صور| بعد إغلاق "رينسانس".. 4 ملايين أسيوطي بلا سينمات
اندثرت دور السينما في محافظات الجمهورية، وعلى رأسها "عاصمة الصعيد"، محافظة أسيوط، كما يطلق عليها البعض، باعتبارها شهدت إنشاء أول جامعة في صعيد مصر، بقرار من الرئيس الراحل جمال عبدالناصر عام 1957، كما تحتل المرتبة الحادية عشرة في إجمالي عدد السكان على مستوى الجمهورية بـ4 ملايين و248 ألفا و943 نسمة، حسب آخر إحصائية للجهاز المركزي للتعبئة.
وامتلكت أسيوط في العقد الماضي 4 سينمات، وأغلقت أولى تلك السينمات منذ ما يقرب من عشر سنوات، ولم تمر خمس سنوات حتى أغلقت السينما الثانية "رينسانس"، رغم أنها كانت الوحيدة الموجودة في المحافظة بعد إغلاق سينما النصر قبلها، إضافة إلى سينما مصر أو السينما الصيفي كما يطلق عليها.
سينما رينسانس أسيوط
وكانت سينما رينسانس المتنفس الوحيد لأهالي أسيوط، وإحدى الأماكن السياحية المهمة فيها، ولاسيما أنها تشهد إقبالا كثيفا خلال أيام العطلات والأعياد.
وأكد مصدر في شركة نهضة مصر، المالكة لسينما رينسانس، أن "الشركة قامت ببيع الأرض المبنية عليها السينما لأحد رجال الأعمال وآخرين بمبلغ 70 مليون جنيه، وتم دفع حوالي 40 مليون جنيه حتى الآن، والباقي سيتم دفعه بعد إيقاف النشاط، وبالفعل تم إيقافه منذ أكثر من شهر، وبذلك انتهى أي نشاط فني أو ثقافي في المحافظة دون وجود بديل".
وشهدت سينما "رينسانس أسيوط" في أبريل من العام الماضي وقفة لبعض فناني ومثقفي مصر، احتجاجًا على البدء في بيعها تمهيدًا لهدمها وتحويلها إلى مول تجاري.
وشاركت في الوقفة الناقدة، نجوى العشري، والشاعر ماجد يوسف، والفنانة وفاء الحكيم، والباحثة في التراث، الدكتورة إيمان مهران، والفنانة والمطربة نهلة، والمخرج المسرحي، الدكتور هشام عبدالحميد، والفنان التشكيلي، أحمد الجنايني، وعدد من المثقفين والصحفيين في المحافظة.
سينما مصر بأسيوط
أما السينما الثالثة في أسيوط، "سينما مصر" أو السينما الصيفي، كما يطلق عليها البعض، التي تعد من أقدم دور السينما وأعرقها في المحافظة، أنشئت أيام الرئيس الراحل، جمال عبدالناصر، وأغلقت منذ أكثر من 10 سنوات بعد أن بيعت لمستثمرين، نظرا إلى ملكيتها لإحدى عائلات المحافظة، وأقيم بدلًا منها برج سكني لا يزال تحت التجهيز، وأغلقت لعدم وجود أي عائد، ولاسيما أن "سينما رينسانس أسيوط" كانت في الشارع ذاته المتواجدة فيه، وهو شارع 23 يوليو.
سينما النصر بالقوصية
أما السينما الرابعة في أسيوط، وهي سينما "النصر" بشارع الجلاء في القوصية، التابعة لوزارة التقافة، أغلقت قبل 4 أعوم، وأنشأها الإنجليز في العام 1956، ولم توفر عائدا ماديا مناسبا، ما تسبب في إغلاقها، ونظرا إلى ملكيتها لورثة إحدى العائلات في أسيوط، وحُولت إلى مركز تجاري، رغم كونها تحت رعاية وزارة الثقافة، التي لم تعطِ الحق لأي أحد باستئجار المكان.
وقال محافظ أسيوط ياسر السوقي، في تصريح لـ"دوت مصر"، إن الأرض المقام عليها سينيما رينيسانس بأسيوط ملكية خاصة لأحد المستثمرين، ولا يحق للمحافظة التدخل في الأمر، مؤكدا أن المحافظة تسعى جاهدة لإيجاد بديل لدور السينيما المغلقة وتوفير البدائل بالتعاون مع وزارة الثقافة بعد إيجاد المكان المناسب.
قال مدير الهيئة العامة لقصور الثقافة بأسيوط، عبدالعال زهران، "إن جميع دور السينما التي أغلقت بأسيوط هي ملكية خاصة ولا تمت للهيئة العامة للثقافة بصلة، مشيرا إلى أهمية دور السينما بأسيوط، نظرا لأنها عاصمة الصعيد، وتمتاز بكثرة الشباب لوجود 3 جامعات بها، العامة والأزهر والعمالية، فالسينما مصدر ثقافى لا بديل عنه يتطلب تشجيعا ليواكب التطور التكنولوجي ويجب على الدولة ومؤسساتها تشجيع صناعة السينما.
وأضاف المدير العام أن مبنى قصر ثقافة أسيوط به قاعة تتسع لـ450 فردا للعرض السينمائي، ولكن ينقصها شاشات العرض والأجهزة، وناشد وزارة الثقافة ومحافظ أسيوط لدعم دار العرض السينيمائي بقصر الثقافة وتشغيل قاعتيها الصيفي والشتوي لتكون بديلا لأبناء المحافظة عن الدور السينمائية المغلقة.