اتحاد كتاب مصر ينعي الشاعر محمد الفيتوري
نعى اتحاد كتاب مصر، الشاعر محمد الفيتوري، اليوم الإثنين، مؤكدًا أنه كان من كبار مبدعي الأمة ومفكريها، وأن وفاته خسارة كبرى لمعنى العطاء والالتزام للثقافة واللغة العربية.
وأضاف بيان للاتحاد: "الشاعر سجل اسمه فى قائمة الخالدين من كبار مبدعي الأمة ومفكريها، وكافح من أجل شعرنا العربة وثقافتنا القومية وحقوق الأفارقة في الحياة والحرية والعيش الإنساني".
وتابع البيان: "يرى اتحاد كتاب مصر في فقد الفيتورى خسارة كبرى لمعنى العطاء والالتزام للثقافة وللغة وللقصيدة، فقد تمكن الشاعر العظيم بقلمه أن يزلزل معاني الظلم وممالك القهر لدى الاستعمار والعنصرية، وجسد القومية العربية، لا فكراً وإبداعًا فقط، بل حياة وانتماء وجنسًا كذلك، إنه مصري ليبي سوداني، تمتد جذوره في كل هذه الأقطار، وتشرب روحه من ثقافتها، ولم يحتمله بعضها فرحل عنها إلى غيرها، حتى استقر به المقام بالمغرب الشقيق في آخر جولاته وصولاته، من أجل الإبداع العربي، وحق الحياة للعرب والأفارقة وسائر المظلومين في الأرض".
محمد الفيتوري هو شاعر سوداني بارز، يعد من رواد الشعر الحر الحديث، ويلقب بـ"شاعر إفريقيا والعروبة". وتم تدريس بعض أعماله ضمن مناهج آداب اللغة العربية في مصر، خلال ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، كما تغنى ببعض قصائده مغنّون كبار في السودان.
يعتبر الفيتورى جزءًا من الحركة الأدبية العربية المعاصرة، ويعد من رواد الشعر الحر الحديث، ففي قصيدة "تحت الأمطار"، نجده يتحرر من الأغراض القديمة للشعر كالوصف والغزل، ويهجر الأوزان والقافية، ليعبر عن وجدان وتجربة ذاتية يشعر بها، وغالبًا ما يركّز شعره على الجوانب التأملية، ليعكس رؤيته الخاصة المجردة تجاه الأشياء من حوله، مستخدماً أدوات البلاغة والفصاحة التقليدية والإبداعية.
له العديد من الدواوين الشعرية منها، أغاني إفريقيا عام 1955، وعاشق من إفريقيا 1964، واذكريني يا إفريقيا 1965، وأحزان إفريقيا 1966، والبطل والثورة والمشنقة 1968، وسقوط دبشليم عام 1969، وسولارا "مسرحية شعرية" عام 1970، ومعزوقة درويش متجول عام 1971.
وحصل الفيتوري على وسام الفاتح الليبي، والوسام الذهبي للعلوم والفنون والآداب بالسودان، وتوفي الشاعر الكبير، مساء الجمعة الماضية، بأحد مستشفيات الرباط باالمغرب عن 79 عاما، بعد معاناة مع المرض.