يعتقد الكثيرون أن السيانيد والزرنيخ والاستريشينين هم أكثر المواد السمية فتكا، غير أن الحقيقة غير ذلك، فعلى الرغم من صعوبة تقييم مدى سمية المادة، والتي تعتمد على الحالة الكيميائية لها وطريقة دخولها إلى الجسم، إلا أنه يوجد 5 مواد سامة يعتبرها العلماء الأكثر فتكا في العالم، لا يقل سمية أي منها عن 100 مرة قدر سمية السيانيد والزرنيخ والاستريشينين.

أخطر تلك المواد هو البوتولينوم السام Botulinum toxin، والذي تنتجه البكتيريا اللاهوائية، ويعتبر المادة الأكثر سمية حتى الآن، حيث يكفي جرعة قدرها جزء من 10 مليون جزء من الجرام لقتل شخص وزنه 70 كيلو جراما.

ويدخل ذلك السم في تركيب البوتوكس، المستخدم في عمليات التجميل، حيث يتمكن حقن نسبة ضئيلة للغاية منه في إيقاف عضلات معينة عن العمل، مما يريح العضلات ويزيل التجاعيد.

سم المايتوتوكسين Maitotoxin هو أحد السموم الفتاكة أيضا، وهو سم بحري ينتج عن تكاثر بعض الطحالب البحرية الضارة، وهو يتسبب في فشل القلب نتيجة زيادة تدفق أيونات الكالسيوم عبر غشاء عضلة القلب.

أما سم الباتراكوتوكسين Batrachotoxin، فيتم استخلاصه من جلد أحد أنواع الضفادع السامة، وتكفي جرعة بحجم حبتين من الملح لقتل شخص بالغ، حيث يؤثر على قنوات أيونات الصوديوم في خلايا العضلات والأعصاب، لتؤدي في النهاية إلى قصور القلب.

أما سم الريسين Ricin فهم سم نباتي، يتم استخلاصه من حبوب نبات زيت الخروع، حيث يوجد داخل الألياف الصلبة للحبوب، وهو يؤثر على تخليق البروتين في الخلايا، مما يتسبب في موتها، وهو سم مميت، خاصة عند دخوله إلى الجسم عن طريق الاستنشاق أو الحقن.