التوقيت الأربعاء، 25 ديسمبر 2024
التوقيت 04:17 م , بتوقيت القاهرة

بعد "الندوي والقرضاوي".. كيف حاولت قطر توريط عمان مع دول المقاطعة؟

رغم بقاء سلطنة عمان في موقع الحياد منذ بداية أزمة قطر، مع الدول الداعية لمكافحة الإرهاب المقاطعة للإمارة الخليجية، والمستمرة في تعنتها إزاء المطالب العربية الرامية إلى كف يدها عن دعم الإرهاب، والتقارب مع النظام الإيراني على حساب دول الجوار الخليجي والعربي، حاولت الدوحة استمالة مسقط لدعم موقفها إزاء الدول الأربع عبر الاستثمارات تارة، استغلالا لعقباتها الاقتصادية الراهنة وتوريطها تارة أخرى.


واستضافت السلطات القطرية باستضافة داعية هندي، طردته السلطات العمانية من أراضيها بعد اساءته في محاضرة للدول الداعية لمكافحة الإرهاب، ومن بينها السعودية بما لا يتفق مع نهج السياسة العمانية وعلاقاتها المنفتحة على دول الجوار، والتي بدت في مواقف لها أقرب للموقف العربي الرافض لسياسات الإمارة الخليجية التخريبية في دول المنطقة، خاصة بعد تأكيد وزير الخارجية العماني، يوسف بن علوي خلال كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، نهاية سبتمبر الحالي، على رفض بلاده للإرهاب بكافة أشكاله.


وفي هذا السياق، يستعرض "دوت خليج" أبرز محاولات قطر لتوريط عمان مع الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب، ومواقف السلطنة المتقاربة مع التوجه العربي ضد تمويل الدوحة للإرهاب بالمنطقة، كالتالي:


الندوي


في موقف بدا أقرب من جانب مسقط للدول الداعية لمكافحة الإرهاب،- والتي كانت قد أعلنت قائمة تشمل 13 مطلبًا من بينهم تسليم الإرهابيين المتواجدين داخل قطر، سلمتها الكويت إلى قطر لتنفيذها في مطلع يوليو الماضي-، استنكرت وزارة الخارجية العمانية، الأحد الماضي، ما أدلى به الداعية الهندي الجنسية، سلمان بن طاهر الحسيني الندوي، في المحاضرة التي ألقاها أمام كلية العلوم الشرعية، الثلاثاء قبل الماضي، والذي خرج عن نص المحاضرة بأسلوب لا يتفق مع مبادئ السلطنة ونهجها وسياستها.


ونوهت وزارة الخارجية عبر بيان رسمي أن الجهات المختصة في السلطنة قامت بإتخاذ إجراءات بشأن المذكور، حيث طلبت منه مغادرة السلطنة.


وقد هاجم الداعية الهندي، السعودية وبعض الدول الإسلامية، متسائلا كيف يمكن أن تتحالف مع أمريكا والرئيس ترامب، مشككا في الوقت ذاته بأحقية الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب في قرارها ضد قطر، مدعيا أنه تمت معاداة الدوحة فقط لأنها "تأوي عناصر من جماعات إرهابية والقرضاوي".


القرضاوي


بعد ساعات من استبعاد سلطنة عمان للداعية الهندي، سلمان الندوي من أراضيها على خلفية اساءته للدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب، مدعيا أنه تمت معاداة الدوحة فقط لأنها "تأوي عناصر من جماعات إرهابية والقرضاوي"، أعلن القيادي الإخواني المقيم في الدوحة، يوسف القرضاوي، الأحد الماضي، استقبال الندوي في مكتبته، في محاولة من جانب قطر لتوريط سلطنة عمان مع الدول الداعية لمكافحة الإرهاب.


