المثيرة للجدل، والتي تعد بمثابة الذراع الإعلامي لتنظيم الحمدين.
وأضاف الموقع أن أمير قطر السابق حمد بن خليفة آل ثاني عندما أسس قناة الجزيرة، سعى إلى استقطاب كبار الصحفيين والفنيين الذين سبق لهم العمل في عدد من الشبكات الإعلامية العالمية، لتصبح بمثابة انطلاقة جديدة في الإعلام العربي، على غرار انطلاقة إذاعة "صوت العرب" المصرية، والتي أطلقها الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر.
واستطرد الموقع في تقرير له، أن حمد أراد أن يجعل من "الجزيرة" بوقًا للترويج له باعتباره زعيمًا عربيًا، ومن أجل تحقيق هذا الهدف، تبنت الجزيرة شعارات تدور حول مفاهيم إبراز الحقائق، ودعم حق الناس في المعرفة، بالإضافة إلى تعزيز قيم الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان.
إلا أنه لم يكن من الصعب اكتشاف زيف مثل هذه الشعارات، خاصة وأنها ببساطة تتناقض تمامًا مع النهج الذي يتبناه أمير قطر في حكم الإمارة، والتي لا تؤمن بالتعددية السياسية وتحظر تأسيس الأحزاب السياسية، وبالتالي، يقول التقرير إن قطاع كبير من الباحثين أطلقوا انتقاداتهم حول كيف يمكن للإمارة أن تسعى لنشر ما تحظره في داخلها.
ومع اندلاع الثورة السورية وتطور الأحداث إلى صراع مسلح، دخلت قناة الجزيرة على خط التنظيمات الإرهابية عبر تسجيلها للقاءات حصرية مع قادة الإرهاب والترويج لأفكار تلك التنظيمات، حيث وفرت الدوحة الدعم الإعلامي لها وعلى رأسها "جبهة النصرة" الإرهابية، التي يقودها أبو محمد الجولاني والذي استضافته الفضائية القطرية عدة مرات، وسخرت أدواتها الإعلامية للترويج للفكر المتطرف لجبهة النصرة.
وكانت فضائية "الجزيرة" الإخبارية، الذراع الإعلامي الأبرز للنظام القطري، أشبه بـ"المنصة الإعلامية" لتنظيم القاعدة الإرهابي خلال هجمات 11 سبتمبر عام 2001، عبر ترويج البروباجندا للتنظيم خلال تلك الهجمات الإرهابية عبر شاشتها حصريًا.
وفي مقال بعنوان "قطر في ورطة 11 سبتمبر"، قال الكاتب السعودي، هاني مسهور، إن "ما يؤكد حجم التورط القطري في تلك الأحداث ما وقع بعد الهجوم على مانهاتن، حيث وصل إلى قناة الجزيرة الإخبارية شريط تقول القناة إنه وصلها عبر عميل تابع لها في باكستان، وسلم في الدوحة".
قبل أيام، قال ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان في تصريحات له، متطرقًا إلى أوضاع الحرب الدائرة رحاها مع الحوثيين في اليمن، إن "حرب اليمن ستستمر لمنع الحوثيين من التحول إلى حزب الله آخر على حدود المملكة"، ويبدو أنه بالفعل بدأ ظهور حزب الله اليمني يَترسّخ في شمال اليمن، ويَزداد قوّةً يومًا بعد يوم، ويُقيم شبكة من التّحالفات في الداخل والخارج.
يأتي هذا التطور الخطير بعد أن باتَت المليشيا المدعومة من إيران، تمتلك ذِراعًا إعلاميًّا يتجسّد في فضائية "الجزيرة" القطرية، التي أصبحت تَفتح له صَدر شاشاتها، وتحتفي بالتهديدات التي يطلقها قادته تجاه دول الجوار الخليجي.
فضائية "الجزيرة"،- ذراع تنظيم الحمدين الإعلامي الأبرز-، نقلت حوارًا مع الناطق باسم الحوثيين، محمد عبد السلام، قال فيه، إن جماعته ستستهدف "العمق السعودي والمدن التي تنطلق منها الطائرات المقاتلة للتحالف العربي، وإن أبو ظبي هدف عسكري رئيسي وصريح في الفترة المقبلة بالنسبة لجماعته".
وخلال الفترة ما بين أعوام 2005 حتي 2011 عملت الفضائية القطرية على ترويج خطابات الأمين العام لحزب الله اللبناني، حسن نصر الله، لتظهر مرتديةً العمامة الإيرانية بذريعة نقل الرأى والرأى الآخر، مستعدة في الوقت ذاته لممارسة دورًا هو الأخطر، تمثل في دعم إيران ومشروعها في الإقليم على حساب دول مجلس التعاون الخليجي.
دعم الاحتلال
واجهت قناة الجزيرة القطرية، نهاية أغسطس الماضي، انتقادات لاذعة وسخرية كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي في العالم العربي، بعد أن بثت تقريرًا عن الدعاية الإسرائيلية، اتهمت فيه دولًا عربية ومسؤولين، بالمساعدة في تحقيق هدف الكيان الصهيوني بالترويج لنفسه بين العرب، متناسيةً أنها أول وسيلة إعلام عربية يظهر عبرها المسؤولون الإسرائيليون.
وكان برنامج "ميدان" الذي تبثه القناة المثيرة للجدل، قد بث تقريرًا عن الأساليب التي يتبعها الكيان المحتل للترويج لنفسه في العالم العربي كدولة موجودة على أرض الواقع، مستفيدًا من مواقع التواصل الاجتماعي التي تجمع ملايين العرب، دون أن يشير التقرير إلى دور وسائل إعلام عربية، وفي مقدمتها قناة "الجزيرة" في إظهار المسؤولين الإسرائيليين على أنهم ممثلون لدولة وليس لكيان محتل.
وتعدُّ قناة "الجزيرة" القطرية بالفعل، أول قناة تبث من داخل الدول العربية وتستضيف المسؤولين الإسرائيليين عبر شاشتها، بعد أن ظلوا محرومين من ذلك في جميع وسائل الإعلام العربية منذ احتلال فلسطين العام 1948.
اقرأ أيضًا
"تميم" يواصل التحدي ويحتفل بـ 21 عام على تدشين "الجزيرة".. وخليجيون: تاريخ من الخيانة
شاهد| خلال زيارة وزير الخزانة الأمريكي لقطر.. "الجزيرة" تفضح دعم الدوحة للحوثيين
خليجيون ردا على "جمال ريان": أنت مثل الأرنب يقفز بحسب المصلحة
فضيحة جديدة لقناة "الجزيرة" القطرية