التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 01:18 م , بتوقيت القاهرة

ديانات إفريقيا.. وسطاء من القرابين والجن والأقنعة

منذ أن دبت قدم الإنسان على الأرض وهو يتسائل عن معنى وجوده والسبب المحرك للكون من حوله، وعن الخالق الذي صنع العالم، وأصبح الدين هو الملاذ والحل، وإدراك الإنسان لوجود الإله كان مهما، وكانت للأديان أدوار أخلاقية واجتماعية وسياسية مهمة.


نعرف الكثير عن الأديان السماوية وعن أديان قديمة منتشرة في الشرق الأقصى، لكن في بعض مناطق من العالم في عمق إفريقيا هناك ديانات ونواميس لم يسمع بها أحد، قد تكون اندثرت ولم يقدر لها الاستمرار مع دخول المسيحية والإسلام، وبعضها أصبح خاصا بقبائل دون أخرى.


معروف أن في مصر القديمة وجدت أول الأديان ودعا إخناتون للتوحيد لأول مرة وعبد آتون إله الشمس، ثم كان الإله حورس في عقيدة إيزيس وأوزريس، والديانات الأمازيغية.


 لكن في أعماق إفريقيا مازالت هناك أديان لم تتغير، وبشكل عام فإن جميع القبائل تؤمن بوجود إله واحد خالق، وتختلف الديانات باختلاف انتماء أبناء القبائل.


التواصل والعلاقات مع الإله في المعتقدات الإفريقية تأتي عن طريق الجن وآلهة الخلق والأسلاف.



 

 


 

 

 
  00:00           
 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


00:00
 00:00
 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

         
 
 

 


والتواصل القائم على القرابين والأشياء التي تشكل دعامات الحضور الروحاني، مثل الأقنعة والتماثيل الصغيرة (الأيقونات) والمعابد وأشكال التعبير الأخرى الفنية الرمزية.


يؤمن الأفارقة  بالإله الأسمى، فهناك إله أسمى أوحد في الفكر الإفريقي، ما يعني أنهم موحدين.  


ويتوزع ممارسو الديانات التقليدية في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بين 43 دولة، ويقدر عددهم بحوالي 70 مليون نسمة، أي 12? من سكان إفريقيا، في حين أن أكبر الأديان في إفريقيا هي المسيحية والإسلام، وهو ما يمثل 45? و40?، على التوالي. كما هو الحال في كل مكان، لا يستبعد أتباع أي دين اتباع بقايا الدين الشعبي حيث تبقى تقاليد التنصير أو الأسلمة.



قبائل "البامبارا"


تقع قبائل البامبارا في غرب إفريقيا، ويؤمنون بالإله "فارو"، ويعتقد هؤلاء أن "فارو" خُلق من السديم الأزلي في الفضاء، ثم صار إله الماء، وبعد ذلك قام بالانتصار على إله الأرض "بمبا" واستطاع تدبير شؤون الكون، وهو أقرب لعروس بحر لها رأس بيضاء، ويتغذى على دم الأضاحي والطماطم وحساء الذرة. والإله فارو بإمكانه التشكل في أي هيئة مثل كبش أو امرأة حسناء أو ضباب، ويتواصل مع العباد بواسطة الكهنة، يعرف هذا الإله بأسماء عدة مثل "أشانتي" و"نانا" و"شوكو" ويفسر أهالي "توجو" غضب الإله على البشر، لأنهم قاموا بتلويث السماء بأيديهم القذرة.



قبائل "الدوجون"


يعتقد أبناء قباءل الدوجون أن هناك إلها يدعى "أمّا"، خلق النجوم بقذف كرات الطين في الفضاء وخلق الشمس والقمر بصنعه لكرتين، أحاط واحدة بالنحاس الأصفر والأخرى بالنحاس الأبيض، وخلق جنسين من البشر، الجنس الأسود والأبيض، الأول خلق في الشمس والآخر خلق في القمر، بعد ذلك رمى كرة من الطين لتتحول إلى الأرض، وبسطها من الشمال والجنوب في صورة أنثى لتلد له بعد ذلك ابن آوي، ثم ولدت عددا من الجن يسمون "نومو"، أحد هؤلاء الجن رأى أمه عارية فصنع لها كساء من لحاء الشجر، إلا أن ابن آوي عندما رآها عارية اغتصبها فسال منها دم الطمث، وهي الخطيئة الأولى التي دنست الأرض إلى الأبد.


وتعبد قبائل "البامبارا" السماء وأركان الأرض الأربعة والجن، ويتخذون من الحجر أو الشجر أو أماكن وجود الماء محاريب لذبح الأضاحي، وكل بالغ أهل لأن يقوم بأداء الأضحية. يقوم اعتقاد الأضحية على أن القوى الحيوية للذبيحة تنتقل إلى المعبود الذي تقدم إليه الضحية، في العادة يضحى بحيوان أليف ككبش أو طير، إلا إذا كان المضحي صيادا فيجب أن يقدم حيوانا بريا، ويجب أن تطول مدة احتضار الذبيحة أثناء موتها، لأن تحركاتها تساعد العرافين للتكهن بالغيب.



 


قبائل "المانجا"


الإله خلق الذكر والأنثى من الطين، ثم أصابت ذريتهم كارثة أبادتهم فلم يبق منهم غير "سيتو" وأخته، قام بإعدام الموت نفسه والذي كان في هيئة حيوان مفترس، ورزقه الله البذور والقوة والتحكم في الحيوانات، ثم قام بخرق الوعاء الذي كان يختزن فيه الماء فتشكلت الأنهار، وعرف النار والصيد ثم صعد إلى السماء ليصير نجما اسمه "أوريون".



قبائل جنوب "جابون"


يؤمنون بأن بدء الخليقة قد بدأ من خلال نفخ الخالق في الظلام، فخلقت امرأة بيضاء تسمى "دنتوسنا"، تحمل الشمس في يمينها والقمر في يسارها. وينطلق من ثديها الأيمن سيل من الدم ومن ثديها الأيسر سيل من اللبن، وأن الكواكب تستمد نورها من سناء تلك المخلوقة، وقد قامت بتلقيح الكون فتكونت النجوم واتخذ الكون شكل الزهرة، ثم اقترنت الشمس بالقمر فأنجبا الإله الذي قام بتقسيم الكون لأبعاده الثلاثة، مثل الطول والعرض والعمق، ثم خُلق الذكر والأنثى من مزج دم تلك المرأة بلبنها، وطرد الزوجان من أسرة الأرض حيث شجرة الحياة وأصبحا غير خالدين، ومن ثم بدأ التكاثر بين البشر وبعضهم أو بين البشر والآلهة.


قبيلة "اللوبي"


يعتقدون بأن السماء عبارة عن قبة تتمركز على الأرض وأن السماء يسكنها الإنسان الأحمر، وتحت الأرض الإنسان الأسود.


قبائل "الكردي"


تعتقد بأن النار هي بداية الخلق ومن ثم أرسل الطوفان.