التوقيت الجمعة، 22 نوفمبر 2024
التوقيت 05:12 م , بتوقيت القاهرة

الختان البشري ..عادة أم طقس ديني؟

للختان مكانة خاصة لأصحاب الديانات السماوية الثلاث، ويقدر البعض بداية إجراء الختان بفترة 4000 قبل الميلاد  بينما يردها البعض إلى النبي إبراهيم حوالي سنة 2000 قبل الميلاد


الختان في الديانات


ويعتبر عند اليهود حكما إلهيا و"عهدا" إذ جرى ذكره في التوراة "أنت ستختن نفسك وهذا سيكون علامة العهد بيني وبينك. وجميع الذكور من نسلك، عندما يبلغون الثمانية ايام من العمر، يجب أن يجري ختانهم. وحتى الذين يولدون في بيتك أو تشتريهم بالمال من الغريب، وليسوا من نسلك".


ورغم أن شريعة الختان قد أسقطت في العهد الجديد أي أغلب الكنائس لا تلزم أتباعها بها ولا تمنعهم، بعض الكنائس البروتستانتية والأرثوذكسية المشرقية مثل كنيسة التوحيد الأرثوذكسية الإثيوبية والكنيسة القبطية الأرثوذكسية تفرض شريعة الختان على الذكور.



المسيحيون العرب يختنون ذكورهم، ويمارس أيضا المسيحيين الختان في الولايات المتحدة الإمريكية والفلبين وكوريا الجنوبية وأفريقيا تأثرا بالعادات الاجتماعية والثقافة السائدة.


في الإسلام


لم يأت ذكر الختان  في القرآن الكريم على الإطلاق،  ولكن يجري تنفيذه من جميع المسلمين، سنة وشيعة على السواء، والبعض يعتبره لا غنى عنه ليكون المرء مسلما، على الرغم من أنه يعتبر سنة. 


والمسلمون يفعلونه اتباعا للنبي إبراهيم،  ويعتبر المتدينون الختان شرطا من شروط الإيمان، ومقدمة للتطهر من "الأثم والنجاسة"


أصل عادة الختان


يرفض الكثيرون من الأطباء والباحثين نسبة ختان الإناث إلى الفراعنة ومنهم الدكتور محمد فياض والدكترة نوال السعداوى والدكتور سامى الذيب، ويرجعون عادة الختان إلى أنها ترتبط بنوع النظام الاجتماعى والاقتصادى السائد فى المجتمع وليس نوع البشر أو دينهم أو لونهم أو جنسهم أو عرقهم أو لغتهم، ويعتبرون الختان  مجرد بقايا النظرة العنصرية، ويقول الدكتور سامى الذيب صاحب أهم الدراسات عن الختان، إنه قد يرجع سببه للنظام الذكوري الذي يشرع تعدد الزوجات ونظام العبيد.


ويشير إلى كتاب الكاماسوترا الهندى الذى يتحدث عن كيف أن الرجل فى نظام الحريم كان لايمكنه أن يرضى جميع النساء اللاتى يمتلكهن، بفرض الختان على الإناث باعتباره وسيلة للحد من شهوتهن ومنع اختلاط أطفالهم الشرعيين بأطفال من رجال غرباء.


ويؤكد د.أحمد شوقى الفنجرى  هذا المعنى قائلا: "تعود هذه العملية إلى عصور الإقطاع حين كان الإقطاعى يمتلك الآلاف من البهائم والغنم إلى جانب المئات من العبدات والعبيد، وكان يعامل البهائم والبشر على السواء على أنهم ملك له، فكان يخصى الذكور من البهائم حتى لاتحمل الإناث وهن فى مرحلة إدرار اللبن، ويخصى الذكور من العبيد حتى لا يقتربوا من نسائه.


عادة غير مرغوب فيها


 يوجد اليوم في العالم تيار كبير، وهو يتعاظم يوما بعد يوم، يناضل من أجل إلغاء عادة ختان الذكور، وهم يحاولون استصدار قانون من الامم المتحدة يمنع هذه العادة، ويصنفها ضمن انتهاكات حقوق الانسان وحقوق الطفل، لكن قوى عديدة تقف في وجه هذا المشروع،. ولكن رغم ذلك فإن دولاً عديدة قد تبنّت هذا المشروع  وهذه القوى الجديدة والتي تضم منظمات وجمعيات كثيرة عاقدة العزم على النضال من أجل لقضاء على هذه الجريمة، وتعتبر نفسها من أهم قوى الإصلاح الإجتماعي في عصرنا، ففي المؤتمر الدولي للختان والذي عقد في جامعة ماريلاند عام 1994 وقف القس "جيم بيجلو" خاطباً: "نحن الروّاد. من قَبلنا الهمجيّة، ومن بعدنا تبدأ الحضارة".


