التخدير لن يمنع استعادتك للوعي تحت مشرط الجراح
في عام 2007، قدمت هوليوود فيلم "الاستيقاظ" Awake، الذي جسد مخاوف أكثر الأمريكيين من عودتهم للوعي تحت تأثير التخدير أثناء العمليات الجراحية، فقد استعاد البطل وعيه رغم تخديره الكامل أثناء إجراء عملية لزراعة القلب، ورغم اعتقاد البعض في صعوبة حدوث ذلك، إلا أن معظم الدراسات الأمريكية تشير إلى احتمالية عودة الوعي لكل مريض من بين 1000 أثناء خضوعهم للتخدير.
في نفس الوقت، وصف بحث جديد، أجرته مستشفيات جامعة أكسفورد في المملكة المتحدة، الأمر بالنادر نسبيا، وإن لم ينف حدوثه نهائيا، فقد رفعت الدراسة البريطانية من النسبة لتصل إلى حالة واحدة من بين كل 19600 حالة تم دراستها، وذلك خلال دراستهم لأكثر من 3 مليون مريض خضعوا لعمليات جراحية تحت تأثير التخدير في المملكة المتحدة وايرلندا، حسبما نشر موقع "ساينس أليرت" العلمي.
وسجلت الدراسة البريطانية، التي نشرت في دورية التخدير، التجربة المرعبة لمرضي عاودهم الوعي تحت تأثير التخدير، والتي تنوعت بين الاختناق والشلل والألم والهلوسة والشعور بالاقتراب من الموت، وقد كان الإحساس بالشلل هو الأكثر قسوة من الألم كما سجلتها الدراسة، وهو ما يفسر معاناة نصف المرضي تقريبا من الآثار النفسية الشديدة لاستعادة الوعي أثناء التخدير، بما في ذلك اضطراب ما بعد الصدمة والاكتئاب، والتي وصلت في إحدى المريضات إلى الخوف المرضي من الاستلقاء على الظهر، والنوم على كرسي بقية حياتها، بعد تجربتها الصعبة في الاستيقاظ أثناء عملية جراحية التي أصابتها باضطراب ما بعد الصدمة.
وكشفت الدراسة أن عودة الوعي كان أكثر شيوعا بين المرضى الذين تلقوا أدوية شلل الأعصاب خلال عملية التخدير، والتي تمنع الإشارات العصبية المحركة للعضلات خلال العملية الجراحية، ودعت الأطباء إلى استخدام أقل قدر ممكن منها تخفيفا لحالة الإحساس القاسي بالشلل التام التي يشعر به المريض حال عودته للوعي أثناء التخدير.
وهدفت الدراسة إلى مساعدة الأطباء على منع حالات استعادة الوعي تحت تأثير التخدير، وكذلك اكتشاف طرق جديدة في علاج المرضى الذين خاضوا التجربة المخيفة، وحاولت الدراسة تقديم بعض الأخبار الجيدة، فقد أشارت إلى أن معظم من استعادوا وعيهم كانوا في بداية العملية الجراحية أو بعد انتهائها خلافا للاعتقاد الشائع بعودة الوعي تحت مشرط الجراح، كما لم تتعد معظم تجارب استعادة الوعي مدة الـ5 دقائق، مع اعتراف الدراسة ببشاعة ذلك الإحساس في كل الأحوال.