كيف أثارت نهلة النمر إعجاب حضور "تيدكس"؟
أغمضت عينيها مع ابتسامة خفيفة، وبدأت تتذكر أول أيام طفولتها، عندما تغير اسمها أمام كل التلاميذ في فصلها، وسمعت وهي في الصف الرابع الابتدائي، لقب "النمر" يذيل اسمها للمرة الأولى.
تحكي "نهلة النمر": "بالنسبة للأيتام، تغير الاسم أمر عادي. إلا أن حدوث ذلك أمام زملائي في الفصل، ودخولهم في نوبة ضحك وسخرية، جعله إحدى الذكريات السوداء، التي ساهمت في تحويلي لفتاة هادئة قليلة الكلام".
أمام الحاضرات لفعاليات Tedx women cairo، عرضت نهلة النمر، مسؤولة المتطوعين في "وطنية"، إحدى صورها وهي طفلة، وكتبت تحتها "يتيمة الأب والأم"، تلك الجملة التي حُبست فيها "نهلة" وحاولت الهرب منها طوال السنوات الماضية، وظل الجميع يقف مانعا، بينها وبين التعامل في المجتمع، كأي شخص آخر.
كسرت نهلة الحاجز لأول مرة، عندما دفعت كل ما كان في حصالتها، وهو 15 جنيها، لتنقل ملفها من مدرستها الإعدادية، لمدرسة ثانوي عام، وتهرب من المصير المحتوم على كل فتيات الدار، بدراسة التمريض بعد الإعدادي، واعتبرت نجاتها بهذا الاختيار، أول نجاح لها، في الوقوف خارج دائرة "يتيمة"، والتعامل كـ"نهلة النمر".
ربما تبدو ذكريات "نهلة" عن طفولتها مؤلمة، إلا أنها حولت تلك الذكريات، إلى خبرة واقتراحات، ساهمت في تغيير الكثير في حياة أيتام المستقبل، حيث استطاعت من خلال عملها في وطنية، أن تدرب المتطوعين على العمل مع الأيتام، بالشكل الآدمي غير الجارح، الذي حرمت منه.
حازت تجربة نهلة على أطول فترة تصفيق من الحاضرات، في الفعاليات، كما عبرت لها الفنانة هند صبري عن فخرها، في التحدث بعدها، والتواجد معها في نفس الحدث.
كان لنهلة حلم صغير مشروع: أن تحكي مغامراتها مع أخوتها في البيت، فيضحك الجميع، دون أن ينظر لها أحدهم بشفقة، أو يوقفها في منتصف إحدى المغامرات، ليتساءل عن يتمها، وعن حياتها في دار أيتام، وهو ما استطاعت تحقيقه فقط، عندما خرجت عن "الركن"، وبدأت تغير بيدها، سلوكيات المجتمع تجاه اليتيم.
نهلة النمر في حديث لدوت مصر عن أضرار الاعلانات على اليتيم: