التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 02:35 م , بتوقيت القاهرة

عبدالسلام النابلسي يكتب في وداع فاتن حمامة

"قمة شهرة .. وصولجان فن .. وعرش سينما .. ولدت وعلي جبينها نجمة وعاشت وفي عينيها طموح ومشت قُدما تحمل رأسا فيه عقل الدهاة.. سبقت زمانها فسلبت من الأمس فرصته ومن اليوم حنكته ومن الغد مستقبله فالحياة عندها الفن والفن عندها حياة، وهي بين الاثنين صلة وصل بل سلسلة لا تنفصم لها حلقة.. ركبت رياح المجد الأربع ولها في كل قلب مكان تقدير وعلي كل لسان كلمة إعجاب، يضربون بها الأمثلة ويقتدون بفنها علي قدر ما يقتدون.


هكذا وصف الفنان الراحل عبدالسلام النابلسي، فاتن حمامة في مقال كتبه بمجلة الشبكة في يناير 1967، وأضاف: "متحدثة كأشهى ما يكون الحديث.. مقنعة كأحسن ما يكون الإقناع .. تراها تنظر إلي الطريق وكأنها تتبينه وهي القادرة أن تمشي عليه مغمضة إلا عن الحذر ففي صدرها ألف أمل وفي قلبها حب واحد".


واستكمل "النابلسي" حديثه في وصف "فاتن حمامة" قائلا: "من الناس من يعيش ليومه أما هي فتعيش لمئات السنين فالحب عندها أنانية والفن في شرعها كذلك .. تريد أن تستحوذ علي حبها وتعتقله في سجن، كما تريد أن تأخذ من الفن حبها نصيب الأسد، وما درت أن الحب أجنحة وأن الفن مشاع".


وختم "عبدالسلام النابلسي" حديثه عنها قائلاً: صداقتها وعدائها تزنهما بميزان واحد وكثيرا ما يختلط الأمر عليها فلا تفرق بين الاثنين إلا باللمحات .. طاقة ضخمة من الصبر والجلد والمثابرة .. نعومة وابتسامه ولكنها تنازل الأحداث مثل "جان دارك" .. لا تستغيث إلا لتستنهض همة نفسها ولا تستكين إلا لتريح شجاعتها من كثر النضال .. قمة شهرة.. وصولجان فن.. وعرش سينما.