الليلة الأخيرة
تبدأ القصة عندما تفيق سيدة من نومها لتكتشف أنها لا تعي ما حولها من أثاث أو ملابس ولا تعرف سبب مجيئها إلي هذا المكان ،لم تفقد الذاكرة وإنما لها ذاكرة لشخصية فتاة تستعد للزفاف ولكنها تكتشف أنها متزوجة من زوج أختها ولها منه إبنة،وتكتشف أن مر عليها 15 عام لا تعرف عنهم شيئاً .فاتن حمامة التي أدت الدور بحساسية شديدة ،بنبرات صوتها المتتشككة وملامح الإستغراب التي تكسو وجهها منذ صحوها علي حياة لا تعرف عنها شيئاً ،بدأت البطلة صراع الوجود لإثبات أنها "نادية" وليست "فوزية"كما يدعي زوجها شاكر"محمود مرسي" وكما يعاملها الجميع .
لا تعرف كيف باتت بالاسكندرية لتصحو من نومها بالقاهرة ،تذهب مع زوجها للاسكندرية وتغافله لتبحث عن وجه"نادية" القديم وتتعرف علي الشوارع التي تربت بها ومدرستها القديمة ومكان بيتها في "جليم" لكنها تكتشف أن بيتها لم يعد له وجود وأصبح أرضاً بوراً،لكن خطيبها السابق مازال موجودا لا يتعرف عليها ولكنها تعرف منه أن "نادية"قد ماتت .
في أكثر مشاهد الفيلم كابوسية تقف البطلة أمام القبر المكتوب عليه اسمها ،الحيرة التي تنتاب البطلة جراء ضياع الشخصية والوجود وفقدان ذاكرة 15 سنة ،تتضافر مع الصوت الواثق بداخلها أنها "نادية".
مجموعة العقد التي يضعها الفيلم تحرم المشاهد من اليقين ،فيظن في البداية جنون البطلة ثم يحتد الصراع بينها وبين زوجها من ناحية وبين الطبيب الذي استعانت به من ناحية أخري "أحمد مظهر" فتشك أنها فوزية كما يقول زوجها ،ثم تتشكك مرة أخري وهكذا حتي آخر دقيقة بالفيلم، . الفيلم الذي يمكن وصفه بالهيتشكوكي خلق توتراً ممتعاً في كل مرة ستشاهد فيها الفيلم حتي بعد حل اللغز .
الفيلم إخراج كمال الشيخ الملقب ب"هيتشكوك السينما المصرية"لتأثر أفلامه بالخط الاستقصائي والبوليسي ،سيناريو وحوار يوسف السباعي عن قصة السيدة المجهولة لمارجريت واين.