ونشر القرضاوي صورة تجمعه بالندوي في تغريدة له عبر حسابه الرسمي على موقع التدوينات القصيرة، تويتر معلقًا بقوله: "مع فضيلة الشيخ سلمان الندوي ظهر اليوم بمكتبتي"، وذلك في إطار محاولة من جانب تنظيم الحمدين وأذرعه لجلب كافة العناصر المعادية لدول الجوار الخليجي والعربي على أراضي الإمارة الخليجية.


تغريدة القرضاوي


ومن الجدير بالذكر أن الداعية الهندي سلمان الندوي، يرتبط بعلاقات مع القيادي الإخواني المقيم في قطر، يوسف القرضاوي والمتورط في التحريض على العنف والإرهاب، حيث استعرض رأي الأول في بيان طرحه العام الماضي بشأن موقفه من أزمة الإخوان، على حد وصفه. بالإضافة إلي ظهورهما المتكرر سويًا في لقاءات ومؤتمرات بدول عدة.


الإرهاب


عمان لم تنتظر كثيراً وصول عبث النظام القطري الداعم للإرهاب إلي أرضيها، بعد أن أكد وزير الخارجية العماني، يوسف بن علوي، السبت الماضي، أن الموروث الديني والثقافي للحضارات وما فيها من قيم، تُثري وتُعزز مفهوم السلام، ولهذا ينبغي أن لا يُهمل ذلك كأحد العناصر الهامة لثقافة السلام، مشيرا إلى أن بلاده تنتهج في سياستها الخارجية وعلاقاتها الدولية نهجاً يقوم على دعم السلام والتعايش والتسامح والحوار والتعاون الوثيق مع سائر الأمم.


وأضاف بن علوي في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، في نيويورك:"إدانة بلاده الإرهاب بكافة أشكاله وأصنافه، مهما كانت مبرراته، وذلك التزاما منها بأهداف وميثاق الأمم المتحدة، مشددا على "دعمها وتأييدها لسائر الجهود الرامية للقضاء على هذه الآفة ومكافحتها باتخاذ التدابير المناسبة". في تأكيد جديد من جانب مسقط على تقاربها بشأن التوجه العربي ضد داعمي الإرهاب، وتنظيماته بالمنطقة.


صفقات


في مطلع أزمتها مع دول المقاطعة، حاولت الدوحة استمالة مسقط لدعم موقفها إزاء الدول الأربع عبر بوابة الاستثمارات، وإبرام الصفقات التجارية مثل تدشين خط ملاحي جديد مع الخطوط الجوية القطرية، والبدء في تسيير 3 رحلات أسبوعيًا، بين مطاري الدوحة وصُحار.


و أعلنت الشركة القطرية لإدارة الموانئ "موانئ قطر"، في يونيو الماضي، بعد أيام من الأزمة القطرية عن تدشين خطين ملاحيين جديدين بين "ميناء حمد" في قطر ومينائي "صحار" و"صلالة" في سلطنة عمان، بحثًا عن أقصر المسارات المتاحة لإستيراد الأغذية بعد نقص المعروض، والارتفاع الشديد للأسعار.


وفي منتصف يونيو الماضي، استقبلت الدوحة وفد عماني لتعزيز الاستثمارت مع قطر وبناء مصنع لتعبئة المياه في قطر، وياتي ذلك في ظل عجز الموازنة، وتأثر الاقتصاد العماني على خلفية هبوط أسعار النفط عالميًا.


اقرأ أيضًا ..


ننشر النص الكامل لبيان الدول الداعية لمكافحة الإرهاب ردًا على رفض قطر


قطر وسلطنة عمان.. علاقات وثيقة رغم الأزمة


الكويت وعمان يحاولان احتواء الأزمة القطرية الخليجية.. وباحث: التهدئة مستبعدة


صورة| "الطيور على أشكالها تقع".. القرضاوي يستقبل الندوي بعد إساءته لدول المقاطعة


عمان تستبعد داعية هندي على علاقة بـ"القرضاوي"


سلطنة عمان تؤكد إدانتها للإرهاب بكافة أشكاله