"فرحي قرب وعايزة أعمل كرياتين! بس خايفة من إلي بسمعة عنه".. "عايزة أعرف الأسعار؟".. "احكوا لي تجاربكم مع الكرياتين؟".. أسئلة تتكرر كثيراً داخل بعض "جروبات" مواقع التواصل الاجتماعي، تطرحها سيدات وفتيات، تائهات بين حلم الجمال ومظهر الشعر الجذاب، ونصب مراكز التجميل تحت مسمى "الكرياتين الأصلي"، والذعر من أن تكون نهاية شعرهن على أيدي أحد هذه المراكز، وبين أخطار الأمراض القاتلة التي يتحدث عنها الأطباء.

أشهر انواع الكرياتين هو "الجلوبال" البرازيلي و"الجلوبال" الأمريكي، والجولد و inoar وبعض الأنواع الأخرى الأقل رواجاً، والأسعار تبدأ من 4000 جنيها للكيلو جرام الواحد، الذي يكفي 5 سيدات من صاحبات الشعر متوسط الكثافة والطول، وأما عن سعر معالجة الكرياتين في مراكز التجميل فتبدأ من 1200 جنيها، وتصل إلى  5000، حسب كثافة الشعر.

استطلع "دوت مصر" أراء عينة من السيدات اللواتي تستخدمن "الكرياتين"، فقالت ياسمين: "استخدمت الكرياتين أكثر من مرة على مدار 3 سنوات، أنا أثق في خبير التجميل الذي أتعامل معه، وهذا أهم شيء، لأنني أجريت تجربة فاشلة مع الكرياتين ونتائجة كانت سيئة، كان 3 أضعاف سعره الحقيقي".

أما أسوأ ما في الكرياتين، بالنسبة لـ"ميرال"، فهو أنه لا توجد قواعد للاستعمال، وتختلف نتائجه من نوع شعر لأخر، مضيفة "هذا ما حدث لي أنا وصديقاتي، أجرينا معالجة الكرياتين بنفس المركز، وتباينت النتائج بشكل ملحوظ.".

وتقول نرمين: "الكرياتين أسوأ ما عشته، فقد أجريت معالجة به قبل زفافي وندمت على النتائج الكارثية التي ظهرت بعد أول أسبوع، من جفاف وتقصف الشعر على الرغم من أن مركز التجميل من المراكز المشهورة بمعالجة الكرياتين.

من الناحية الطبية، يؤكد الدكتور منير ويليم لبيب، كبير جراحي التجميل، لـ"دوت مصر"، أن ما يدور حول أنواع الكرياتين وتدرج الجودة بين هذه الأنواع ما هو إلا خدعة، وكارثة تحلق فوق رؤوس النساء، المهووسات بمستحضرات التجميل. موضحاً أن للكرياتين ثلاث كوارث صحية. الأولى أنه يحتوى على مادة الفورمالين التي تسبب سرطان الجلد، والثانية أن هذه المادة تسبب العقم للسيدات وتدخل الجسم من خلال فروة الرأس، والثالثة أنه يؤثر على الصحة العامة للشعر ويسبب سقوطه ويوقف نموه، وكثير من السيدات انتهى بهم استخدام الكرياتين إلي الصلع النسائي.

ووجه الدكتور منير رسالة لكل  السيدات اللائي يترددن على مراكز التجميل بسبب وهم العلاج بالكرياتين، بأن أضرار الكرياتين مثبتة علمياً، وأن كل النتائج الإيجابية التي تسمعن عنها ما هي إلا مسألة مؤقتة، قبل أن تظهر أثار الكرياتين السلبية.

ومن الناحية الرقابية، قال محمود الدجوي، رئيس شعبة "أصحاب الكوافيرات" بالغرفة التجارية بالقاهرة، إن 70% من الكرياتين الموجود في السوق ومراكز التجميل مقلد غير أصلي وغير مطابق للمواصفات، والكرياتين الأصلي هو الذي يحمل علامة تجارية لصناعته البرازيلية، وفي المرتبة الثانية من حيث الجودة الكرياتين الأمريكي الصناعة.

وأضاف "ليست كل منتجات الكرياتين المضروب مهربة من الخارج، بل توجد بعض المصانع غير المرخصة في مصر تصنع الكرياتين وتطرحه بالأسواق ومراكز التجميل، والتفريق بين الكرياتين الأصلي والتقليد صعب، لأن الشركات التي تقلده خارج مصر، وغالباً ما تكون صينية، تتخذ له نفس العلامة التجارية والرقم التجاري، ولا يستطيع تمبيزه إلا متخصص في العلامات التجارية.

ويلقى الدجوي بالمسؤولية على وزارة الصحة، موضحاً أنها لا تتخذ موقفاً حازماً ضد هذه المنتجات ومصنعيها.

ويرى طارق الصغير، أحد المتخصصين في معالجة الشعر بالكرياتين، أن انتشار المنتجات المقلدة من الكرياتين أصبح أمراً في غاية السرعة، حيث أن كل نوع جديد ينزل الأسواق، بماركة تجارية جديدة يقلد على الفور، ويصعب على المستهلك التمييز بينهم، إلا عند التجربة. 

وأوضح أن الحديث عن أضرار الكرياتين مبالغ فيها، حيث أن الأمر يختلط على الكثيرين، فالمادة المضرة في الكرياتين هي الفورمالين، وأغلب النساء تعرفن أضرارها، وأصبحن يستخدمن الكرياتين البروتين فقط لمعالجة الشعر دون فرده بالفورمالين، ولكن بعض العملاء يفضلن فرد الشعر وليس علاجه فقط بالكرياتين ذات الـ 1% فورمالين، لأن الفورمالين الذي يصل إلي 6% يسبب الأضرار للشعر والصحة.