حوار| أحمد مراد: مبحبش "أكروت" شغلي وفيلم "الفيل الأزرق" خدم الرواية
حب القراءة والإطلاع يجري في دمه.. خلال انتظاري أمام مكتبة ديوان فوجئت بقدومه مبكرا للميعاد ودخوله المكتبة لشراء كتاب جديد، إنه أحمد مراد رجل الروايات التشويقية، التي لاقت نجاحا كبيرا بداية من فيرتيجو وصولا لرواية 1919، ذاع صيته بعد روايه الفيل الأزرق التي تحولت فيلم بطولة كريم عبدالعزيز ونيللي كريم، ثم تحولت إلى عرض مسرحي راقص ومعرض صور.
يواصل مراد خلال هذه الأيام لكتابة سيناريو فيلم رواية "تراب الماس"، بالإضافة إلى إكمال رواية جديدة، بدأ في كتابتها منذ ما يزيد عن عام، الكاتب الروائي أحمد مراد يطلعنا على بعض من تفاصيل حياته ورواياته في حواره مع "دوت مصر".
هل عادة ما تصمم أغلفة رواياتك، لأن لديك خلفية عن الجرافيك والتصوير؟
عادة ما أسعى إلى ما هو أفضل، ففي بعض الأحيان، أحب أن أقوم بعملي بنفسي لأنني أمتلك رؤية أوضح للموضوع، فأجمع بين أنني الكاتب ومصمم الغلاف، وفي أحيان أخرى أستعين بأصدقائي الذين يمتلكون أفكار خارج الصندوق، أتوماتيكيا سأتجه إليهم، مثل: كريم آدم وآدم عبد الغفار وأحمد عاطف مجاهد.
ما الروايات التي صممت أغلفتها بنفسك؟
"1919" الطبعة الثانية، أول غلاف للفيل الأزرق، كان كريم آدم هو بطل الغلاف، لكنه من تصميمي، وكذلك "تراب الماس".
هل دراستك للسينما جعلت رواياتك أشبه بالسيناريو؟
تأثرت بكل شيء في معهد السينما، ومن خلاله استطعت الخروج بفكرة جيدة عن السيناريو والكتابة، وساعدني ذلك في فهم اتجاه الدراما العام، والتصوير كذلك أثرى العمل، وهذا مفيد لأي كاتب لأنه يجب أن يمتلك "عين لاقطة".
لماذا لم تفصح عن عملك داخل القصر الرئاسي، حتى كشفت في حوارك مع الجارديان عن ذلك؟
الجارديان عرفوا المعلومة، وفي أحد المؤتمرات، سألوني عن ذلك، فاضطريت للإفصاح عن أنني بالفعل عملت داخل القصر الرئاسي، ولكن الصحافة المصرية لا تتميز بالأمانة، دائما ما تحب أخذ الخبر وعمل عنوان فاضح وبالطبع ذلك غير أمين، فأخذوا العنوان وتم ترجمته بطريقة خاطئة، فتغيّر معناه.
الناس مش واخدين بالهم إني كتبت فيرتيجو وتراب الماس في ظل الوقت اللي النظام كان واقف على رجله، أنا مبتكلمش عن حد كنت بشتغل معاه، وإلا أكون بفقد أمانتي الشخصية، الرواية تقبل أن توضع خبرات متراكمة فيها، ولا أجد في أي منها شبيها لـ"كنت طبيبا لصدام" وغيره.
كيف انعكست تجربة عملك في القصر الرئاسي على تفكيرك؟
كل الناس نزلوا المظاهرات في 2011، وتناولوا الوضع من جهة معينة، أما أنا فقد رأيتها من جهة مختلفة شاهدت المظاهرة من الخارج، ومن داخل الشباك، كان هناك قليلون يمكنهم استيعاب المشهد بهذه الطريقة.
