التوقيت السبت، 23 نوفمبر 2024
التوقيت 06:12 ص , بتوقيت القاهرة

زمن الفن الطويل

إيه الموضة دلوقتي؟
إن المنتج يروح ناتع مسلسل من ستين حلقة، وينزل بيهم في أي وقت، لا يهم رمضان ولا سيزون ولا أجازات ولا امتحانات ولا يحزنون، والأدق نقول إن القنوات بـ تشتري المسلسلات دي من غير حسابات كتيرة زي الحسابات المعتادة.


إيه اللي خلى النمط ده من الإنتاج ينتشر؟
أولا، المسلسل كده تكلفته أرخص كتير، لو بتنتج المسلسل التلاتين حلقة بـ ألف جنيه مثلا، الستين هـ يكلفك ألف وميتين مش ألفين، لأنه بـ يشتغل على نفس الديكورات، بـ نفس الملابس والإكسسوارات، وحتى أجور الممثلين وفريق العمل مش بـ تبقى الضعف، بالعكس، وهـ أقول لك إزاي بالعكس.


الكلام ده عكس المطالب بأن المسلسلات تبقى 15 حلقة، لأن لما ليلى علوي جربت كده، التجربة نجحت جماهيريا، والمسلسلات بقت أجود، بس بالنسبة للمنتج خسارة كبيرة، لأنه كل 15 حلقة كان بـ يعمل مسلسل جديد. 


ثانيا، بالنسبة للقنوات، فرصة كبيرة يملا بيها وقت من غير تكلفة إضافية، لأنه لو بـ يشتري التلاتين حلقة، اللي اتكلفوا ألف جنيه، بـ ألف ومتين مثلا، كده هـ يشتري ستين حلقة بـ ألف وخمسمية، وبالتالي يقدر يتحرك في تارجت أخف من حيث الإعلانات.


ثالثا، من حيث نسب المشاهدة، أي مسلسل من المسلسلات دي هـ يتشاف يعني هـ يتشاف، لأن الست اللي عمالة تقلب بالريموت كل يوم بالليل، هـ تشوف المسلسل مرة، فـ تقلب، مرة تانية فـ تقلب، مرة تالتة هـ تقف تشوف فيه، وهـ تتابعه في آخر عشرين تلاتين حلقة.


طب الكلام ده كويس ولا وحش؟
فيه جزء كويس، وهو توسعة السوق، أي إنتاج مهما كانت طبيعته أو مستواه، هو حاجة كويسة؛ الشغل بـ يجيب شغل، والإنتاج بـ يجيب إنتاج، وكل ده في النهاية دخل قومي، لأن كتير من القنوات اللي بـ تشتري هي قنوات غير مصرية، وكتير من المعلنين مش مصريين، فـ دي فلوس داخلة البلد، وبـ تنشط الإنتاج.


لكن فيه آثار جانبية، مهم ناخد بالنا منها كويس:
الطريقة بـ تفرض إن المسلسل يبقى صالح للمشاهدة من أي نقطة فيه، يعني ممكن تشوف ما مجموعه عشر حلقات من الستين، فـ تبقى شفت المسلسل، ومفيش حاجة فاتتك، وده معناه إن المؤلف هـ يمشي بـ طريقة من الاتنين، يا إما حكايات بـ تطلع منها حكايات وتتقفل، بـ تطلع منها حكايات وتتقفل، وقريت مرة إن ده أصل تعبير "السوب أوبرا" أو "مسلسلات الصابون"، لأن طريقة صناعة الدراما عاملة زي حوض فيه صابون، كل ما تمد إيدك فيه، رغاوي الصابون بـ تنتشر. ده طبعا غير التفسير السائد، والله أعلى وأعلم.


الطريقة التانية، إنه ما يبقاش فيه أحداث كتير أصلا، لكن يبقى فيه لعب على زيادة شحنة العاطفة، ودي الطريقة الأكثر انتشارا عندنا، لأن الأولى صعبة ومحتاجة شغل كتير من ورشة الكتابة.


بس الطريقتين بـ يشتركوا في تقليل جودة العمل من حيث السيناريو والحوار واختيار الموضوع ومعالجة الأفكار.


لكن كل ده سهل، قياسا باللي بـ يحصل على مستوى التمثيل، لأن المسلسلات دي خلت أي حد بـ يمثل، أي واحد اتعرف شويتين ينفع يبقى بطل مسلسل، لأن الشرط الوحيد هو "نضافة" الصورة، فأي واحد أو واحدة بـ يعرف يلبس ووشه مقبول بـ يشتغل، وفيه منهم كتير بـ يشتغلوا من غير فلوس، أيوة، من غير فلوس، أو بـ فلوس قليلة، فـ يتفق على تلات مسلسلات بـ فلوس مسلسل، وأغلب المتنازلين دول بـ يبقوا أصلا جاية من حتة تانية غير التمثيل، الغنا مثلا، أو الإعلانات، فـ هو لما يبقى ممثل بـ ياخد أدوار كبيرة أسهمه وسعره يزيدوا في مجاله الأصلي.


وده بـ يخلي مهمة الممثل، اللي مجاله الوحيد هو التمثيل، عنده صعوبة في إنه ياخد أدوار، وبـ التدريج هـ تبدأ أهمية الوسطاء في الموضوع، خصوصا أصحاب ورش التمثيل.


عموما، التجربة لسه فـ أولها، وربنا يزيد يبارك، ويمنع الموانع
صباح الخيرات