على هامش معرض القاهرة الدولي للكتاب، التقى "دوت مصر" بالأديب والروائي السوري خليل النعيمي، اليوم الثلاثاء، وفي حديث خاص حول السلطة الدينية، وتأثيرها على الرأي والإبداع، تحدث النعيمي عن روايته الجديدة "قصّاص الأثر" التي صدرت عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت وعمّان.

النعيمي قال إن روايته تناولت الاستياء الذي يصيب الراوي، ويجعله يغادر منزله أو البؤرة التي هو فيها، من أجل أن يلقى ربما حريته النهائية في الطريق، وفي هذا المعنى وصفها بأنها رواية "النزوح السوري" بعد الدمار الذي أصاب سوريا.

وحول الحجر على الرأي ومصادرة المعرفة، أوضح النعيمي أن الوطن العربي كله حجر على الكتابة والأخلاق والسلوك، وفي دول الشرق الأوسط لا يمكن للمواطن العربي أن ينال أي حرية، سواء في الاعتقاد، أو السياسة أو السلوك، أو التعبير عن الرأي، واصفا الوطن العربي في القرن 21 بالمجتمع غير النموذجي ، أن كل ما فيه يؤدي إلى قمع الفرد وتهميشه واستغلاله من قبل السلطة السياسة والدينية.

وأضاف الأديب السوري "منذ أكثر من 14 قرنا والإسلام يحاول أن يؤسس لدولة دينية، وهناك صراع عنيف بين السلطة الدينية التي تحاول أن تستولي على مفاتيح المجتمع وتخضعه للدوجما الدينية، والقوى السياسية التي تناضل من أجل تحرر الإنسان والمعرفة".

وعن صلاحية الدولة الدينية في الوقت الراهن، قال "يمكن قبولها منذ 10 قرون، لكن الآن لا يمكن بعد تطور الإنسانية أن نقبل بدولة دينية مهما كان"، مؤكدا أنه زار كل بلدان الكرة الأرضية، ووجد أن البقعة الأرضية الوحيدة التي تحاول أن تفرض هيمنة الدين على السياسة هي الوطن العربي، واصفا ذلك بـ"المخلفات الفكرية" بحسب تعبيره، لأن الدين عبادة، وكل إنسان حر في ديانته، لكن السياسة مختلفة وتخضع لقوانين وسلطة تشريعية وتنفيذية، ويتصور بحكم التطور الإنساني أنه من المستحيل أن تنجح تجربة إخضاع السياسة للدين، ولا مجال للدمج بين الاثنين.