التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 01:02 م , بتوقيت القاهرة

هل يمنع الرئيس مسلسلات رمضان؟

حتى وقتٍ قريب كان مسلسل الساعة السابعة مساءً على القناة الأولى موعدًا مقدسًا لأغلب سيدات مصر، كل شيء يجب أن ينتهي قبل الساعة السابعة، عندها تبدأ متابعة آخر التطورات في أحداث المسلسل، التعاطف مع البطلة الطيبة ضد البطلة الشريرة، توقع الأحداث، اقتباس الكلمات والعبارات التي تأتي على لسان البطلة، لا مانع من لعن المخرج إذا انتهت الحلقة عند مشهد مشوق!


المعنى أن المسلسل العربي، يلعب دورًا كبيرًا في ثقافة المرأة البسيطة، في تعاملاتها مع زوجها وأطفالها وجيرانها وزملائها في العمل، حدث هذا قبل أن تأتي الموجة التركي والهندي والصيني وقنوات الدراما التي امتلأت بمسلسلات فجّة شريرة معبأة بالشتائم والمكائد والضرب والقتل، لتزيح مسلسل السابعة، وتصبح هي فصول محو الأمية للسيدات في البيوت!


أنا من الفريق الذي يرى أن الفن المصريّ ضُرب في مقتل عن عمد، لكي لا يصبح لدينا فن جيد ولا عندنا نجوم نصدقها ولا موضوعات جذابة لكنّها في إطار يحمي الأسرة ويعيد صياغتها بشكل محترم ومقبول، مع الفريق الذي رأى كيف تم إغراء وإغراق الفنان بحقائب الفلوس التي كانت تأتي من جهات إنتاجية غامضة تطلب بدلا من المسلسل خمسة ومن الفيلم عشرة بشرط أن يتم التصوير فى أقرب فرصة وأسرع وقت، مع وضع أصفار كثيرة وجديدة أمام الأجر لكى يقبل، وقليل من الشروط في العمل لكي يقبل، كانت النتيجة انهيار سريع ليس فقط للصناعة، لكن الأهم للمواهب الحقيقية نفسها، التي وجدت ملايين الجنيهات تتدفق أمامها بدون سيناريوهات جاهزة ولا ورق يصلح، فأهدروا كل إبداعهم في كلام فارغ.


كانت هذه هي المرحلة الأولى قبل أن تبدأ المرحلة الثانية بكل خطورتها، وهي صناعة مسلسلات ليس فيها سوى أغرب وأسوأ الشخصيات والأفكار، لكي يتم تسويقها للمجتمع المصري لكي يقلدها وللمجتمعات الأخرى لكي تفهم أن الشخصية المصرية تدّهورت إلى حد القتل والعنف والتجارة بالجسد وبالممنوعات!


فُتحت من أجل تنفيذ الفكرة الشريرة عشرات القنوات الدرامية لتبث السلعة الرديئة على مدار اليوم وبدلا من المرة في الساعة السابعة، خمس مرات!


لم يعد لدينا إلا القليل جدا من المسلسلات التي يقاوم صناعها السقوط في الفخ، وغالبا تأتى رياح التسويق بما لا يشتهى أحد! أصبح لدينا مسلسل يتكلف 50 مليون جنيه، وإجمالى مسلسلات كل سنة تصل إلى مليار جنيه، لكي يتم بيعها بأقل من 300 مليون جنيه!


بحسبة بسيطة، ليس مهما 700 مليون جنيه ( أقل من 100 مليون دولار)، رقم بخس لو دفع سنويا لإفساد عائلة وأجيال!


الآن يقترب شهر رمضان المبارك، حيث يذاع حوالي 45 مسلسلا جديدا ، هل ينفذ صناع المسلسلات وعودهم لرئيس الجمهورية بتقديم مسلسلات ترقى لمستوى حلم مجتمع يرغب في الإصلاح والنمو ؟


وهل ينفذ رئيس الجمهورية تهديده الخفي بمنع عرض أي مسلسل تليفزيوني يخرج عن إطار القيم والتقاليد، ويفسد في مجتمع على حافة الانفجار؟ أيام قليلة ونعرف الإجابة.