التوقيت الإثنين، 25 نوفمبر 2024
التوقيت 09:11 م , بتوقيت القاهرة

الواقع يهزم الخيال.. أحدهم أكل "قلب وكليتي" أبيه!

يدخل النقيب أحمد عطارد إلى مسرح جريمة جديد، خوف زملائه منعهم من تلويث آثار جريمة قتل فيها أحدهم عائلته زوجته وثلاثة أبناء، وقطع أجزاء منهم وداوم على طهيها وإطعام أبيه طاعن السن من لحم أحفاده.


قال الكاتب محمد ربيع، صاحب رواية "عُطارد" الصادرة عن دار "التنوير" في ديسمبر الماضي، إن هذا الجزء من الرواية مبنيّ على حادثة حقيقية وقعت قبيل الثورة، وإنّه أضاف تفاصيل أخرى لصناعة مدخل روايته التي تدور في القاهرة عام 2025.


والحادثة الوحيدة المشابهة لهذه القصة هي قضية المهندس شريف كمال الدين، الذي حُكم عليه في يونيو 2009 بالإعدام شنقا بعدما قتل زوجته وأبناءه، وحاول الانتحار خوفا من الفقر بعد خسارته في البورصة.


يقول ربيع على لسان بطل روايته الأخيرة النقيب أحمد عُطارد: "أثبتت التحقيقات والاعترافات أن الأب قتل عائلتَه بالساطور، ثم انتظر عِدة ساعات ريثما يحضّر لما بعد ذلك، أعد سكينا صغيرا، وقدور طهي متعددة، وقطع بصلا، وقشر ثوما، وعصر مقدارا كبيرا من الطماطم. ثم، بسكينه الصغير الحادة، قطع شفاههم وأنوفهم وآذانهم، واقتلع أعينهم، ثم قطع أجزاء صغيرة من السواعد والأفخاذ، واستأصل ثديي زوجته، ووضع الأعين في قدر صغيرة، والآذان والشفاه في قدر أكبر، وقطع اللحم في قدر ثالث، والثديين وضعهما في وعاء من الفخار، وأضاف ما قطعه من بصل، وثوم، وطماطم إلى القدور، وطبخ كل هذا في مطبخه. تصاعدت رائحة الطعام تشيرُ إلى طبخ لحم عيد الأضحى فلم يرتب الجيران في شيء، ورد الرجل على اتصالات الأهل متقبلا تهانيهم، بل واتصل ببعضهم مهنئا إياهم بالعيد، وعندما سألوه عن العائلة، قال إن أولاده خرجوا وزوجته تستحم.


كان معظم ما حدث مسجلا بالكاميرات، وجدنا تسجيلا للأب وهو يقطع قسما من فخذ زوجته، وتسجيلا آخر وهو يقطع، في طقوس استعراضية، ثدييها. وتسجيلا وهو يقطع ببطء وهدوء أنوفا وآذانا وأعيُنا. عدا الابن الأكبر، فقد تركه كاملا. قال الأب إن الفتى قاومه كثيرا، ومات وهو يعاني، لذلك لم يستحق التقطيع. ثم تسجيلا آخر وهو يضع كل نوع من اللحم في قدر، ثم يضيف الخضر والإضافات الأخرى ويقلب كل شيء. وتسجيلا طويلا للوعاء المعدني وغطائه الزجاجي واللحم ينضج على مهل فيه، وكان أطول تسجيل في المجموعة كلها.

لكن أفظع الصور كانت لأبيه، للجد الميتِ غارقا في أوساخه على الكرسي الوثير.

***
في الرواية يقول عُطارد إن "الناس تعجّبوا، كلهم تعاطفوا مع القاتل، قاتل أسرته هذا رجل من الطبقة المتوسطة، ميسور الحال، يعمل في وظيفة مرموقة، لا يتعاطى المخدرات، يدخن السجائر فقط، يملك شقة كبيرة في حي راقٍ، ويملك سيارتين، وأبناؤه يدرسون في مدارس أجنبية، وابنته الكبرى تخرجت من جامعة خاصة بتفوق. هذا المثل الأعلى للطبقة المتوسطة السعيدة، الرجل ذو المستقبل المؤمن، يحسدُه الكثيرون على حياته المستقرة وعائلته الجميلة".


الأحداث السابقة من خيال بشري بالطبع، إلا أن الفعل البشري يلكم الخيال بصورة أخرى، كان أول من اطّلع عليها ويحكيها حدّاد مقيم بعزبة الهجّانة، والذي استدعته الشرطة لفتح باب حديدي لمنزل يقطنه رجل يصلح الساعات اسمه محمد إبراهيم قتله ابنه حسن ذبحا، وقطع من أعضائه وطهى نصفها حسب قول الحداد، حسن لم يخسر أمواله في البورصة، و لم يسجل الجريمة على أشرطة فيديو، و لم يستقبل الشرطة التي استدعت حدادا لفتح الباب، بل اعتدى على أمين الشرطة هائجا، واتفق قاتل أبيه وقاتل أسرته في أنهما لم يحاولا الهرب، وأن كل منهما أكل لحمه.


 وخلال تحقيقات استمرت لأكثر من 5 ساعات اعترف حسن أمام العميد عبدالعزيز خضر بأنه يقيم مع والده بمنطقة عزبة الهجانة بمدينة نصر، وأنه يخلد إلي النوم كل يوم بحوزته سكينا اعتقادا منه بأنها تمنع عنه الكوابيس، و يوم الواقعة استيقظ في منتصف الليل وذهب لغرفة والده حاملا سكينه ثم قام بطعنه في رقبته طعنتين نافذتين وذبحه من الخلف، ثم قام بشق صدره، و بدأ في تقطيع أجزاء من جسده، وذهب إلي المطبخ ووضعها في إناء به زيت وقام بقليها".. حسب جريدة الجمهورية.


كتب ربيع في بداية روايته  مشهدا خياليا عن أكل أعضاء القتلى، ليؤسس لمستقبل بائس في القاهرة عام 2025، ورد الواقع بأنه ممكن أن يأكل أحدهم جثة بشرية في القاهرة عام 2015، لأسباب أقل تعقيدا، لنأمل ألا تقع الكارثة وألا نعذّب ساعتها كثيرا إن وقعت.