جيل التسعينيات وما أدراك ما التسعينيات
تعتبر شبكة المعلومات ومواقع التواصل الاجتماعي، المصدر الأول للحصول على المعلومة والتثقيف، وكثير من الجيل الحالي يتساءل كيف كانت الحياة دون تلك المفردات الهامة، التي أصبحت جزءا من مصادر التثقيف اليوم؟
في تلك السطور، نعود بالزمن إلى أواخر الثمانينيات وبداية التسعينيات، لنرى كيف استلهم جيل التسعينيات ثقافته من التليفزيون والكتب والسينما، من خلال بعض الشخصيات التي أثرت في وجدان وثقافة ذلك الجيل، قبل ذلك التطور التكنولوجي الذي نعيش فيه.
بابا ماجد
اسمه بالكامل ماجد جميل عبدالرازق، مواليد القاهرة عام 1936، حصل على بكالوريوس كلية الفنون الجميلة قسم ديكور عام 1962، ثم عمل مدرس تربية فنية بمدرسة ليسيه الحرية في مصر الجديدة.
عمل كمقدم برامج الأطفال بالتليفزيون المصري، وارتبط به العديد من جيل التسعينيات من خلال برنامجيه "بابا ماجد" و"يحكى أن".
لاقت برامجه نجاحا كبيرا، وظل يقدمها مع مجموعة كبيرة من الأطفال، الذين لم يتعدوا الخامسة، بينما هو كان قد اقترب من الخمسين، ليحكي لهم الحواديت بأسلوب هادئ وسلس لإيصال المعلومة والهدف من كل حكاية. كما تمتع بابا ماجد بشعبية كبيرة بين الأطفال، لحرصه المتواصل على السفر لمحافظات مصر المختلفة، للبحث عن المواهب في كل التخصصات والتسجيل معها وإبرازها.
وعمل كمدير عام برامج الأطفال بالتليفزيون المصري، ثم مستشار برامج الأطفال بدرجة وكيل وزارة، وكانت له إسهامات عديدة في مجال الفنون التشكيلية، فقدم عددا من المعارض منها بالقاعة المستديرة في نقابة الفنانين التشكيليين 1987، وبقاعة الفنون التشكيلية في دار الأوبرا المصرية 1996، وتوفي فى 26 ديسمبر 2010.
خالد الصفتي
اسمه بالكامل خالد السيد محمود الصفتي، كاتب ورسام مصري ساخر، حاصل على بكالوريوس الفنون الجميلة قسم ديكور، ويعد أبرز القائمين على صناعة الكوميكس المصرية في التسعينيات، والتي تصدر من خلال مجموعة روايات مصرية للجيب لدار نشر المؤسسة العربية الحديثة، وهي "فلاش" و"سماش"، حيث كانت تخاطب شريحة كبيرة من جيل الشباب، مقدما بها قصصا خفيفة، تعتمد على حسه الفكاهي والمعلومات الثقافية وألعاب الذكاء، من خلال شخصيات تشبه الكثير من تركيبة المصريين، مثل "المواطن المطحون" و"علام" و"ميدو".
له العديد من الكتب والعديد من الأعمال والإسهامات المتميزة في عالم الصحافة المصرية والعربية، كمجلة "علاء الدين" للأطفال، التي تصدرها مؤسسة الأهرام، ومجلات عربية مثل "سعد"، التي تصدر عن الرأي العام الكويتية، و"العربي الصغير" الكويتية، و"باسم" السعودية، و"أطفال اليوم" الإماراتية.
نجوى إبراهيم
بدأت كمذيعة في التلفزيون المصري عام 1965، وقدمت العديد من البرامج التلفزيونية منها"6/6"، و"اخترنا لك" و"فكر ثواني واكسب دقايق"، الذي استمر ونال نجاحا لأكثر من خمس سنوات متتالية.
كانت برامجها تشمل العديد من العناصر، التي تؤثر بشكل إيجابي على الجمهور، فكان المضمون والمعنى والرسالة، أهم ما تضم برامجها، خاصة التي قدمتها خلال الثمانينيات والتسعينيات. ومن أهم أعمالها "صباح الخير" و"مساء الخير"، اللذان قدمتهما مع الدمية "بقلظ"، فتحكي الحواديت وتعلم الأجيال من خلال عِبر يتعملون منها.
ولعل تلك الدمية "بقلظ"، التي أحبها الأطفال هي أبرز ما يتذكره الجمهور لها، خاصة الأجيال التي عاشت على برامجها، لذلك تعلق بها جيل التسعينيات وأصبحوا ينادونها باسم "ماما نجوى"، فأصبحت رمزاً يشاهده الكبار والصغار.
فيما بعد، أولت نجوى إبراهيم العمل الإعلامي التليفزيوني اهتماما أكبر، فعملت في التليفزيون المصري.
