ركبت الفرق الفنية التابعة للقوات المسلحة، ونشا عملاقا لانتشال صندل الفوسفات، الذي غرق منذ أيام، وأعلن محافظ قنا أنهم تمكنوا من انتشال 90% من كمية الفوسفات الغارقة.

كان خبر غرق مركب تحوي على 500 طن من الفوسفات، قد أثار ضجة كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، لاسيما بعد الحديث عن أن الحمولة تحتوي على عنصر اليورانيوم، وحدوث أكثر من 320 حالة تسمم بالشرقية، والتي أجمع كثيرون على أن الماء هو السبب، وأكد بعض الناس أن هذه الشحنة تضر بحياة المصريين، بينما نفى آخرون، فأيهما أصح؟

يقول الدكتور خالد منصف، الحاصل على دكتوراه في إنتاج حمض الفسفوريك، إن هذا الحمض يستخرج من خام الفوسفور الذي غرق في النيل، مؤكدا على أن هذه العملية لا تحدث، إلا بعد إذابة الحجر بأحماض خاصة، ثم تُعالج لإنتاج سماد السوبر الفوسفات المستخدم في الحياة اليومية.

وأضاف أن خام اليورانيورم الموجود في هذه الأحجار لا يتعدى الـ200 جزء من المليون، وهو في حالته الخاملة وليست المشعة كما يقول بعض الناس، بالإضافة إلى أن باقي الصخرة تكون الأباتيت خام وفوسفات الكالسيوم، وهما من المواد صعبة التفكك بسهولة، والخام لا يذوب في الماء ونسبة الذوبان 0.02%.

وأكد منصف، أن حمض الفوسفوريك موجود في جميع أنواع المياه الغازية بنسبة 2%، وتشرب في صورتها الخام، مشيرا إلى أن الأمر ليس له علاقة بالسياسة ولا يضر المصريين.

أما الدكتور طاهر حجاب، أستاذ مساعد الصيدلة الإكلينيكية في جامعة كاليفورنيا للعلوم الصحية، فقال إن الصخرة التي غرقت في النيل، يطلق عليها "صخور رسوبية"، وهي تتكون نتيجة ترسب الأملاح التي لا تذوب في الماء، وحجر الفوسفات، الذي يتكون نتيجة تحلل عظام الحيوانات، وغالبا ما تكون هذه الصخور موجودة في أماكن مياه منذ بضع مليون سنة، وهذه الصخور لا تذوب بسهولة.

وأضاف أن الصخور الرسوبية عادة ما تكون خليطا من مواد مختلفة بسبب طريقة تكونها وتكون مختلطة مع الرمل أو السيليكا، لذا هل بحاجة إلى معالجة في أثناء التحضير.

وأوضح حجاب، أن الفوسفات موجود في الطبيعة على هيئة صخور رسوبية، اسمها الفوسفوريت Phosphorite، وهذه عادة ما تكون خليطا من مادتي الـHydroxyapatitte وهي نفس المادة التي توجد في عظام الحيوانات، وهي عبارة عن فوسفات الكالسيوم، ومادة أخرى يطلق عليها Fluorapatitte، وهي مادة مقوية للأسنان.

وأكد أن المادتين لا تذوبان في الماء، وللحصول على الفوسفات يجب استعمال حمض قوي مثل الكبريتيك (مية النار).

الهدف من هذا الشرح ليس القول بأن الأمور كلها تسير على ما يرام، فمياه النيل تتعرض إلى العديد من الملوثات اليومية، مثل الغسيل في الترع، والتبول، إلقاء مخلفات، كل هذه الأمور تؤثر بصورة سلبية على حياة المصريين.