يبدو أن أسبابا عديدة بجانب تناول الطعام غير الصحي، وقلة النشاط الحركي، قد تؤدي للإصابة بالسمنة، من بينها الأنوار الصناعية التي تضيء المباني والطرقات من حولنا خلال المساء، فبحسب تقرير "دويتشه فيله"، أظهرت دراسات علمية أن الإضاءة الصناعية تساهم في تغييرات جسمانية تؤدي لزيادة الوزن.

ورغم أن المصابيح الكهربية والأنوار الصناعية، ذات أهمية لا غنى عنها في حياتنا المعاصرة، فإنها تحمل جانبا سلبيا، يتمثل في تسببها في فقدان الشعور بالظلام، والإخلال بالساعة البيولوجية، وهو ما اكتشفه العلماء مؤخرا تحديدا كيف يؤثر على عمليات الأيض وحرق الدهون في الجسم؟

الدهون البيضاء الدهون البنية

إن الدهون الموجودة في أجسامنا، تنقسم إلى دهون بيضاء ودهون بنية، وتخزن الخلايا الدهنية البيضاء الطاقة في الجسم على شكل دهون، وهي تلك التي يرغب الجميع في التخلص منها، لفقدان الوزن الزائد، والحفاظ على التوازن الصحي.

أما الخلايا الدهنية البنية، فإنها على العكس تحرق السعرات الحرارية لتدفئة الجسم، ما يجعلها لاعبا رئيسيا في عملية إنقاص الوزن، وقد تبين أن التعرض المستمر للضوء، يؤثر سلبا على الدهون البنية.

دور الإضاءة في الإخلال بتوازن الدهون

في تجربة أجراها الباحثون في جامعة "لايدن"، تم تقسيم فئران المعمل لمجموعات، وتعريض بعضها للضوء الصناعي بشكل مستمر طوال فترات الليل، فيما لم تعرض المجموعات الأخرى للضوء ليلا، مع توحيد طرق الحياة والنظام الغذائي لجميع الفئران.

وقد تبين للباحثين بعد عدة أسابيع، تراجع نشاط الخلايا الدهنية البنية، وزيادة نمو الخلايا الدهنية البيضاء، لدى الفئران التي كانت تتعرض للضوء طوال الليل، ما أكد الاعتقاد بأن الأضواء الصناعية، واضطراب الساعة البيولوجية، يخل بتوازن الخلايا الدهنية في جسم الإنسان.

ويسعى العلماء لمعرفة إمكانية تنشيط الخلايا الدهنية البنية، للتغلب على ما تحمله الأضواء الصناعية من تأثيرات سلبية على حرق الدهون في جسم الإنسان.