التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 12:13 م , بتوقيت القاهرة

ألف مشهد ومشهد (15)

أكتر حاجة مضيئة بـ النسبة لي في فيلم "شمشون ولبلب" هي الأغاني، شيء مبهج فعلا، زي معظم أغاني شكوكو، والمعروف من أغنيات حورية حسن.



عندنا هنا أغنية لـ شكوكو (خليكو شاهدين يا بهايم)، وأغنية لـ حورية (من حينا)، وأغنية ليهم هم الاتنين وسط أهل الحارة كلهم (دقي يا مزيكا حسب الله). الأغاني كلها تأليف فتحي قورة وألحان محمد الكحلاوي، أيوة الكحلاوي بتاع لجل النبي لجل النبي.


الأغنيتين اللي غناهم شكوكو بـ ينتموا لـ عالم من الأغاني يخصه لـ وحده، وهو عالم يختلف حتى عن الأغنيات اللي غناها شكوكو في معظم أفلامه التانية، "رسميا" بـ يحبوا يسموها "مونولوجات"، لكنها فعليا بره التصنيف ده، يمكن هي بـ تتسمى كده علشان هي شبه المونولوجات في إن كلماتها "فاكة" من القاموس الرسمي، اللي صاغه عبد الوهاب وأم كلثوم ومن بعدهم جيل من المطربين "العاطفيين". ويمكن لأن شكوكو هو الفردة التانية لـ إسماعيل إله المونولوج عند الإغريق، ويمكن لأن شكوكو نفسه اشتغل مونولوجست لـ فترة.


لكن تجربة شكوكو الغنائية تلاقيها أكتر في عدد من الأغنيات (حوالي 36 أغنية) أنتجهم هو بـ نفسه، واداهم لـ "صوت القاهرة"، معظم الأغنيات دي من كلمات فتحي قورة، ومحمود فهمي إبراهيم، و الأكترية ألحان محمود الشريف، بس فيه ألحان لمحمد فوزي والموجي وشكوكو نفسه، ومعروف من الأغنيات دي: حلو الحلو اللي غناها سنة 1953. 


للأسف صوت القاهرة ضيعتهم، لولا هواة التسجيلات وظهور اليوتيوب، والحكاية دي ليها حكاية.


كنت جمعت الأغنيات من صوت القاهرة من حوالي عشرين سنة وأكتر، وبعدين في 2006، حسيت إنهم قدموا، فـ رحت أشتري نسخ جديدة، لقيت الشركة بـ تقول لي إنها ما عادتش بـ تطبعهم تاني. مش بس شكوكو، ده كمان خضرة محمد خضر والريس حفني أحمد حسن، وكنوز كتير بـ الشكل ده.


حبيت أستغل نفوذي كـ مشتري كاسيت عتيد، علشان أعرف آخد نسخ من الحاجات دي، فـ اكتشفت من مسئول هناك إن الشركة مش بس بطلت تطبع الأغاني دي كلها، دي كمان مسحت الأصل وسجلوا عليه حاجات تانية.


قلت ما بدهاش، وكلمت رئيس مجلس إدارة الشركة، وكان وقتها إبراهيم العقباوي، كلمته بـ صفتي المهنية كـ صحفي في "روز اليوسف"، وعملت معاه حوار طويل عريض (ما نشرتوش طبعا)، علشان أسأله عن الموضوع ده، فـ غضب جدا، وقال لي: يا أستاذ، نحن لا نزرع الشوك، ولا نضيع التراث الغنائي، التراث في الحفظ والصون.


ما كدبتش خبر، وقلت له: طيب يا إبراهيم بيه، ممكن آخد نسخ من الأغاني دي؟ ما استناش لما أسأل، وجاوب: طبعاااااااااا، عدي علي في المكتب بعد بكرة خد حضرتك اللي إنت عايزه.


طبعا حضرتك توقعت اللي حصل، إنه كلمني تاني يوم، وقال لي: واضح إن حضرتك عندك حق، الأغنيات فعلا ما بقتش موجودة. مش فاكر وقتها رديت عليه قلت له إيه، غالبا جت لي جلطة منعتني من الرد، يا نهار إسود يا بشر، بقى هي الشركة اللي عملوها على أنقاض تأميم شركة محمد فوزي؟!


بس ربنا يخلي لنا السميعة اللي اهتموا ونشروا أغلب التراث ده على يوتيوب وساوند كلاود والمنتديات المختلفة، فـ جمعتهم تاني، وأعدت نشرهم، بس فيه قد إيه من الحاجات الشبيهة؟ ومحتاجة قد إيه جهد؟ وقد إيه وقت؟ وقد إيه فلوس؟


يلا، المهم إن أغنيات فيلم شمشون ولبلب أو عنتر ولبلب ساهمت في إنه يفضل فيلم مهم في الذاكرة، وفيه حاجات كتيرة، ضروري نشاور عليها، فـ ابقوا معنا