من دينا لفتاة شبرا.. التشهير دون حساب
لم يعد مصطلح "فضيحة" قصرا على المشاهير وحدهم دون غيرهم. الزمن تطوّر، وكذلك أخلاق الناس، وقدرتهم على الرصد والتسجيل. جولة واحدة في "يوتيوب"، ستثبت لك ذلك. المواطنون العاديون أيضا أصبحت لهم "فضائح"، تتباين بين مقطع رقص لفتاة، ومشهد جنسي سرّبه أحدهم للانتقام، وصولا للمكالمات الجنسية، وتسريبات بعض الجهات الأمنية، دون أن تكون هناك محاسبة من أي نوع.
ومن الأمثلة على ذلك قضية الراقصة دينا ورجل الأعمال حسام أبو الفتوح، التي شهدت تسريب فيديو يجمعهما معا، ورغم أنها شغلت الرأي العام، إلا أن محكمة جنح مستأنف المعادي أسدلت الستار على قضية الشرائط الجنسية المتهم فيها أبو الفتوح، وقضت ببراءته من تهمة تصوير بعض السيدات عاريات أثناء معاشرتهن جنسيا دون علمهن، وأمرت المحكمة بإعدام الصور والشرائط المضبوطة.
وتطور الأمر إلى قضية تشهير أخرى، طرفاها رئيس نادي الزمالك حاليا، المستشار مرتضى منصور، والمذيع وعضو مجلس الشعب السابق أحمد شوبير، صرح خلالها منصور أن لديه "سي دي" صوتي فاضح لشوبير، متهما إياه أيضا بالسب والقذف بألفاظ يعاقب عليها القانون، وتقدم منصور ببلاغ إلى المستشار هشام الدرندلي، المحامي العام الأول لنيابات شمال الجيزة، وأرفقه بـ"سى دي" لتسجيل صوتي، لحوار تليفزيونى مدته 3 دقائق، ردد خلاله شوبير، وفقا لبلاغ مرتضى، ألفاظا خادشة بحقه.
من جانبه، نفى شوبير وقتها الاتهام جملة وتفصيلا قائلا: "اعتدت على مثل هذه البلاغات التي وصلت إلى ما يقرب من 40 بلاغا للنائب العام سأتخذ كل الإجراءات القانونية ضد كل ما ذكره مرتضى منصور".
ريهام سعيد و زينة
إضافة لما فعلته المذيعة ريهام سعيد خلال حديثها ببرنامج "صبايا الخير" عن قضية الفنانة زينة والفنان أحمد عز، الأمر الذي جعل زينة وقتها تتقدم ببلاغ ضدها كلف النائب العام المصري، على أثرها المستشار هشام بركات، نيابة جنوب الجيزة، بفتح تحقيق عاجل في البلاغ الذي تقدمت به الفنانة زينة ضد مدير قنوات "النهار" عمرو الكحكي، والإعلامية ريهام سعيد، والصحفي أحمد الهواري.
بسبب إذاعة الإعلامية، ريهام سعيد، لقاء إعلاميا مع الصحافي أحمد الهواري، تحدث فيه عن مشكلة الفنانة زينة مع أحمد عز، متهما عاصم قنديل محامي زينة، بتزييف الحقائق ونشر أخبار مغلوطة.
خالد أبو النجا
وعقب مهاجمة الفنان خالد أبو النجا للرئيس عبد الفتاح السيسي، تعرض لموجة من التشهير به عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ووسائل الإعلام، واتُهم بالمثلية الجنسية، وبالخيانة والعمل لصالح جهات معادية.
أعرب أبو النجا، وقتها عن استيائه مما وصفه بهجوم البعض عليه، وتكالب بعض الإعلاميين عليه، بسبب موقفه المعارض للرئيس عبد الفتاح السيسي.
وقال عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "حرية الرأي يجب أن تكون مكفولة أيا كان الموقف، والتشهير بشخص لأن له توجها معارضا، وتكالب بعض الإعلاميين ضده أخطر على مصر من الإرهاب".
جدير بالذكر أن الفنان خالد أبو النجا قد أعلن معارضته للسيسي، وشن هجوما عليه بسبب ما وصفه بقيامه بتهجير أهالي سيناء من منازلهم.
مني العراقي
وأعلن خلال العام الجاري مسؤول قضائي مصري، أن مقدمة البرامج المصرية منى العراقي بتلفزيون "القاهرة والناس" الخاص، ستُلاحق بتهمة التشهير ونقل معلومات كاذبة، على خلفية ادعائها بوجود حمّام عام يستقبل مثليي الجنسية لممارسة الفجور، وسيُنظر في إمكانية وقف برنامجها الذي تسبب باعتقال 26 شخصا تأكدت براءتهم لاحقا.
وكان الأشخاص الـ26 اعتقلوا 7 ديسمبر واتهموا بـ"ممارسة الفجور" في الحمام في وسط القاهرة قبل أن تعلن براءتهم في الثاني عشر من يناير.
وكانت الشرطة قد قبضت على هؤلاء في حمام عام في وسط القاهرة وهم نصف عراة، وصورت محطة "القاهرة والناس" عملية توقيفهم وبثت هذه المشاهد في وقت لاحق، ما أثار غضب مجتمع يعرف بأنه محافظ اجتماعيا، وهاجمت منظمات الدفاع عن حقوق الإنسان بث هذه المشاهد على التلفزيون.
وتباهت منى التي تقدم برنامجا أسبوعيا اسمه "المستخبي" بأنها كانت وراء كشف أمر هذا الحمام وإبلاغ الشرطة عنه في أثناء إجرائها تحقيقا استقصائيا عن "الإيدز وتجارة الجنس الجماعي" في مصر.
وبثت عبر صفحتها على "فيس بوك" مقطع فيديو لإعلان عن الحلقة الأولى من ضمن ثلاث حلقات لبرنامجها تتطرق إلى هذا الموضوع.
فتاة شبرا
ومؤخرا عرضت ريهام سعيد عبر برنامجها أيضا فيديو لـ4 شباب يعتدون على فتاة ويجردونها من ملابسها في شبرا، تحت شعار للكبار فقط، واستضافت الفتاة، باعتبار الأمر قضية رأي عام يستوجب عليها كمذيعة مناقشتها، مثلما فعلت سابقا في قضية زينة وأحمد عز، الأمر الذي اعتبره الكثيرون تشهيرا بالفتاة.
يحدث كل ذلك وتتوالى القضايا وتتسع دائرة التشهير دون محاسبة.. ليبقى سؤال واحد وهو إلى متى سيظل الإعلاميون يتناولون الكثير من القضايا التي تتسبب في التشهير لأطرافها دون محاسبتهم على ذلك؟