أنا أرى السياسة من منظور آخر، فالاحتكاك بالطبقة الحاكمة دائما يورث للشخص خبرة غير موجودة عند الشخص العادي، ويعطيه بُعد نظر لما يحدث في الدولة، هناك حالة استقراء أعمق من العادي.
هل تنبأت في "فيرتيجو" بما حدث في 2011 ؟
أنا لم اتنبأ، هناك طغيان لرجال الأعمال الشباب الذين امتلكوا وسائل الرفاهية بصورة كبيرة، فلا بد من توقع حدوث جريمة، وعندما تحدث جريمة بين رجال أعمال وتصفيات تكتشف أن ذلك يحدث بالفعل، التاريخ يعيد نفسه، دائما أي دولة يحدث بها طغيان أو تضخم في طبقة معينة يحدث فيها فساد، يمكن القول إنني استشعرت الأحداث.
هل الاستعانة بالموسيقى مثل تراك "تراب الماس" و"1919" يساهم في تسويقها بشكل أفضل؟
لا بد أن نحترم التطور الجيلي في بلدنا، اليوم الموسيقي على الإنترنت ويتفاعل الشباب معها، فلا يمكن تجاهلها لأنها عنصر من عناصر الزمن، السماعات في أذن الشباب باستمرار، يدل على أن آذانهم حساسة جدا، فلماذا لا ندخل ذلك العنصر، نحن نصنع فن سابع في السينما، فلماذا لا ندمج فنين مع بعضهما، القراءة والموسيقى، وننتج فنا جديدا.
الفكرة بدأت بمحمد ناصر، بعدما جاء من روسيا بعد دراسته الموسيقى، صنع لرواية "الفيل الأزرق" تراك، فاكتشفت حينها أن هناك ما يسمى "novel track"، التي تساهم في أن تقديم وجبة جيدة ويخلق جوا للرواية.
ما الشخصية الأقرب لك في رواياتك؟
كل زمن وله روايته وأشخاصه المفضلين، لو عن الوقت الحالي، فالأقرب هم أبطال رواية "1919"، لو في سنة 2007، فالأقرب أبطال "فيرتجو"، بمعنى أوضح، "دايما البيبي الجديد هو اللي على الحجر".
بعد تصريحك مع باسم يوسف في 2011 بأن أحمد حلمي يريد الاستعانة برواية تراب الماس، لماذا لم تتحول الرواية لفيلم حتى الآن؟ وماذا عن البوستر المتداول؟
لن أجيب لأسباب خاصة، لا أريد الإفصاح عنها.
هل تعتقد أن رواية "الفيل الأزرق" هي أكثر رواية أثرت في الجمهور؟ ولماذا؟
"فيرتيجو" تحوّلت لمسلسل وعلقت في الأذهان أيضا، أي رواية تخرج من نطاق الكتابة للسينما تُحدث قفزة، وتعلق في أذهان الناس التي لا تقرأ، وعن "الفيل الأزرق" فقد لاقت نجاحا لأنها تضخمت بسبب الفيلم.
هل ترى أن الفيلم خرج بالشكل الذي يخدم الرواية؟
خدمها جدا، لا يمكن وصف الفيلم بأنه ملخص للرواية، هناك من يرى الرواية من ناحية البطل، وآخر من ناحية البطلة وآخر من خلال الموسيقى، الفيلم في النهاية هو رؤية خاصة للمخرج وفريق العمل، وذلك يعني أنه قد لا يعجب كل القراء، لأن كل من قرأ "الفيل الأزرق" صنع لنفسه تخيلا خاصا لكل من "مايا ويحيى".
ذكرت قبل ذلك أنك تجلس مع أطباء لتخرج بمصطلحات دقيقة، هل نفس الشيء ينطبق على الخمور؟ ولماذا تهتم بهذه التفاصيل؟
أنا أحب أن أعمل بدقة، وأن أكون دقيقا في كل ما أكتبه، لذا أستعين بخبراء، لكي يصدق الناس الشخصية.