كيف أصبحت الشمبانيا رمزا لاحتفالات العالم؟
أصبحت الشمبانيا مشروبا أساسيا في معظم الاحتفالات الرسمية والخاصة بالعالم، ووسيلة لتسجيل بعض الإنجازات حول العالم، لكن هل فكر أحد لماذا أصبحت الشمبانيا رمز الاحتفال؟
تقليد له تاريخ
يعود تناول الشمبانيا خلال الاحتفالات إلى الأسر الحاكمة في أوروبا، بداية من عام 1789، وذلك حينما أصبح هذا المشروب الغالي الثمن رمزا لوضع هذه الأسر الحاكمة، وفق ما ذكره موقع "لايف ساينس" الأمريكي المختص بالعلوم والتاريخ.
وبعد أن كان هذا المشروب مقتصرا على الأسر المالكة في أوروبا، تحول إلى وسيلة الاحتفال الأساسية حينما تدق الساعة منتصف ليلة رأس السنة الميلادية لكثير من الأسر حول العالم، لكن كيف حدث هذا التحول؟
الثورة الفرنسية.. نقطة تحول
يشرح الموقع أن هذا النبيذ ذات الألوان الفاتحة ظل لفترة طويلة أحد وسائل الفخامة لدى الطبقة الارستقراطية والحاكمة في أوروبا، تعلق كولين جاي، أستاذ التاريخ بجامعة تكساس ومؤلف كتاب "حينما أصبحت الشمبانيا فرنسية" في 2003، "بعد الثورة الفرنسية أصبحت الشمبانيا جزءا من الطقوس الشعبوية العلمانية التي حلت محل الطقوس الدينية السابقة.
الانطلاقة من إنجلترا
يكشف الموقع أن هذا المشروب أُنتج في الأصل بإنجلترا، حيث تم تطوير تكنولوجية تعبئة وأغلاق المشروبات التي تحتوي على غاز ثاني أكسيد الكربون بداية من القرن 16، وفي عام 1662 قال العالم كريستوفر ميريت للجمعية الملكية في لندن إن إضافة السكر يعزز فاعلية الشمبانيا كمشروب غازي، كما أنه يزيد من بريقها، لكن تطلب تحديد كمية السكر المضافة قرنا من الزمن من أجل تجنب انفجار الزجاجة.
ولكن يوضح لونالد جاكسون، أحد الخبراء في مجال الخمور، أن النسخة الجيدة والحلوة من الشمبانيا ظهرت في باريس وانتشرت بين الطبقة الثرية، في حين فضل الإنجليز الشمبانيا الجافة، وأصبحت الشمبانيا الإنجليزية هي السائدة في معظم أنحاء العالم.
من القصور إلى ملاعب سباقات السيارات
وحول انتشار الشامبانيا وسط الطبقات الحاكمة، توضح كولين جاي "الملكية أحبت هذا المشروب الفوار، فلقد انتشرت أقاويل بأن هذا المشروب له أثار جيدة على جمال المرأة وذكاء الرجل".
وتحولت الشمبانيا إلى المشروب الأكثر انتشارا في العالم في نهاية القرن 19، حتى أصبح اليوم مشروب تخليد اللحظات الجيدة من تحطيم الزجاجات قبل انطلاق أول رحلة لسفينة إلى رمي كؤوس الشمبانيا على الأرض في حفلات الزفاف الروسية.
تقول جاي "في المجتمع العلماني، نعمل على تسجيل سعادة وقدوسية اللحظة، والشمبانيا تعطي هذه الرمزية"، مشيرة إلى أنه حتى فتح زجاجة الشمبانيا أصبح أمرا كافيا لتسجيل الاحتفال، على الرغم من أن البعض لا يتناولها.
وتتابع "العديد من لاعبي القوى وسباق السيارات يقومون بصب الشمبانيا عليهم، لكنهم لا يشربوها، لقد قلت أن الشمبانيا تعطي رمزية كبيرة".