التوقيت الأربعاء، 25 ديسمبر 2024
التوقيت 04:28 ص , بتوقيت القاهرة

بعد تشديد العقوبات الأمريكية تجاه حزب الله.. قطر في مأزق

في ظل الأزمة الحالية التي أدينت فيها دولة قطر بتمويل الإرهاب، وتدّخل الولايات المتحدة الأمريكية في الأزمة، يراود البعض تساؤلات حول مستقبل العلاقة التي تجمع قطر بحزب الله الموالي لطهران كحليف مقرب لقطر، وكيف من الممكن أن تؤثر القرارات الأمريكية الأخيرة على تلك العلاقة، حيث إن مجلس النواب الأمريكي أصدر مسودة تشدد العقوبات على ممولي ميليشيا حزب الله.


في الوقت ذاته كان وزير الدفاع الأمريكي، جيمس ماتيس، متوجهًا إلى قطر - أمس الخميس - في زيارة غير معلنة، عبرت صحف عربية وعالمية عن احتمالية أن تكون بهدف الضغط على قطر ووقف دعمها للإرهاب في المنطقة.


في هذا الإطار يرصد "دوت خليج" محطات العلاقات الوطيدة بين قطر وحزب الله، ما يهدد العلاقات القطرية الأمريكية، وخاصة مع تأكيدات الرئيس الأمريكي مرارًا على ضرورة الحرب على الإرهاب والتصدي له، كالتالي:


لبنان


بدأت تمويلات قطر لحزب الله تأخذ شكل منهجي منظم منذ عام 2006، حيث أعلنت قطر عن مشاركتها في عملية إعادة إعمار لبنان، واستغلت تلك الحملة في توجيه مليارات الدولارات إلى ميليشيات حزب الله في لبنان من أجل تطوير القدرات الصاروخية له، ومن ثم فالآن بعد التقارب القطري من إيران أصبحت فرص تمويل حزب الله أقوى والعلاقات متوطدة عن ذي قبل.


ولكن بعد العقوبات الأمريكية الأخيرة التي تحد من مصادر تمويل الحزب عن طريق  تجميد الأصول، وحجب التعاملات المالية، ومنع إصدار تأشيرات السفر إلى الولايات المتحدة، إلى جانب منح الرئيس الأمريكي صلاحية تحديد الأشخاص والكيانات الذين ستفرض عليهم عقوبات لتعاونهم مع مليشيا حزب الله، تلك العقوبات قد تؤثر على علاقات قطر بحزب الله إلى حد كبير بالشكل الذي يجعل قطر تقلل من تمويلها في أضيق الحدود، أولًا: لعدم إثارة غضب الولايات المتحدة الأمريكية التي تعد الوسيط الدبلوماسي الغربي مع الدول العربية في الأزمة الحالية، وثانيًا: العلاقات الاستثمارية التي تجمع الطرفين تجعل قطر مهتمة بعدم وجود مشاكل مع الحليف الأمريكي.


سوريا


لعل الملف السوري هو أبرز الملفات التي اختلفت فيها قطر عن حزب الله حليفها الأساسي، فحزب الله يدعم نظام بشار وقواته منذ إندلاع الأزمة في 2011 وحتى الآن، وقطر في المقابل تدعم الجماعات المسلحة في سوريا بالإضافة إلى تنظيم داعش الذي تدعمه قطر بالمال والسلاح، فالملف السوري هو أحد أهم الأوراق التي من الممكن أن يستغلها الطرف الأمريكي في تضييق قنوات الاتصال بين قطر وحزب الله، على أساس أن الاختلاف القائم بالفعل بينهما، ممل يجعل فرص التباعد بينهما ممكنة.


علاقات متباعدة


قطر وحزب الله تجمعهم العديد من الصفقات ذات المصلحة المشتركة للطرفين، ففي 2015 تم اختطاف صيادين قطريين في أحد  المدن العراقية، ونُشرت معلومات حول تورط حزب الله في اختطافهم، وفي عام 2017 تم تسليم المحتجزين القطريين في إطار صفقة عقدها مستشار الأمير القطري الحالي، حمد العطية والذي تجمعه علاقات قوية بقيادات حزب الله. وقامت السلطات القطرية بدفع مليارات الدولارات مستغلة تلك الصفقة لتمرير أموال إضافية إلى حزب الله، ولاسيما صفقات أخرى تحمل تمويل مالي له، من أجل دعم الإرهاب والتطرف في المنطقة.


مثل تلك الصفقات المشبوهة في ظل القرارات الأمريكية الأخيرة قد تنكشف من خلال القبض على ممولين قطريين يتعاملون مع حزب الله، وحينها سيكون هناك دليل مادي إضافي على تمويل قطر للإرهاب، ما قد يجعل قطر تحاول تضييق تلك القنوات المعنية بتمويل التطرف والإرهاب وزعزعة الإستقرار في المنطقة، ومن ثم ربما تتحول علاقات تنظيم الحمدين - حكومة قطر - مع حزب الله إلى علاقات متباعدة نسبيًا ولكنها موجودة فمن الصعب الغاءها بشكل كامل في ظل التقارب الوطيد بين الدوحة وطهران في الوقت الراهن. 


اقرأ أيضًا..


بعد "الندوي والقرضاوي".. كيف حاولت قطر توريط عمان مع دول المقاطعة؟


إنفوجراف| ترامب و4 محاولات لمواجهة إرهاب قطر خلال شهر واحد