هل يربط جسر الجواسيس سبيلبرج وتوم هانكس بأوسكار 2016؟
كثير من جمهور السينما في العالم يكفيه اسم الأخوين كوين في كتابة السيناريو للاهتمام بفيلم. نسبة أكبر بكثير يكفيها اسم ستيفن سبيلبرج كمخرج للاهتمام بفيلم. ونسبة أكبر وأكبر، يكفيها اسم توم هانكس كممثل للاهتمام بفيلم.
2015 سيشهد اللقاء الأول للثلاثة معا في فيلم جسر الجواسيس Bridge of Spies المنتظر عرضه في أكتوبر. ويعتبر الفيلم المحطة الرابعة لسبيلبرج مع توم هانكس بعد انقطاع أكثر من 10 سنوات، منذ The Terminal 2004 الذي يعتبره العديدون أضعف أعمالهما.
اللقاء الأول بينهما في الفيلم الحربي الشهير Saving Private Ryan 1998 لا يزال الأشهر والأفضل. حقق الفيلم وقتها ما يقرب من 482 مليون دولار عالميا، ونافس بشراسة على عكس المتوقع في الموسم الصيفي، رغم اختلافه شكلا ومضمونا عن التركيبة المعتادة تجاريا لأفلام الصيف.
فاز الفيلم أيضا بـ 5 أوسكار تتضمن أفضل إخراج لسبيلبرج، بالإضافة إلى (تصوير - صوت - مؤثرات صوتية - مونتاج). واكتفى بشرف الترشيح لـ 6 فروع أخرى، منها أفضل ممثل لتوم هانكس، بالإضافة إلى (فيلم - سيناريو أصلي - إدارة إنتاج وديكور - ماكياج - موسيقى تصويرية).
اللقاء الثاني في Catch Me If You Can 2002 المقتبس من قصة حقيقية عن النصاب فرانك آبيجنيل، ندين له بفضل كبير في تدشين نجومية ليوناردو دي كابريو. نال الفيلم ثناء النقاد، وحصد عالميا 352 مليون دولار، بالإضافة إلى ترشيحين أوسكار (ممثل مساعد لكريستوفر والكن - موسيقى تصويرية لجون ويليامز).
أما The Terminal 2004 فقد كان أقلهم حظا نقديا وجماهيريا. انتهى بتحقيق ما يقرب من 142 مليون دولار عالميا، ولم ينل شرف الترشيح في أي فرع.
السؤال إذًا هل سيواصل سبيلبرج وهانكس المشوار في اتجاة (الأقل)، أم سيصبح جسر الجواسيس محطة أمجاد أخرى؟.. ويزداد السؤال إثارة لأن المحاولة الأخيرة للأخوين كوين في كتابة سيناريو مقتبس عن قصة حقيقية، كانت في Unbroken 2014 مع المخرجة آنجلينا جولي، ولم ترقى النتيجة النهائية لاسمهما.
اقرأ أيضا: الكليشيهات تكسر جودة التنفيذ في Unbroken
تدور أحداث Bridge of Spies عن واقعة حقيقية أثناء الحرب الباردة عام 1957، عندما استعانت المخابرات الأمريكية بمحامي التأمينات جيمس دونوفان (توم هانكس في الفيلم) لتولي مهمة الدفاع قضائيا عن جاسوس سوفيتي تم القبض عليه على الأراضي الأمريكية، والقيام سرا بمفاوضات خطرة سرية مع السوفيت، لإطلاق سراح طيار أمريكي متهم بالتجسس لديهم، مقابل إطلاق سراح الجاسوس السوفيتي.
المهمة الصعبة لـ دونوفان لن تكون في شرق برلين فقط مقر التفاوض غير الآمن، بل أيضا في بلاده عندما يبدأ الإعلام والجمهور معاملته، باعتباره خائنا يسعى لإطلاق سراح جاسوس سوفيتي يستحق الإعدام.
مبدئيا إذا يتمتع الفيلم بطابع وطني واضح. وهو خط يسير عليه سبيلبرج للمرة الثالثة على التوالي، بعد فيلم Lincoln 2012 مع النجم دانيال دي لويس عن أحد أشهر وأهم رؤساء الولايات المتحدة، وWar Horse 2011 الذي دارت أحداثه خلال الحرب العالمية الاولى. الفيلمان نالا شرف الترشيح لأوسكار أفضل فيلم. وبكل تأكيد الطابع الوطني الأمريكي، عنصر قوة لإثارة حماس نسبة من المصوتين.
يملك توم هانكس ميزة مهمة تصويتيا هذا العام، وهي إحساس عديدين أن الأوسكار تجاوزته في الترشيح عن أدوار ممتازة في السنوات الأخيرة، على رأسها فيلمين في 2013 وحدها (Captain Phillips - Saving Mr. Banks). إذا قدم أداء ممتازا كعادته، قد يصبح الدور تذكرة ترشيح أوسكار جديد. آخر مرة نال فيها ترشيح، كانت عن Cast Away 2000.
يغيب عن فيلم سبيلبرج هذه المرة الموسيقار العملاق جون ويليامز بسبب ظروفه الصحية، ويتولى المهمة بدلا منه توماس نيومان، الحاصل على 12 ترشيح أوسكار سابقا، دون فوز واحد. آخر مرة ظهر فيها فيلم لسبيلبرج بدون موسيقى ويليامز، كانت في The Color Purple 1985.
بعيدا عن الجوائز والتذوق الأمريكي للفيلم جماهيريا ونقديا، يظل سبيلبرج صاحب مجموعة من أفضل الأفلام ذات الطابع السياسي في السنوات الأخيرة، وعلى رأسها Munich 2005 الذي تم ترشيحه أيضا لأغلب الفروع الرئيسية. أفضل إنجازاته كمخرج تحققت في Schindler's List 1993 الذي دارت أحداثه أيضًا عن فرد في مهمة انقاذ أثناء ظروف حرب صعبة.
ونظرا لاسم سبيلبرج وتاريخه وطبيعة أعماله، سيتمتع الفيلم غالبا برؤية شبه حيادية مساوية للطرفين (الجاسوس السوفيتي - الطيار الأمريكي). وهو ما تأكد نسبيا مع الإعلان.
الإعلان يتحدث عن نفسه، وستلمح في 3 دقائق فقط مع سبيلبرج، معالم جودة واضحة في عناصر مثل (التصوير - الأزياء - الصوت - وغيرها). آخر 3 أفلام درامية في أجواء تاريخية له حققت سجلا حافلا من الترشيحات:
12 ترشيحا - Lincoln
6 ترشيحات - War Horse
5 ترشيحات - Munich
من غير المتوقع أن يحقق Bridge of Spies في المتوسط رقم أقل من أقرانه.
Trailer