التوقيت الجمعة، 22 نوفمبر 2024
التوقيت 05:48 م , بتوقيت القاهرة

أفلام الأوسكار الـ 8 في فيلم واحد

لعبة (أفلام الأوسكار كلها في فيلم واحد) أحد ألعابي المُفضلة مع يوم الحفلة السنوي. أول مرة فكرت في اللعبة كانت أثناء مشاهدة حفل الأوسكار عام 2004. وللحفل وقتها ذكريات خاصة، باعتباره أول حفل تابعته في حياتي، بعد مشاهدة الـ 5 أفلام المرشحة لأوسكار أفضل فيلم بلا استثناء.


الإحساس المُنعش أنك تعرف أفضل مِن مَن، وأن لديك رأى ما مُسبقا أخيرا. لأول مرة دائما متعتها وذكرياتها الخاصة.   


بدايات الألفية لم تكن سرعات الإنترنت المتوفرة تسمح بالحصول على الأفلام، ولم تكن ظاهرة نسخ الـ DVD  قد توفرت بعد. وقبل الألفية لم تكن شرائط الفيديو سلاحا سريعا إطلاقا. في بعض الأحيان كان فيلم هوليوود المعروض عالميا أواخر عام 97  والمرشح لجوائز أوسكار في حفل 98، يبدأ عرضه في مصر صيف 98، ثم يعرضه الموزع فيديو في أوائل 99، مع بداية الحديث والتوقعات عالميا بخصوص ترشيحات العام التالي!



نترك ذكريات شرائط الفيديو، ونعود للعبة. الفكرة بسيطة جدا. أن تربط كل الأفلام ببعضها كما لو كانت قصة واحدة متصلة. الأمور كانت أسهل نسبيا قبل عام 2009  بسبب عدد المرشحين (5 فقط)، ثم ازدادت صعوبة بعد ذلك بسبب تعديل القواعد الذي سمح بوصول عدد الأفلام إلى 10.


لدينا هذا العام  8  أفلام تبدو شكلا بلا علاقة ممكنة إطلاقا، لكن بقليل من التحايل والتجاوز يمكن حتما حل اللغز، وصهرها في فيلم واحد.



1 - Boyhood


فيلمنا..
يبدأ بالبطل الصغير حياته البسيطة وسط أسرته، ولحظات تأمله الأولى للعالم. تجارب وخبرات ومشاكل فترة المراهقة. صبي آخر كالآخرين، يسأل نفسه ماذا يريد، وفي أى مجال يجد نفسه؟



2 - The Grand Budapest Hotel 


أثناء الرحلة..
سيجد في هذا العالم بعض البشر اللطيفة التي تستحق الثقة، وسيجد أيضا كل فئات البشر السخيفة. سيمر بمغامرات خفيفة مرحة كأي صبيّ آخر. سيتذوق قلبه الحب لأول مرة. وفي أقسى الظروف والأهوال، سيجد غالبا من يخفف عنه أعباءه ويحارب من أجله، ويمنحه الثقة في نفسه.



3 - Whiplash


الآن..
نضج وحدد حلمه، وبدأ السعي لتحقيق هدفه. لكن العالم أقسى مما يتخيل. المنافسة بين البشر أصبحت جحيما. لم يعد يكفي أن تكون جيدا. يجب أن تكون الأفضل. الأعظم. الأمهر. وعليك أن تتحمل كل الضغوط لأن كل أعذارك لا قيمة ولا وزن لها. 


علاقاته الإنسانية والغرامية وحياته الشخصية جزء من الثمن الذي يجب أن يدفعه لينجح ويكون الأفضل. لا يوجد وقتٌ للحب والتفوق في معادلة واحدة. ولن يترك نفسه ضعيفا مشتتا وسط عالم لا يرحم. عليه أن يترك شيئا ما خلفه لينجح في النهاية. يجب أن يكون آلة لا ترحم أيضا.



4 - The Theory of Everything
لكن...
ربما يكون العكس هو الصحيح. ربما لن يكفي ذلك، ولن ينجح نهائيا بدون نصفه الآخر. وسيكتشف بمرور الوقت أنه لا يمكن الاستغناء عن مساعدة الآخرين. وأن ما يحتاجه فعلا في هذا العالم الصعب، الذي يراه محطما كسيحا، ينتظر كلمة النهاية، هو دفء الحب ليواصل الحياة والكفاح. 



5 - American Sniper


ومع ذلك..
فحتى أقرب الناس إليه ونصفه الآخر، لن يفهم عالمه بشكل كامل. توجد مساحة لا يُمكن شرحها. عوامل لا يُمكن تفسيرها. مسؤوليات ارتبط بها ولا يمكنه الهروب منها. ربما يجب أن يفصل بين الجانبين. وأن يعيش حياته في نصفين مختلفين. لقد خٌلق من أجل هدف معين، وعليه أن يتحمل الأعباء وحده.



6 - Selma


للأسف..
كل هذا لم يكفِ!.. ربما إذا تواصل مع عدد أكبر من البشر سيصبح مفهوما. قد يكون الطريق الوحيد لتحقيق الحلم، هو الاعتماد على عدد أكبر من الناس، بدلا من العُزلة عنهم. أن يكون الحل الصحيح، في تحويل حلمك وهدفك، لهدف آلاف وملايين غيرك. 
 


7 - The Imitation Game


رغم براءة المحاولة..
اكتشف بعد كل هذه التجارب والمحاولات المؤلمة، الحقيقة المُرة أخيرًا. وعرف أنه وحيد في هذا العالم. وأن اختلافه أكبر وأعمق من أن يسمح له بأي تواصل حقيقي مع الباقين. الآن فهم أن للاختلاف ضريبة يجب أن يدفع ثمنها باهظا. وأن العالم لن يرحب أبدا بالمختلفين مهما قدموا من إنجازات.


الآن انتهى أمره، ولم يعد أحد يبالي أو يذكر أو يعرف ما حقق سابقا. الآن أصبح الكل ينتظر نهايته. بعد كل هذه الرحلة لا يزال مجرد بشري آخر. بل وللأسف أقل من الباقي. الآن جاءت لحظة دفع ثمن الاختلاف.



8 - Birdman


كيف انتهى به الحال هنا؟!.. هذا المكان بشع ورائحته مقززة. لا يُمكن أن يكون جزءا من هذه البؤرة الحقيرة. لا يمكن أن تكون النهاية بهذا الشكل المُخزي.  


سيعود ليثبت من جديد، أنه فعلا أفضل مما تخيلوا. لا يزال داخل هذا الجسد العجوز مقاتل حقيقي لن يستسلم، رغم كل الضغوط. وسيحلق من جديد فوق كل الحمقى، الذين توهموا للحظات أن أمره انتهى.


لمتابعة الكاتب