ومن أشهر معارضو الختان في أيامنا: "مارلين فاير مايلوس" "شيلا كارين" "جورج دينيستون" "ستيفن سفوبودا"


ومن مصر: "سهام عبد السلام" و "نوال السعداوي" ومن فلسطين "د. سامي عوض الذيب أبو ساحلية"



 


تقول نوال السعداوي "باعتباري طبيبة ومنذ 10سنين ارسلت خطاباً لوزير الصحة وخطاباً آخر لنقابة الاطباء ادعو فيه الى الاستماع للحقائق العلمية التي تؤكد المخاطر التي تتعلق بختان الذكور وضرورة التوقف الفوري عن ختان الذكور لان من الناحية الفسيولوجية يتم قطع الاعصاب الموجودة في الغرلة، وغطاء القضيب المملوء أعصابا يمنع الامراض والقضيب مثل القلم لا بد من وجود الغطاء ومن دون هذا الغطاء يجف رأس القضيب وهذا غير صحي تماما ويؤثر في صحة القضيب والانسان بشكل عام وهذه العادة دخلت الى العالم عن طريق اليهود وهو ما يسمى بالعهد, وهو يقوم بين اليهود والإله يهوه وهو عبارة عن قطع الغرلة مقابل الحصول على ارض فلسطين .


ختان الإناث


في الإسلام  تعتبر قضية "ختان الإناث" ليست قضية دينية تعبدية فى أصلها، وإنما هى قضية طبية عادية، أى من قبيل موروث العادات، وذلك بحسب الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق، الذي أكد أن هذه العادة بين دول حوض النيل قديمًا، فكان المصريون القدماء وغيرهم من الشعوب فى حوض النيل يختنون الإناث، وانتشرت هذه العادة بين دول حوض النيل قديمًا، فكان المصريون القدماء وغيرهم من الشعوب فى حوض النيل يختنون الإناث. مؤكدا أن النبي محمد لم يَرِد أنه ختن بناته الكرام عليهن السلام.



مؤيدون 


 في السياق ذاته أقر البرلمان الألماني قبل عدة سنوات طلباً يدعو الحكومة إلى سن قانون يحمي ختان الذكور لأسباب دينية، إلا أنه دعا إلى الاعتماد على أطباء واستخدام مسكنات الآلام أثناء العملية. أقر طلباً بأغلبية من جميع الأحزاب الممثلة، يدعو الحكومة الألمانية لسن قانون يجيز ختان الذكور، وذلك رداً على قرار محكمة بمدينة كولونيا الألمانية اعتبر ختان الذكور جريمة يعاقب عليها القانون.


وفي 2008 أقرت منظمة الصحة العالمية وخبراء صحة دوليون اعتبار ختان الذكور وسيلة لمقاومة مرض الإيدز، وقالت المنظمة إنها ستضيف الختان الى قائمة الوسائل التي تستخدم لمقاومة المرض بعد أن اثبتت أبحاث أجريت في افريقيا أن الختان بين الرجال يقلل من خطر اصابتهم بفيروس الـ HIV بنسبة 50في المئة.


وبينما يعتبر البعض ان الختان عادة أكثر من كونها طقس ديني يعتبر رجال الدين اليهود أن الختان وسيلة مثلى لإضعاف العضو التناسلي عند الذكر وتخفيف اللذّة الجنسيّة وكبت الشهوة، ليس فقط عند الرجل بل أيضاً عند شريكته في العلاقة الجنسيّة.


ويعتبر ابن قيّم الجوزيّة : "أن في الختان تعديل للشهوة التي إذا أفرطت ألحقت الإنسان بالحيوانات، وإن عدمت بالكلّية ألحقته بالجمادات. فالختان يعدّلها ولهذا تجد الأغلف من الرجال والغلفاء من النساء لا يشبع من الجماع".