التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 12:09 م , بتوقيت القاهرة

ألف مشهد ومشهد (33)

حسب الله السادس عشر، قد إيه الشخصية دي مصرية صميمة، زي ما بـ يقول كتاب "المصريين أهمه" فصل "أقرع ونزهي" أو "عريان الطـ** ويحب التأميز ويقول لك باب الخمارة منين".



الشخصية دي لعبها طبعا عبد السلام النابلسي، اللي مش عارف إزاي ما عملوش حياته مسلسل في هوجة مسلسلات السيرة الشخصية، دي حياة لُقطة لـ أي كاتب دراما.


أهله قضاة فلسطينيين، بس هو بـ يتولد في لبنان، وأهله يبعتوه يتعلم في الأزهر الشريف على أساس إن مصر أم الدنيا، والأزهر أبوها، فـ جه واتعلم القرآن واللغة العربية، فـ منها دخل على الصحافة، ومن باب الصحافة دخل عالم السينما يعمل أي حاجة، يمثل، يساعد في الإخراج، كوميدي تراجيدي بدوي أي اختراع.


بعد نهاية الحرب العالمية التانية، الطلب زاد ع الكوميديا، فـ لقوه شغال، وأكتر واحد قدمه هو صاحبه فريد الأطرش، فـ ساب كل حاجة في السينما إلا تمثيل الكوميديا. ومن ساعة ما بدأ يتشهر ويبقى له سعر المصايب ما سابتوش.


أولكشي، عاش النابلسي معظم سنين عمره مريض قلب، المشكلة مش هنا، فيه ناس كتير مرضى، المشكلة إن ده مكنش معلن لـ أي حد، كان خايف يقول كده علشان المنتجين ما يبطلوش يطلبوه في أفلام، لـ إن مريض القلب يعني ممكن يتوفى في أي لحظة، ودي خسارة كبيرة، كمان مش هـ يقدر يعمل مجهود كبير في التصوير.


أيوه، الممثل بـ يعمل مجهود كبير قوي في التصوير.


فـ تخيل حضرتك إن واحد يبقى مريض قلب، ويتصرف كأنه مواطن سليم، مهما تعب، مهما حصل، مهما اتفشخ شغل.


بس دي مش المصيبة الوحيدة، دي يمكن الأقل، المشكلة لما الضرائب أواخر الخمسينات طالبته بـ مبلغ لو حسبناه بـ أسعار النهارده يزيد على 10 مليون جنيه، وواضح إن الضرايب مكنتش وقتها بـ تهزر، لأن الموضوع ده اتكرر مع فنانين كتير، وفنانين تقال، بس مش كل الفنانين طبعا.


كان قدام النابلسي يا الدفع يا الحبس، بس هو اختار الاختيار التالت، الهرب، ساب البلد،وراح قعد في لبنان، قعد بس ما تقاعدش، اعتدوا عليه هناك في تنشيط حالة السينما، وهو اعتمد على صباح اللي كانت بـ تعشق تراب لبنان، وفعلا الحياة اتطورت والأمور مشيت شويتين، وقدر يكوّن فلوس كويسة تاني، والأوضاع استقرت، وقلبه هدي، فـ قرر يحسم ملف تاني، وهو حبه لـ واحدة مسيحية، فـ اتجوزها.


أهلها اعترضوا، وحصلت مشاكل، وصلت لـ ساحات المحاكم، وتدخل الملحن فيلمون وهبة، وفي الآخر حلوها عرفي، وعاشوا مع بعض، بس الحياة هـ تسيبه كده؟


لأ.


البنك اللبناني اللي حط فيه فلوسه كلها فلس، وبـ التالي ضاعت تحويشة العمر التانية، بعد ما ضاعت تحويشة العمر الأولى، فـ ما قدرش قلبه يستحمل المرة دي، وقضى أواخر أيامه في حالة آلام رهيبة ومعاناة، وربنا افتكره سنة 1968.


النابلسي كان أساسي مع حليم، واشتغل معاه أفلام كتيرة، لأنه كان أحسن واحد يلعب دور صديق البطل، لـ درجة إنهم لما حبوا يستغلوا نجاحه، فـ عملوا له فيلم يبقى فيه هو البطل، ما نجحش. كان فيلم "حلاق السيدات".


اشتغل النابلسي مع حليم، ولما مشي كان حليم داخل يصور "معبودة الجماهير" وكان المفروض يعمل الدور اللي عمله فؤاد المهندس، بس ما لحقش.


في "شارع الحب"، عمل أهم أدواره في وجهة نظري، لأنه مكنش مجرد صديق لـ البطل، ده لعب شخصية من الشخصيات اللي تحسب لـ السينما المصرية عموما، وما اتكررتش، مع إن النابلسي لمح لمحات منها في أفلام تانية.


نتكلم بقى عن حسب الله السادس عشر
بس مساحة المقال خلصت
يبقى بكرة بقى


صباح الفل