"الطحالب".. كنز مفقود في المطبخ المصري
عند ذكر الطحالب البحرية تتبادر إلى أذهاننا المأكولات اليابانية لاحتواء العديد من الأصناف عليها ولكنها تتصدر قائمة المواد الغذائية التي يعتمد عليها في تجهيز الموائد في ألمانيا أيضا، وتعتبر الطحالب البحرية من أكثر النباتات البحرية أهمية للإنسان وذلك نظرا لغناها بالفيتامينات والعناصر المعدنية.
الأهمية الطبية للطحالب:
يقول الأستاذ المساعد بقسم كيمياء المركبات الطبيعية بالمركز القومي للبحوث محمد عطية، إن الطحالب البحرية تدخل في:
- صناعة أدوية السعال
- أنسجة التضميد الجراحي
- صناعة المستحضرات التجميلية والمراهم والكريمات ومعاجين الأسنان
ويتم استخلاص مادة لامينين من الطحالب وهي مسؤولة عن تخفيض ضغط الدم، كما أن تناول الطحالب يزيد من نسبة كولسترول الدم المفيد ويقلل نسبة الكولسترول الضار.
الأمراض:
الطحالب لها القدرة على تنشيط خلايا جهاز المناعة وكمضاد للأمراض الفيروسية خاصة الهربس، والحساسية ووقف تدهور ترسيب الكولسترول في الشرايين وحالات الزهايمر وتطور مراحل الشيخوخة وتعديل ارتفاع سكر الدم.
كذلك فإن مادة فيوكودان لها قدرة كبيرة (منفردة أو مضافة إلى عقار هيبارين) في منع سد الشريان التاجي، كما أنه تم اكتشاف أثرها الكبير في علاج حالات لوكيميا الخلايا الليمفاوية، حيث يؤكد الباحثون أنها مادة واعدة لعلاج هذا النوع من السرطان.
السرطان:
هذا بالإضافة إلى أهميتها الكبرى كمصدر لاستخراج العديد من المواد الطبيعية ذات الأثر الفعال بيولوجيا كمضادات للكائنات الدقيقة الضارة (البكتيريا والفطريات) والفيروسات والأورام السرطانية وكمضادات للالتهاب.
كما تتميز الطحالب أيضا باحتوائها على العديد من مضادات الأكسدة مثل المركبات الفينولية والفلافونية والكاروتينيدات التي تساعد على حماية الجسم من الشقوق الطليقة المسئولة عن العديد من الأمراض السرطانية.
كما أنه تم حديثا اكتشاف مادة فيوكودان عديدة السكريات الكبريتية ذات التركيب المعقد، في العديد من الطحالب البنية، وذلك بواسطة فريق بحثي ياباني (عام 2000)، هذه المادة تتميز بقدرتها الفائقة على وقف نمو الخلايا السرطانية ودفعها نحو قتل نفسها بنفسها أو ما يعرف بالتخلص الذاتي.
الطحالب البحرية في مصر:
قام فريق بحثي بقيادة الدكتور عطية، وبمشاركة فريق بحثي من كلية العلوم بجامعة المنصورة وجامعة جوتنجن الألمانية، بعمل دراسة بحثية مكثفة على الطحلب البحري البني "ديكتيوتا ديكوتوما هودسون"، والذي تم جمعه من شاطئ البحر الأحمر للحدود المصرية، واستخلاص مركباته الفعالة وتحديد تراكيبها الكيميائية وتأثيرها البيولوجي كمضادات للسرطان.
ونظرا لأهمية الطحالب البحرية فقد اتجهت معظم الدول المتقدمة مثل أمريكا، اليابان، فرنسا، روسيا والصين نحو إقامة محميات مائية ذات طابع اقتصادي وطبي مهم، حيث عملت على توفير كل النظم البيئية المناسبة لها لاستزراعها لجني محاصيل وفيرة منها باستخدام أحدث التقنيات العلمية، لذلك يشدد عطية بأنه يتوجب علينا أن نحسن استخدامها في حياتنا اليومية سواء من الناحية البيئية أو الصناعية أو الطبية أو الغذائية.