التوقيت الإثنين، 25 نوفمبر 2024
التوقيت 06:47 م , بتوقيت القاهرة

مرة أقرب من الوريد ومرة أبعد من سابع سما

وألقاك مرة أقرب من الوريد ومرة أبعد من سابع سما، هل أصبح الرجل كشريط المطاط أو "أستك منه فيه"، يبتعد كثيرًا ثم يعود فجأة إلى نقطته الأولى! الشريط المطاط هو المثال المناسب للدورة الحميمية لدى الرجل، وهي دورة تشتمل على الاقتراب من المحبوب ثم الابتعاد عنه ثم الاقتراب من جديد وهكذا، وتندهش معظم النساء من رؤية الرجل حتى وهو متيم بامرأة يحتاج من آن إلى آخر أن يبتعد عنها، قبل أن يعود لها من جديد، ولا يدركن أن حاجة الرجل للابتعاد غريزية وليست قرارًا أو اختيارًا في بعض الأحيان، وليس ذلك خطأه أو خطأها وإنما هي دورة طبيعية. 


تشعر المرأة بخطر تجاه الرجل عند ابتعاده عنها والمفترض أنه أمنها وأمانها، فهي لا تبتعد عن الرجل إلا عندما لا تثق أنه قادر على فهم مشاعرها أو عندما يجرحها، أو يقوم بعمل ما يشعرها بالإحباط وخيبة الأمل، أما الرجل فيبتعد بالطبع لأسباب متشابكة لكنّه قد يبتعد تلقائيًا أيضًا، وينسحب عنها كشريط المطاط، ولكنه يرتد إليها بحماس وسرعة كشريط المطاط المشدود ولكن حاذر لسوعة الأستك.


قد يبتعد لأنه يريد أن يحقق حاجته للاستقلال، بعد أن يُشبع حاجته الحميمية، فعندما يقترب كثيرًا من المرأة يشعر أنه يفقد ذاتيته واستقلاله، ويشعر بالحاجة للابتعاد ليكون نفسه مرة أخرى، وعندما يشبع هذه الحاجة يعود بعدها تلقائيًا متعطشًا للحميمية التي كان عليها قبل الابتعاد ولا يحتاج وقتًا لإعادة اكتساب الحب من جديد.


اللافت للنظر أن الرجل حينما يبتعد فجأة إذا لم يتحقق له حاجته للابتعاد، فإنه لن يصل أبدًا إلى الرغبة القوية في الاقتراب من جديد .
من الأساس لماذا يبتعد الرجل؟!  


عندما يمتلئ قلبالرجل بالحب تتولد لديه فجأة الحاجة إلى الاستقلال، ويبدأ تلقائيًا في الابتعاد، بعكس المرأة تماماً متى ما أحبت اقتربت والتصقت، شعورًا منها بأنه هو أمنها وأمانها واستقلالها بل تنفصل عن العالم من أجله، أمّا الرجل فيتردد كالمطاط بين الحاجة إلى الحميمية والحاجة إلى الاستقلال، فالرجل يضيع في خرائط النساء، عند ابتعاده عن المرأة يعطش وعند اقترابه يغرق.


الصعوبة، كل الصعوبة، في تفهم المرأة واستيعابها وذكائها في التعامل مع الرجل في الابتعاد سواء كانت محبة أو عاشقة أو لها مصلحة في الاقتراب بشكل أو بآخر، هي من تستطيع أن تحدد طريقة التعامل المناسبة وكيف تمنح بقدر وتمنع بقدر، وهل تفضل امتلاك الكل أم الجزء أم التنازل نهائيًا عن هذا الرجل!!


وإن باتت فكرة الامتلاك الكلي للرجل غير واقعية هذه الأيام حتى لو كنتِ زوجة ولديكِ منه أولاد، كوني واقعية قليلاً فكل إنسان مخصص نفسه لعدة أشياء لا يستطيع أحد امتلاكه كليًا، أنتِ نفسك هو لا يمتلكك كليةً فلديك عملك وأبناؤك وأهلك وأصحابك وجيرانك فلست له وحده ككيان.


 اضمني له الابتعاد بشرط الاقتراب مرة أخرى مثل المطاط اتركيه أن يبتعد وأن يقترب إن كنتِ لا تريدي أن تخسريه فتشديه بقوة فيذهب مرة ولا يعود ويهترئ الأستك، محاولاتك الدؤوبة للحفاظ و الإبقاء عليه قد تكون عكسية تخنقه فتبعده أكثر، تعاملي بهدوء وثقة أن من يريد البقاء سيبقى ومن يريد الرحيل سيرحل مهما توسلت وارتجيت.