التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 10:34 ص , بتوقيت القاهرة

اقرأ عن "فسحة سمية" في كتاب "يوميات صحفية إيطالية"

تحدثت الصحفية الإيطالية جوفانا لوكاتيلي، في كتابها "يوميات صحفية إيطالية"، الذي ترجمته دار العربي للنشر والتوزيع، ويصدر في معرض الكتاب 2015، عن العديد من الأشخاص والأمور، ومنها مالك أكبر عقار يطل علي ميدان التحرير، والناشطة المصرية الأكبر سنا، والطاهية الثورية سمية صاحبة "فسحة سمية" في منطقة وسط البلد.

قالت الكاتبة عن سمية: "إنه أحد المطاعم الصغيرة جدا وبه أربع موائد صغيرة وله جدار بنافذة صغيرة تطل على المطبخ، وهناك يجتمع كثير من النشطاء في قلب القاهرة على بعد خطوتين من ميدان التحرير، إنه مطعم "فسحة سمية"، وسمية هي صاحبة المطعم والطباخة نفسها، ومن المؤكد أن كل نشطاء القاهرة قد ذهبوا على الأقل مرة في عمرهم لهذا المطعم، وتذوقوا طعامها وقضوا ساعات على الأرائك المريحة هناك وتحدثوا عن السياسة وعن الثورات.



وتغطي الملصقات والمنشورات الجدران؛ وبعض هذه الملصقات والمنشورات تنتقد وتسخر من الإخوان، ومجموعة منها ضد التحرش الجنسي في البلاد، ومجموعة أخرى ضد المحاكمات العسكرية للمدنيين، وضد الدستور الجديد المتأسلم، وفقا لرأي الكثير من الناس.


?





 وتنص بعض الملصقات الموجهة للإخوان على: "متعتبرنيش عدو" أو "أنا مش كافر"، وأيضا "متقلقلش مني"، و"متخذلنيش"، كلها ملصقات بألوان مختلفة مطبوع عليها شعار الإخوان، وبمجرد أن يدخل الشخص المطعم يجد على يمينه واحدة من المقولات التي لا بد من الانتباه إليها لما لها من ألوان زاهية: "أنت إنسان ولا حيوان؟ ما تقومش بأي تحرش جنسي!". وبعدها مباشرة: "الدستور مزيف ومش شرعي"، وإذا وضعنا في الاعتبار مساحة المكان الصغيرة فسنجد أن الجو عائلي للغاية.


"سمية" امرأة ذات جسد صلب، وعيناها تعكس ذكاء حادا، وتبتسم دائما، وهي أيضا شخصية حاسمة وحازمة وقوية جدا، تعمل دون كلل، وتعرف الجميع، وتقبل من يدخل مطعمها وتحتضنه، ثم تمزح وتتبادل أطراف الحديث، وأهم من كل ذلك أنها تنفعل بحرارة ويسهل استدراجها عند الحديث في السياسة، ويعتبر كثيرون مطعمها، الذي تصل مساحته 20 مترا مربعا، جهازا لقياس حرارة المواطنين تجاه الحكومة الإسلامية.



 ولا يخلو مكتبها من المنشورات المطبوعة حديثا لبعض الشباب الذين يحبون أن يطلق عليهم نشطاء، وكانت أشهر المنشورات تلك الخاصة بحركة "تمرد"، والفضل في شهرتها طاهية وصاحبة مطعم يعود في الأساس للنشطاء الشباب، الأمر الذي قالت عنه سمية: "لم يقوموا فقط بمساعدتي كي أفتح هذا المطعم، لا، فلقد قاموا بالدعاية أيضا بالمنشورات وبالكلام عني وعن المكان، وفي وقت قصير أصبحت ملجأ المعتصمين في التحرير، وبعد سنة من افتتاح المطعم احتفلنا كلنا معا وكانت لحظة جميلة".