التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 02:09 م , بتوقيت القاهرة

في ذكرى رحيله.. العقاد قرأ في التنجيم والفلك والحشرات

في اللقاء التليفزيوني الأول والأخير الذي ظهر فيه المفكر الكبير عباس محمود العقاد على شاشة التليفزيون، يوم 22 يناير 1964، والذي نشره موقع "أصحاب إلى الأبد لحفظ التراث"، قال الراحل العقاد إن آخر كتاب له "ما يقال عن الإسلام" طبع منه 4000 نسخة، وكان وقتها يستعد لإصدار المجلد الأول من "اليوميات"، ويرى العقاد أن طريق الكتابة والثقافة ليس شاقا فحسب ولكنه بمثابة نضال يحفّز الهمة ويستثير الإنسان نحو المزيد، وأوضح العقاد أنه ما زال مستمرا في النيل من المعرفة.

العقاد أوضح أنه كوّن 4 مكتبات تبددت منها 3، مشيرا إلى أن أحد مكتباته ضاعت بسبب سفره المفاجئ، والأخرى في غضون الحرب العالمية العظمى، حيث سافر إلى السودان، وقرر بيعها بإرادته.

وقال إن في مكتبته 100 كتاب عن الحشرات وشدد على أن الكاتب يجب أن يقرأ ويوسع مجالاته المعرفية، ويعتبرالعقاد أن دراسة الحشرات أهم دراسة نفسية يجب أن يطلع عليها الإنسان، فالحشرة نسخة من الشخصية الإنسانية، وبالقياس على غرائز الحشرات نستطيع كشف النفس البشرية.

فاجأ العقاد جمهوره في لقائه التلفزيوني بأنه مطلع وقارئ جيد في علم الفلك وحساب الرمل والتنجيم، موضحا أنه استفاد من "التنجيم" في حملة انتخابية شهدها مع رفاقه حين ذهب في أحد الأعوام إلى الصعيد وجرجا وسوهاج وأخميم، وفي رحتله صادف مرشحا خطيرا، لأنه كان يكتب اسمه وأمامه يكتب "مرشح الله" وكاد هذا الرجل أن يكتسح الدائرة ويكتسح مرشح الوفد، وفي هذا أخرج له العقاد نجما غير النجم الذي كان يعول عليه، وقال إن عدد حروف الاسم الذي يعول عليه هذا المرشح تضاهي كلمة "مرشح يهان" والمرشح إما أن يكرم وإما أن يهان، وهذا وفقا لحساب الرمل.

هذا اللقاء النادر قدمته القناة الثانية، في سهرة رمضانية، مع المذيعة أماني ناشد من منزل العقاد، والذي رحل عن الحياة بعد أقل من شهرين من هذا اللقاء، حيث توفى في 12 مارس 1964.