لماذا اختار السيسي برج القاهرة للعشاء؟
دعا الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، أمس الاثنين، نظيره الروسي فلاديمير بوتين، إلى مأدبة عشاء، لكن اختيار برج القاهرة ربما يحمل معه عدّة دلالات سياسية.
أولها: أن قصة إنشاء البرج تعود لعام 1956 أثناء العدوان الثلاثي على مصر. حينها أرادت الإدارة الأمريكية أن تستغل الموقف المصري الداعم للثورة الجزائرية ضد الاحتلال الفرنسي، فقامت بإرسال مبلغ من مال بهدف تغيير موقفها الداعم للثورة. كان ذلك ما ذكره المؤرخ جمال حمدان في مذكراته. أراد عبدالناصر أن تُستخدم الستة ملايين دولار في عمل برج يظلّ معلما تاريخيا لا يُمحى بالوقت. كان المستشار حسن التهامي هو من قام بتسليم المبلغ إلى الرئيس بنفسه. يقول المؤرخ العسكري اللواء جمال حماد: إن البرح حمل اسمين مختلفين، حيث أطلق عليه الأمريكان (شوكة عبدالناصر)، أما المصريون فأطلقوا عليه (وقف روزفلت) الرئيس الأمريكي آنذاك.
وبالرغم من احتياج عبدالناصر وقتها إلى المبلغ في تطوير البنية التحتية للدولة، إلا إنه أصرّ أن توظف النقود لخدمة بناء البرج وجعله مزارا سياحيا.
في كتابه "برج القاهرة.. أول مهمة قومية للمخابرات العامة المصرية" الصادر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، يروي اللواء عادل شاهين مؤلف الكتاب نقلا عن رواية مسجلة للتهامي: "في تقديري الشخصي، أنه إذا سلمنا بادعاء مايلز كوبلن – السفير الأمريكي – أنها هدية من الولايات المتحدة لمصر، فلماذا لم تأت هذه الهدية لجمال عبدالناصر، وهي مبلغ مالي كبير، عن الطريق الذي ينظم قبول الهدايا والمساعدات المالية بين الدول، وهو من خلال القنوات الدبلوماسية حتى يتم درء شبهة العطية المالية؟. وإنما جاءت على نحو مستتر، وفى أضيق نطاق من العارفين بها ومن خلال أحد كبار عملاء المخابرات الأمريكية، بل وفي الحقيقة على نحو سري مستتر يفتح باب الأقاويل والتساؤلات حولها".
أما الاحتمال الثاني، فيرجع لقيمة البرج التاريخية، حيث يصل ارتفاعه إلى 187 مترا، وهو أعلى من الهرم الأكبر بحوالي 43 مترا، ويُوجد في قمته مطعم سياحي يدور برواده لمشاهدة معالم القاهرة. كما أن البرج شديد القرب من دار الأوبرا المصرية التي شهدت الأمسية.