التوقيت السبت، 23 نوفمبر 2024
التوقيت 03:53 ص , بتوقيت القاهرة

كتاب "عالم بلا إسلام".. محاولة للفهم لا تخلو من اللؤم

<p><span style="font-size:20px;">نظم مركز البلد الثقافي، بالتعاون مع دار "سطور" الجديدة، أمس الأحد، ندوة لمناقشة كتاب "عالم بلا إسلام"، لمؤلفه الأمريكي "جرايهام أي فولر"، نائب رئيس المخابرات الأمريكية السابق، وكبير الباحثين السياسين بمؤسسة راند، في تمام السابعة مساء، بمقر المركز في وسط البلد.</span></p><p><span style="font-size:20px;">وأدار المناقشة الدكتور حسام علي، وأحد رفقاء الكاتب الراحل عبد الوهاب المسيري، إضافة إلى مترجم الكتاب، أحمد جمال، ولم تكن هناك تغطية تليفزيونية سوى قناة "يقين" الإسلامية، إلا أنه كانت هناك بعض تسجيلات الفيديو سابقة للمناقشة، تعليقا على رسومات "شارلي إبدو" الفرنسية، وتم وصفها من قبل البعض بأنها تافهة، وأن اهتمام المسلمين بها هو الذي منحها الحياة، إضافة إلى أن ذلك الاهتمام يعطي أهمية لأصحاب الرأسمالية الإسرائيلية، وهم ليسوا بشيء، على حد وصف بعض الحضور.</span></p><p><span style="font-size:20px;">وفي بداية الندوة، أشاد حسام علي بترجمة الكتاب، مؤكدا أن الندوة ما هي إلا محاولة لمعرفة العلاقة بين الإسلام والعالم الخارجي، وأن وضعية الإسلام على المحك خاصة بعد حادث "شارلي إبدو"، الذي وصفه حسام بأنه دافع إلى القائمين على الحكم في فرنسا لإعادة فهم الإسلام مرة أخرى.</span></p><p><span style="font-size:20px;">وأضاف علي، أن أوروبا ترى نمو الإسلام في دولها أمرا خطيرا، خاصة بعد صدور رواية "الخضوع" في عام 2012، التي تنبأ فيها الكاتب بوصول حاكم إسلامي يدعى "محمد بن العباس"، إلى الحكم، متابعا أن أوروبا ترى الكتلة الإسلامية الكبيرة في العالم الأوروبي التي تصل إلى 5% من السكان، على حد قوله، والتي تعتبر كتلة ضاغطة على الإدارة هناك.</span></p><p><span style="font-size:20px;">وأشار الدكتور حسام علي إلى أن أهم فصول الكتاب هو الفصل التاسع، الذي يتحدث فيه الكاتب عن مسلمين أوروبا، متسائلا: "هل هم مواطنون ذوو ولاء كامل لتلك الأوطان التي يعيشون فيها، أم هم طابور خامس؟".</span></p><p><span style="font-size: 20px; line-height: 32px;">يقع الكتاب في 378 صفحة، ويعتبر التجربة</span><span style="font-size: 20px; line-height: 32px;"> الأولى لأ</span><span style="font-size: 20px; line-height: 32px;">حمد جمال في الترجمة</span><span style="font-size: 20px; line-height: 32px;">، و</span><span style="font-size:20px;">يتناول الكتاب عن بعض المصطلحات مثل: "الإرهاب، الحروب الصليبية، حدود الدولة الإسلامية الدموية"، إضافة إلى تناوله بعض التفجيرات التي حدثت واتهم فيها المسلمين مثل انفجار مدريد عام 2004.</span></p><p><span style="font-size:20px;">وعقب كلمة حسام علي، جاءت كلمة المترجم أحمد جمال، التي أوضح خلالها أن الكتاب جذبه ليترجمه، وأنه أضاف لعنوانه "ماذا لو؟"، ليصبح اسم الكتاب "عالم بلا إسلام.. ماذا لو؟"، التي يرى أن لها معنيين هما: "ماذا لو الإسلام لم يظهر في شبه الجزيرة الإسلامية؟ وماذا لو لم يظهر الإسلام في العالم؟".<br /><br />أما حازم سالم، فاستهل كلمته، قائلا: "المسيري لم ينل ما يستحق من الفهم والتقدير، في محاولة فهمه لليهودية، إضافة إلى أنه لم يكن يقرأ الكتب، بل كان يقرأ الفكرة ويبحث عنها في المقدمة والنهاية، وفي عناوين الفصول، ومقدماتها"، موضحا أن الكتاب هو خطاب ضمن خطابات عدة يوجهها الغرب للإسلام، وأنه إذا صدر هذا الكتاب عقب حادثة "شارلي إبدو" كان سيختلف كثيرا، وكأن كاتبه يقول في رسالته للعالم الإسلامي: "سننفتح عليكم لأننا لن نتوارى عنكم".</span></p><p><span style="font-size:20px;">وأضاف سالم أن أصحاب "شارلي إبدو" ماركسيون عدميون يسخرون من جميع الأديان، وهم لا يعرفون أنه بقدر تمسك الإنسان بالأديان يكون متحضرا، على حد قوله، مختتما حديثه قائلا: "الكتاب صيغة لا تخلو من اللؤم، في إطار مساحة محدودة من التسامح مع العالم الإسلامي من قبل الكاتب"، ولكن ليكن هذا الكتاب سلم نصعد عليه، لنعرف أننا أقل معرفة ونستزيد، لأن المعرفة تقربنا من الله".</span></p><p><span style="font-size:20px;">ومن ضمن أهم التعليقات خلال الندوة، ما قاله </span><span style="font-size: 20px; line-height: 32px;">المسؤول عن دار سطور،</span><span style="font-size:20px;"> أحمد رضوان، حول اختياره لهذا الكتاب بشكل خاص لترجمته، موضحا: "اتجاه الدار سياسي معارض من زمان، والمواضيع اللي زي اللي في الكتاب دي هي اللي بتشغلنا، أنا أترجم الكتاب اللي بيشتمني كمسلم، بدل ما أترجم كتاب لواحد بيمدح فيّ، عشان تعرفوا هما برة شايفنا إزاي، صحيح الكاتب قادر يسامح بس مش هيخيل علينا برضه، وبإختصار أنا مش عايز أوصل من الكتاب إن الغرب بيمدح في الإسلام، لأن الكتاب له أهداف تانية".</span></p><p><span style="font-size:20px;"><span style="color:#0000FF;"><strong>وفُتح باب المناقشات مع الحضور الذين تقدموا بعدة تساؤلات تمت إجابتها في ختام الندوة، ومنها:</strong></span></span></p><p><span style="font-size:20px;">- هل المقصود هنا في الكتاب الإسلام بوجه عام أم التيار الأصولي تحديدا، خاصة أنه مكروه بالداخل ولدى المسلمين أيضا؟</span></p><p><span style="font-size:20px;">- هل هناك حالة من الانهزام لدى المسلمين بسبب تخازل الجهات الدينية أمام ما حدث من "شارلي إبدو"؟</span></p><p><span style="font-size:20px;">- ما الحلول التي يمكن تقديمها لمواجهة تلك الاتهامات الموجهة للمسلمين، وما هي الرؤى العربية التي يمكن أن تدير ذلك؟</span></p>