التوقيت الأربعاء، 25 ديسمبر 2024
التوقيت 09:59 ص , بتوقيت القاهرة

الحرب الأهلية الأمريكية في 4 أفلام

لا تكاد كل دولة بعد بنائها إلا وتتعرض لحرب أهلية داخلية، بسبب دخول الفرق السياسية أو الدينية المختلفة فيها إلى صراع مسلح لفرض أهدافهم.


الولايات المتحدة الأميركية لم تكن استثناء من هذه القاعدة، فتكاملت الولايات الـ13، وواجهت بجيشها الوليد والموحد الجيش البريطاني العتيد، بهدف الاستقلال حتى نالته، بعد إعلان الاستقلال بأعوام قليلة، وتمت صياغة الدستور الأميركي بشكل يضمن نوعا من التوازن الدقيق بين الولايات المختلفة، آخذا في الاعتبار أحجامها المختلفة بشكل مثّل سابقة فريدة من نوعها في الأنظمة السياسية التي كانت سائدة في العالم الحديث.


وتغلبت هذه الدولة الوليدة على كافة المصاعب بمرور الوقت، ولكنها لم تستطع وقاية نفسها من شرور الحرب الأهلية التي اندلعت عام 1861، والتي كانت حربا مختلفة بعض الشيء، فهي لم تكن مرتبطة بمحاولة ولاية أو أخرى تغيير النظام السياسي للدولة أو عملية إعادة توازن أو توزيع للقوة، بل كانت لأسباب اقتصادية اجتماعية في الأساس.


لا يختلف أغلبية المؤرخين في اعتبار العبودية السبب الأساسي وراء اندلاع هذه الحرب الأهلية، ولولاها لما اندلعت هذه الحرب، فكانت التركيبة الاقتصادية والاجتماعية الأميركية تختلف عن مثيلاتها في العالم، فولايات الشمال القوية كانت تعتمد في الأساس على القاعدة الصناعية وبدرجة أقل الزراعة، وهو ما ساهم بشكل مباشر في خلق بيئة اجتماعية وثقافية مختلفة عن ولايات الجنوب التي اعتمدت على الاقتصاديات الزراعية في الأساس.


وفي السينما الأمريكية، شكّلت الحرب الأهلية تيمة شائعة قدّمت في أكثر من 100 فيلم.


"دوت مصر" يستعرض 4 من هذه الأفلام، التي تناولت الحرب الأهلية الأمريكية.
 


(The General (1926


كوميديا مدهشة من إخراج بوستر كيتون، وكلايد بروكمان، وبطولة بوستر كيتون، وماريون ماك، ومقتبس عن رواية لويليام بيتنجر، تحمل اسم The Great Locomotive Chase.


تدور أحداث الفيلم في أثناء الحرب الأهلية الأمريكية عام 1862، حول رجل يعمل على قطار بخاري، وفي طريقه للذهاب لحبيبته تندلع الحرب فجأة بين الشمال والجنوب. 


يدخل والد وأخو حبيبته التجنيد، وتطلب منه الالتحاق بالتجنيد، وإلا قطعت علاقتها به، ويهجم الشماليون على قطاره، ويختطفون القطار وحبيبته، لتبدأ محاولاته في استعادة الاثنين في أجواء الحرب، التي يشارك في تغيير مسارها دون أن يدري. وفي النهاية يتم تكريمه بمنحه رتبة عسكرية نظرا للمجهود الذي قام به.


  


 


(1939) Gone with the Wind


كان ديفيد سيلزنيك، منتج الفيلم، في رحلة بحرية عندما اشترت شركته حقوق إنتاج الفيلم عن رواية الكاتبة مارجريت ميتشل، وكان يساوره قلق حول مقدرته لتحويل فيلم عن الحرب الأهلية الأمريكية إلى عمل سينمائي ناجح، بعد حوالي 75 عاما على انتهاء الحرب.


الفيلم الذي تصدى لبطولته كلارك جيبل، وأخرجه فيكتور فليمنج، تدور أحداثه، مثل الرواية، حول انعكاسات الحرب الأهلية الأمريكية على المزارعين الجنوبيين، وصعود المجتمع الصناعي مع فرض قيم المنتصرين، وتحرير العبيد، وانهيارالمجتمع الإقطاعي، وتأثير ذلك على الأفراد عبر قصص حب متشابكة محورها البطلة الجنوبية سكارليت أوهارا، التي تُحب أحد ورثة الإقطاع في الجنوب آشلي ويلكس.

فاز الفيلم بعشر جوائز أوسكار، من بينها أول جائزة تمنح إلى ممثلة سوداء، هي هاتي ماكدانييل.



(The Birth of a Nation (1915


 من إخراج السينمائي الأمريكي الرائد دي دبليو غريفيث، وبعد مرور قرن كامل، لا يزال الفيلم علامة فارقة في صناعة السينما، ولكن في نفس الوقت لا يزال يثير الاستهجان والسخط، إذ يعتبر الفيلم خليطا من الإبداع والأفكار العنصرية البغيضة. 


تدور أحداث الفيلم قبل وعقب الحرب الأهلية الأمريكية، ويرتكز الفيلم حول عائلتان متحابتان لأبعد الحدود، وهما عائلة ستونمان من الشمال، وعائلة كاميرون من الجنوب، وعلاقات الحب والصداقة بين أفرادها، والتي تتلاشى شيئا فشيئا بسبب الحرب الأهلية، وتجبرهم على قتال بعضهم البعض وسط ميادين القتال، ما يؤثر بالسلب على كلتا العائلتين.


وترك الفيلم بصمة تاريخية كأول فيلم في التاريخ يعرض في البيت الأبيض، لكنه كان فيلما ثوريا لسبب آخر، كان في غاية الأهمية لأنه أول فيلم طويل يستخدم كثيرا من التقنيات الجديدة في صناعة السينما، فاستخدم الفيلم التصوير الليلي، واللقطات البانورامية الطويلة، والمونتاج، وكلها عوامل جاءت على مستوى راق جدا.


كما اشتملت مشاهد الحرب على إضافات كثيرة ومتنوعة، واقتبست كثير من مشاهده في السينما الحديثة، من فيلم "القلب الشجاع"، إلى فيلم "سيد الخواتم".


 



(Glory (1989


من إخراج إدوراد زفيك، ويروي قصة الفوج 54، وهو أول فوج من المتطوعين السود في جيش الشمال، الذي يحارب من أجل إنهاء عبودية السود في ولايات الجنوب الأميركية، بقيادة الكولونيل روبرت جولد شو، الذي يتردد كثيرا في قبول المهمة في البداية، إلا أنه يقبل بالنهاية لتكون بذلك أول فرقة للمحاربين المتطوعين من السود.


وتضم الفرقة أيضا حفار قبور أسود سبق أن أنقذ حياة جولد شو، إضافة إلى جندي متمرد هارب من العبودية وناقم على ما تعرض له من ظلم، وهذا الدور كان بطاقة حصول الممثل دينزل واشنطن، لأول مرة على جائزة الأوسكار كأفضل ممثل مساعد، ضمن 3 جوائز للأوسكار حصدها الفيلم.