بروفايل| سامي رافع.. صاحب التوقيع المميز على محطات المترو
باللغة العربية والإنجليزية لا يغيب توقيعه عن جدران 19 محطة بالخط الثاني لمترو الأنفاق "شبرا- المنيب".. قد لا يعرفه كثير من ركاب المترو، ممن يرون اسمه يوميا.الرجل الذي استمر في العمل المضني لمدة 6 سنوات، ليتمكن من وضع إمضائه على جدران محطات وسيلة المواصلات الأكثر شعبية في القاهرة.
سامي رافع أو Sami.R، حسب توقيعه، وجد فرصته في إعلان، في الذكرى الأولى لحرب أكتوبر، عن مسابقة فنية لتصميم نصب تذكاري يخلد ذكرى الجندي المجهول، وتقدم لها، ليفوز ويعرض التصميمات على الرئيس الأسبق، أنور السادات، الذي أعجب بها بشدة، ما دفع المهندس عثمان أحمد عثمان، وزير الإسكان في ذلك الحين، عندما شعر بإعجاب السادات أن يقول: "ده اختراع يا ريس".
استغرق العمل في النصب التذكاري 5 أشهر تقريبا، وافتتحه السادات في ذكرى حرب أكتوبر 1975، وهو عبارة عن 4 حوائط متقابلة عند القمة على شكل هرمي، في إشارة إلى أهرام مصر، وتكريسا لفكرة الخلود المستلهمة من الحضارة الفرعونية.
يعتز، الدكتور سامي رافع، المولود عام 1931، والحاصل على بكالوريوس كلية الفنون الجميلة عام 1948، ودبلوم أكاديمية الفنون الجميلة بفيينا قسم الديكور المسرحى 1966، وتولى رئاسة قسم الديكور بكلية الفنون الجميلة بالقاهرة، وأقام العديد من المعارض الفنية، بالنصب التذكاري، حتى أنه اختاره صوره لحسابه على "فيس بوك" منذ تدشينه حتى الآن.
أسند إلى رافع مهمة تطوير مسلة رمسيس الثاني الأثرية، التي كانت موجودة أمام مطار القاهرة الدولي ومصممة على هيئة دورين، فحول الجدران المحيطة بها إلى كتاب كبير، منحوت عليه معلومات باللغتين العربية والإنجليزية عن كل المسلات المصرية الموجودة بالخارج.
كان من الطبيعي أن يُختار رافع ليكون مصمم رسوم جدران محطات المترو، والتي تبلغ مساحة الرسوم فيها 3250 مترا مربعا.
ويقول عنها: "قد يتعجب كثيرون عندما أقول إن تصميم محطات المترو كان أصعب بالنسبة لي من تصميم النصب التذكاري، لأن كل محطة تطلبت مني إجراء دراسات حول جغرافية كل منطقة وتاريخها والصناعات التي اشتهرت بها، حتى أعطي لكل محطة طابعها الخاص، الذي يخرجني عن التكرار وإصابة الجمهور بالملل، فمثلا عندما بدأت في عمل محطة روض الفرج، وجدت أن المنطقة اشتهرت بالمراكب والتنزه في النيل، فرسمت اللوحات الجدارية للمحطة تسيطر عليها المراكب".
ويضيف في حوار سابق مع مجلة نجوم الغلاف: "محطة سانت تريزا صممت لوحاتها على هيئة قلبين متعانقين هما قلبا المسلم والقبطي، ولأن الخلفاوي شهدت إقامة أول كلية للفنون الجميلة، فقد صممت لوحات محطتها على هيئة "بالتة الألوان"، التي تخرج منها ألوان كثيرة في شكل متناغم، أما محطة محمد نجيب فقد كان تحمل اسم محطة الأوقاف عندما صممت لوحاتها، لذا تجد هذه اللوحات تحمل كتابات إسلامية مثل: ما شاء الله وغيرها".
ويوضح: "وفي محطة الأوبرا، رُسمت العازفات الفرعونيات، وصممت لوحات محطة الجامعة على هيئة مصباح المعرفة، وكتب كثيرة على شكل فراشات تتجه ناحية الضوء، ولأن منطقة فيصل منطقة يغلب عليها الجانب الزراعي والفلاحين والجو الشعبي، فقد رسمت لوحات محطتها، وهي تحمل الفلاحين والأوز وعروسة المولد".
حرص سامي رافع في مسيرته الفنية على ربط فنه بالشارع، وكان شعاره الذي يردده دائما: "2 مليون راكب يوميا يشاهدون تصميماتي الجمالية في محطات المترو، متحفي هو الشارع".