حميد الشاعري
ولد في 29 سبتمبر 1961، ويعتبر التوزيع الموسيقي أهم ما يميز مسيرته الفنية، فقد أبدع في هذا المجال كما لم يعط ويبدع في أي مجالٍ آخر، ليُعد فيما بعد حميد الشاعري أشهر وأنجح موزع موسيقيِ عرفته المنطقة العربية.
قام الشاعري بالتوزيع الموسيقي الكامل لأغلب الألبومات الغنائية الصادرة في الفترة التي امتدت من نهاية الثمانينيات وحتى مطلع التسعينيات، حيث كان في ذروة نجاحاته، كما اكتشف العديد من المواهب الفنية.
وتعد صناعة النجوم من أحد المهن الأخرى التي احترفها حميد الشاعري، فاستطاع اكتشاف المواهب الشابة، ومن ثم تسليط الضوء عليهم بتقديمهم إلى شركات الإنتاج، ثم الجماهير العربية، ليصبح العديد منهم الآن من انجح الفنانين على الساحة الغنائية.
كما تبنى نجاحات الكثير من المطربين والمطربات مثل عمرو دياب، مصطفى قمر، إيهاب توفيق، حنان، أميرة، هشام عباس، علي حميدة، حمادة هلال، علاء عبدالخالق، فارس، منى عبدالغني.
أحمد خالد توفيق
ولد في 10 يونيو 1962، اسمه الكامل أحمد خالد توفيق فراج، طبيب وأديب مصري، تخرج من كلية الطب في جامعة طنطا عام 1985 م وحصل على الدكتوراه في طب المناطق الحارة عام 1997م، ويعد أول كاتب عربي في مجال أدب الرعب، والأشهر في مجال أدب الخيال العلمي والفانتازيا، من خلال روايته الأشهر "ما وراء الطبيعة"، ببطلها رفعت إسماعيل، الساخر العجوز، والذي يظهر مدى اعتزازه بعروبته.
بعد ذلك، كتب توفيق سلسلة "فانتازيا" ببطلتها "عبير"، وأظهر خلالها مدى حبه للخيال العلمي، تلتها سلسلة "سافاري"، ببطلها علاء عبدالعظيم.
يعتبر أحمد خالد توفيق أحد مصادر ثقافة أدب الخيال العلمي والرعب لجيل التسعينيات. وفي نوفمبر 2004 انضم إلى مجلة "الشباب" ليكتب فيها قصصاً في صفحة ثابتة له تحت عنوان "الآن نفتح الصندوق"، كما أنه يكتب في العديد من الإصدارات الدورية.
مصطفى محمود
اسمه الكامل مصطفى كمال محمود حسين آل محفوظ، ولد في 27 ديسمبر 1921، وهو باحث وطبيب وكاتب مصري، تخرج من كلية الطب عام 1953، وتخصَّص في الأمراض الصدرية، لكنه تفرغ للكتابة والبحث عام 1960.
ألّف 89 كتاباً، منها العلمية والدينية والفلسفية والاجتماعية والسياسية، إضافة إلى الحكايات والمسرحيات وقصص الرحلات. ومن أشهر كتبه "حوار مع صديقي الملحد"، "رأيت الله"، "الروح والجسد"، "رحلتي من الشك إلى الإيمان".
كان يتميز أسلوبه بالعمق والبساطة في محتوى ما يقدمه، كما قدم 400 حلقة من برنامجه التلفزيوني الشهير "العلم والإيمان"، الذي تناول فيه العديد من المواضيع العلمية الشيقة المختلفة وعلوم الطبيعة والكون وغرائب الحيوانات وعالم الطفيليات وغيرها، فكان يتابعه الكبار والصغار ليصبح بمثابة نافذة ثقافية لجيل تلك الفترة.
شريف عرفة
مخرج ومؤلف، ولد في 25 ديسمبر 1960، تخرج من المعهد العالي للسينما في عام 1982، وهو ابن المخرج سعد عرفة، والشقيق الأكبر للمخرج عمرو عرفة.
أخرج شريف عرفة العديد من الأفلام السينمائية الهامة في تاريخ السينما المصرية، وعمل مع كبار النجوم منذ بداياته الفنية، مثل سعاد حسني وأحمد زكي وعادل إمام. كما اكتشف العديد من الوجوه السينمائية الشابة المعروفة، مثل علاء ولي الدين ومحمد هنيدي ومنى زكي ومحمد سعد، ونور وأحمد حلمي وغيرهم.
وشكل ثلاثيا ناجحا مع الفنان عادل إمام والمؤلف وحيد حامد، ليقدموا أنجح الأفلام السينمائية في التسعينيات، منها "اللعب مع الكبار، المنسي، الإرهاب والكباب، النوم في العسل، طيور الظلام". وتنوعت أفلام شريف عرفة بين السياسة والكوميديا والدراما، لتنقل قضايا وواقع عاشه جيل تلك الفترة.