ريفيو| Doctor Strange رحلة مارفل السحرية
منذ انطلاق عالم مارفل في 2008 لم تقدم شركة الكومكس الأشهر فيلما له نفس ملامح Iron Man مثلما حدث في فيلم Doctor Strange ، ولدرجة ما يمكن اعتبار ستيفن سترينج هو توني ستارك ولكن بالسحر بدلا من التكنولوجيا.
اختيار مارفل للمخرج سكوت ديركسون لقيادة الفيلم كان مثيرا للاهتمام خاصة وأنه معروف بأفلام الرعب منها sinister و Deliver Us from Evil، ولكنه هنا يقدم عالم سحري ممزوج بالكوميديا المعروفة في أفلام مارفل، ولكنها ليست المرة الأولى التي تكون اختيارات مارفل للمخرجين غير متوقعة فحتى فيلم Avengers كان مخرجه جوس ويدون الذي لم يكن له تاريخ سينمائي قوي ومع ذلك حصل على أهم فيلم في المرحلة الأولى من سلسلة مارفل.
قصة الفيلم نفسها لا تختلف أبدا عن القصة الأصلية في الكومكس فيما يتعلق ببداية رحلة Doctor Strange فلدينا جراح وسيم مغرور يبرر هذا الغرور بنجاحه، يتعرض لحادث سيارة ليجد نفسه بعدها عاجزا عن ممارسة عمله الذي كان بشكل ما يشكل هويته، ثم ينطلق بعدها في رحلة للبحث عن علاج حتى ولو كانت بعيدة عن الطب كما نعرفه، ومن هنا يذهب إلى نيبال حيث يتعلم السحر ويكتسب قدراته الخارقة.
كل هذه الأحداث تستغرق نصف الفيلم تقريبا، لمن قرأ الكومكس لن يشعر بفارق كبير، لكن يبقى التميز هنا للممثل بنديكت كمبرباتش والذي كانت ملامحه تشبه لحد كبير ملامح Doctor Strange في الكومكس.
أفضل ما حدث في الفيلم كان استخدام المؤثرات البصرية والتي لم يجد أي مشاهد صعوبة في ملاحظة التشابه بينها وبين فيلم Inception ولكن ببعض الأكشن والحركات القتالية، ربما كان من الممتع مشاهدة المؤثرات البصرية لأنها مناسبة للفيلم وقصته، وعلى الرغم من كثرة الأفلام الـ3D التي تم تصويرها لهذه التقنية فقط للحصول على مزيد من المال، إلا إنه هذه المرة الأمر يستحق ثمن التذكرة، فقط يكفي مقارنة Doctor Strange 2016 بالفيلم الذي عرض في 1978 وكان يحمل نفس الاسم، المؤثرات بحكم الزمن مبهرة حاليا.
الممثلة تيلدا سوينتون تستحق إشادة كبيرة على دورها كمعلمة حكيمة حتى مع الانتقادات التي وجهت لاختيارها للدور، باعتبارها ممثلة بيضاء تؤدي شخصية يفترض أنها أسيوية ولكن عند مشاهدة الفيلم لن تجد سهولة في تذكر اسم ممثلة أسيوية تؤدي الدور بهذه الكفاءة، ولاحظ أن انتقاد اختيار ممثل أبيض لدور غير أبيض أصبح الانتقاد الأكثر تكرارا في أفلام هوليوود لدرجة تشعرك بأن العنصرية أصبحت ضد الممثلين البيض؛ ولا يفوت علينا الإشارة لعادة مارفل في استخدام ممثل قديم له وزن في الدور المساعد دوما في أفلامها، وهو عامل يزيد من قوة الفيلم في معظم الحالات.
نقطة الضعف بالنسبة لي في الفيلم كانت ريتشل ماكأدمز والتي بدت غريبة في الفيلم، فهي تلعب دور الطبيبة كريستين بالمر والتي يفترض أن تكون انعكاس يظهر مدى غرور البطل ستيفن سترينج في بداية الفيلم، ولكن مشاهدها قليلة وكان من السهل استبدال دورها بأي طبيب أخر في المستشفى، كذلك لم يكن هناك معنى من تغيير صفتها الأصلية عن الكومكس وهي الممرضة لتصبح طبيبة في الفيلم.
أما عن شرير الفليم كايسيليوس والذي يؤدي دوره مادز ميكلسون فكان مشكلة أخرى في الفيلم ليس لسوء الممثل ولكن على العكس، المشكلة هي أنه لم يتم استخدامه جيدا في الفيلم وكان يستحق مساحة أكبر ربما كان من الأفضل هذا بدلا من رحلة البطل الطويلة في النصف الأول من الفيلم، لو كان هذا حدث لربما كان لمارفل شرير له وزن يمكن إضافته لأفلامها فبعد 14 فيلما لا تجد بين أشرار مارفل سوى اثنين فقط حصلا على إشادة النقاد والجمهور معا وهما لوكي في Thor وزيمو في Captain America: Civil War.
الخلاصة
رحلة ممتعة من المؤثرات البصرية وممثلين مميزين بعضهم لم يحصل على مساحة كافية، ممتع للغاية في النصف الثاني.